عضو بالشورى: تعليم الطب بالإنجليزية أعاق التنمية الصحية.. والوزارة تحتاج أهدافا «حيوية»

في لقاء استضافته جامعة الملك عبد العزيز بحضور أكاديميين واختصاصيين

TT

قال الدكتور زهير بن أحمد السباعي، أستاذ طب الأسرة والمجتمع، إن السعودية بحاجة إلى 500 ألف فني صحي خلال العقود المقبلة، 20 في المائة منهم على الأكثر من حاملي البكالوريوس، مؤكدا أن قرار الوزارة عدم قبول الفنيين الصحيين بدرجة الدبلوم سيأخذ القطاع الصحي إلى «كارثة».

وبين الدكتور السباعي، الذي كان ضمن أعضاء اللجنة الصحية بمجلس الشورى، أن وزارة الصحة لو خصصت 2.5 في المائة من ميزانيتها للتعزيز والتثقيف الصحي لحققت معيارا صحيا في البلاد بمقدار يزيد على 25 في المائة مما هي عليه اليوم خلال سنوات قليلة.

وأكد في سياق ذلك على أهمية المراكز الصحية، معتبرا إنشاءها أكثر صعوبة من إنشاء مستشفى، وداعيا الوزارة إلى الأخذ بتجربة إيرانية بدأت منذ 30 عاما، تهدف إلى التعزيز والتثقيف الصحي يقوم عليه أشخاص منخفضو الشهادات العلمية.

وشدد في حديثه أمام جمع من الحضور على أن المشكلة في التنمية الصحية وغيرها هي: بناء الأهداف على الإحصاء الكمي للوسائل لا على الإحصاء الحيوي، ضاربا المثل بالمقارنة صحيا بين بلاده وماليزيا، مبينا أنه وعلى الرغم من أن السعودية تنفق أكثر من ماليزيا بفارق 164 دولار سنويا على صحة الفرد، فإن معدل وفيات الرضع فيهما يبلغ 12 في السعودية و3 في ماليزيا لكل ألف مولود.

وجاء في اللقاء الأكاديمي الذي نظمته كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة الملك عبد العزيز أمس نقد شديد من قبل الدكتور زهير لتدريس الطب والعلوم الصحية باللغة الإنجليزية، معتبرا ذلك عائقا أمام تنمية المجال الصحي في البلاد، ودعم ذلك بسرد أسماء 17 دولة متقدمة تدرس الطب بلغتها بينها إسرائيل.

وأضاف في السياق ذاته «يلجأ الكثير من دارسي الطب العرب إلى الملخصات، كما أنهم يدرسون بلغة لا يجيدونها، فيتحاشون الحوار مع أنه عنصر أساسي في دراسة الطب، ومعروف أن بإمكانهم قراءة 109 كلمات عربية في الدقيقة في حين يقرأون 75 إنجليزية وبمعدل استيعاب أقل».

وفاجأ السباعي الحضور حينما كشف أنه وبالتمحيص والعد، اكتشف أن نسبة الكلمات الإنجليزية الخاصة بالطب لا تتعدى ثلاثة في المائة مما في الكتب، في رد صريح على من يدعي أن الإنجليزية «لغة العلم».

وفي المادة التي قدمها أشاد الدكتور مصطفى بن جميل بلجون مساعد مدير الشؤون الصحية للتخطيط والتطوير والمعلوماتية بمعدل الأسرّة لكل 10 آلاف مواطن والبالغ 22 سريرا، والذي يقل عن المعدل العالمي بخمسة أسرة، لكنه ذكر أنه لو تم استغلال الإمكانات المالية والبشرية بشكل أفضل لكنا في المقدمة.

وأضاف «نتيجة لغياب التخطيط الهادف فإننا بعد نحو 50 سنة في التعليم الطبي نجد أن نسبة الأطباء السعوديين في البلاد لا تتجاوز 22 في المائة ونسبة الفنيين 35 في المائة، فيما تبلغ نسبتهم في القطاع الأهلي ثلاثة في المائة فقط».

وضمن مشاركته باللقاء أوضح الدكتور بلجون أن وزارة الصحة بصدد افتتاح 14 مستشفى بمنطقة مكة المكرمة وذلك لخدمة المنطقة التي يتجاوز سكانها 6 ملايين نسمة توفر الوزارة لهم 7600 سرير فقط.

وبين الدكتور بلجون أن منها مستشفيان ستنشآن بجدة بسعة 300 و500 سرير كما ستتم إضافة 250 سريرا بمستشفى الملك فهد ليزيد عدد الأسرة في جدة من 2660 إلى 3710.

وحول المراكز الصحية في المنطقة والبالغ عددها 450 مركزا أكد بلجون أن الدعم مستقبلا سيتركز عليها، موضحا أنه لا يمكن بناء مركز صحي في كل مكان لظروف تتعلق بعدد السكان وترحال البدو.