أمير منطقة مكة المكرمة يعد سكان شرق جدة بأحدث ما وصل إليه التخطيط العمراني العالمي

خالد الفيصل لـ«الشرق الأوسط»: سندعو الشركات قريبا لتنفيذ المشاريع الدائمة لدرء مخاطر السيول.. والعاجلة تجربة استثنائية

مهندسو المشروع للأمير خالد الفيصل: واجهنا معوقات لم تثننا عن العمل على مدار الساعة (تصوير: عبد الله آل محسن)
TT

كشف الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، عن مخطط شامل لشرق محافظة جدة وفق أعلى المعايير العالمية، وأعلن في مؤتمر صحافي لدى وقوفه ميدانيا أمس على سد أم الخير، انتهاء المشاريع العاجلة، مشيرا إلى أن العمل في مشاريع الحلول الدائمة بدأ بالتزامن مع مشاريع الحلول العاجلة التي انتهت في موعدها المحدد.

وخاطب أهالي مخطط أم الخير، ردا على سؤال جاء على لسان المواطنة فاطمة الطويرقي، بأن مخطط شرق جدة المقبل سيقام على أحدث ما وصل إليه التخطيط العالمي، حيث ستنتشر مراكز الأحياء والمراكز الثقافية والاجتماعية، والخدمات الصحية والتعليمية في جميع الأحياء.

وأضاف الأمير خالد الفيصل مخاطبا الأهالي: «ما أطلبه من سكان شرق جدة أن يعينوني على وقف سطو المفسدين من الاستيلاء على الأراضي الحكومية، ليحرموا الأهالي من أراض خصصت أو ستخصص لمشاريع مرافق تعليمية وصحية واجتماعية».

وأشار الأمير خالد الفيصل إلى أن شركة «أيكوم» - استشاري المشروع - ستقدم خلال الأسابيع المقبلة الدراسة الكاملة، تمهيدا لدعوة الشركات والتقدم بعطاءاتها، وأن التفاصيل سوف يتم إيضاحها ونشرها تباعا، ومؤكد أن العمل في مشاريع جدة مستمر ولم ولن يتوقف.

وقال أمير منطقة مكة المكرمة لـ«الشرق الأوسط»: «إن تجربة المشاريع العاجلة لمعالجة مياه الأمطار وتصريف السيول تجربة استثنائية ولا يوجد لها شبيه، وأرجو أن تؤخذ كمشروع مستقبلي يدرس كحالة استثنائية».

واستطرد: «أما بالنسبة للإدارة المحلية، فإن المشروع خاض تجربة فريدة من التنسيق بين الإدارات الحكومية من جهة، وبين فروع الوزارات من جهة أخرى»، مشددا على أن المشروع أثبت أن الإنسان السعودي قادر على أن يكون على مستوى المسؤولية والعالمية إذا أعطي الفرصة، موضحا في السياق ذاته، أن المشاريع العاجلة تميزت بميزة هامة تتمثل في وجود فريق سعودي شارك بفعالية في جميع قطاعاته، بدءا من الدراسة ومرورا بالتنفيذ والإشراف والرقابة.

وردا على سؤال حول وجود رقابة من إمارة منطقة مكة على مشاريع القطاعات الخدمية التي تمس المواطن لتحديد المتعثر منها والمتأخر، أجاب: «توجد رقابة ومتابعة، وفي هذا اليوم تحديدا، وقعت مجموعة من الخطابات الموجهة لإدارات حكومية عن مشاريع متعثرة ومتأخرة تبلغ تكلفتها المليارات، وطلبت منهم التوضيح لهذا التعثر أو التأخير، وإن كانت توجد طريقة لمساعدتهم لتجاوز التعثر أو التأخير».

وقدم الأمير خالد الفيصل شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير نايف بن عبد العزيز، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، على الدعم اللامحدود والمتابعة الدائمة اللذين حظيت بهما مشاريع درء مخاطر السيول في جدة، وقال: «لدينا ملك استثنائي وولي عهد مميز وشعب أبي، أفلا نرتقي بأعمالنا وفق تطلعات قيادتنا».

مشيرا في السياق ذاته إلى أن ولي العهد بوصفه رئيس اللجنة الوزارية لمشاريع جدة، تابع ويتابع كل تفاصيل المشروع. كما قدم أمير منطقة مكة شكره وتقديره لجميع الوزارات والقطاعات الحكومية والمقاولين وفريق المشروع.

وفي ما يخص المشاريع الدائمة، لفت إلى أن العمل في مشاريع الحلول الدائمة بدأ بالتزامن مع مشاريع الحلول العاجلة التي انتهت في موعدها المحدد، مبينا أن المشاريع الدائمة سوف تأخذ وقتا أطول في التنفيذ خلال سنوات عدة، خلافا للمشاريع العاجلة التي شدد على وصفها بأنها تخفف مخاطر السيول والأمطار ولا تمنعها، وقال في هذا الشأن تحديدا: «هذه المشاريع تخفف مخاطر وكوارث الأمطار والسيول ولا تمنعها، فنحن لا نستطيع أن نقف أمام قدرة الله تعالى».

وأكد أمير منطقة مكة المكرمة أنه مطمئن إلى مستوى تنفيذ المشاريع العاجلة لمعالجة مياه الأمطار وتصريف السيول وفقا لمواصفات وكفاءة وجودة عالمية، وقال: «استنادا إلى تقارير المسؤولين والمراقبين، فإني متأكد من جودتها العالية، وليس هناك ما يدعو إلى القلق والخوف، فهي على مستوى المشاريع العالمية»، مشيرا في السياق ذاته إلى أنها - أي المشاريع العاجلة - خضعت لمراقبة وإشراف من قبل المسؤولين في المواقع وفي المكاتب.

وتلقى الأمير خالد الفيصل شكرا وتقديرا من أهالي حيي السامر وأم الخير حيال إنجازه الوعد الذي قدمه إليهم لدى البدء في تنفيذ مشاريع الحلول العاجلة لمعالجة مياه الأمطار وتصريف السيول، بأنه سيكون في موعده المحدد.

وأكد المواطن ردة الطلحي، من أهالي حي السامر، أن أمير منطقة مكة أنجز الوعد ونفذ المشاريع التي وعدهم بها، في حين كان البعض يشكك في سرعة تنفيذها في الوقت المحدد والبالغ 110 أيام.

وحرص الأهالي الذين حضروا إلى مقر حفل تدشين سد أم الخير، على تقديم الشكر إلى الأمير خالد الفيصل لإنجازه المشاريع العاجلة التي بثت الطمأنينة في قلوبهم بشأن كوارث السيول والأمطار، ورد عليهم أمير منطقة مكة قائلا: «الشكر لله تعالى ثم للقيادة على هذا الإنجاز، ويشرفني أن أكون خادما لكم».

وأعلن أمس انتهاء المشاريع العاجلة لمعاجلة مياه الأمطار وتصريف السيول التي تضم إنشاء سدي أم الخير والسامر، فضلا عن 12 مشروعا تشمل قنوات للتصريف، وكشف النقاب أمس عن الانتهاء من إنشاء خمسة سدود نفذتها أمانة جدة، فضلا عن إنشاء ثلاث قنوات تقع في الجهات الشمالية والشرقية والجنوبية.

من جهته، أوضح أمين جدة الدكتور هاني أبو راس، أن مشروع أم الخير هو عبارة عن سد بطول 1100 متر تقريبا وبارتفاع سبعة أمتار، وتم تعزيزه بحائط عازل وصل متوسط عمقه إلى ستة أمتار، وكذلك قناة مفتوحة بطول سبعمائة وثلاثين مترا، وعرض ثلاث وثلاثين مترا، وعمق ثلاثة أمتار ونصف المتر، ربطت بمجرى السيل الشمالي من خلال فرعه الجنوب الشرقي.

ولفت إلى أن المشروع اشتمل أيضا على إنشاء عبارتين وأحواض تهدئة غرب السد مباشرة، وعند نقطة الربط مع القناة الصندوقية القائمة.

أما مشروع السامر فاشتمل، بحسب الدكتور أبو راس، على أعمال تعزيز لسد السامر، وإنشاء جدار عازل وصل عمقه إلى عشرين مترا، وقناة مفتوحة بطول ثلاثة آلاف وثلاثمائة متر، وعرض 40 مترا، وعمق أربعة أمتار ونصف المتر، ربطت بمجرى السيل الشمالي القائم والواقع في شرق تقاطع شارع الأمير محمد بن عبد العزيز وطرق الحرمين، مضيفا أن المشروع اشتمل أيضا على إنشاء خمس عبارات لربط جنوب المنطقة بشمالها، إضافة إلى مشروع ترحيل خطوط التحلية الواصلة من محطة الشعيبة إلى شمال جدة.

وأكد الدكتور أبو راس أن المهمة سهلة، ولكن فور تكليف أمير المنطقة لأمانة محافظة جدة بتنفيذ مشروعي السامر وأم الخير، بدأت الأمانة بالتعامل مع الموضوع بمنهج علمي اعتمد على تحديد وتنسيق مجموعة كبيرة وأساسية من المهام، نفذت بالتوازي في أغلب الأحيان.

من جانبه، بين المهندس أحمد السليم، مدير مشروع معالجة مياه الأمطار وتصريف السيول، أن مشاريع الحلول العاجلة والدائمة لتصريف مياه الأمطار حظيت باهتمام بالغ من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، رئيس اللجنة الوزارية التنفيذية لمعالجة أخطار السيول بمحافظة جدة، وقيادة حكيمة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، رئيس اللجنة الوزارية الفرعية، وقال: «حينما ندشن اليوم المشاريع العاجلة، فإننا لسنا نعلن افتتاح مشروع فقط، بل نعلن تعاونا فريدا من نوعه بين كل الجهات العاملة في محافظة جدة والمواطن والمقيم وفريق المشروع، فلهم جزيل الشكر».

وشدد السليم على القول بأنه ليس ثمة شك في أن تضافر الجهود في إدارة العمل بين فريق المشروع والجهات الحكومية أدى إلى إنجاز هذا المشروع في زمن قياسي، وسوف يكون حجر الزاوية في بناء فريق متكامل من جميع الجهات الحكومية للعمل من أجل هدف واحد أثناء تنفيذ الحلول الدائمة.

في حين أوضح رئيس شركة «نسما»، المهندس صالح التركي، أن وقوف أمير منطقة مكة المكرمة على إتمام 14 مشروعا لمياه الأمطار وتصريف السيول بمحافظة جدة هو ترجمة عملية وشهادة إثبات لصحة القول: «إذا توفرت الإرادة فلا تسأل عن الوسيلة».

وأوضح رئيس شركة «أيكوم»، مازن مطر، أن تنفيذ المشاريع العاجلة يعبر عن استلهام التحدي الذي فرضه الأمير خالد الفيصل على نفسه؛ استجابة لرغبة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده بضرورة القيام بهذا المشروع الضخم وإتمامه في الوقت القياسي؛ حفاظا على سلامة الإنسان والمكان، واحتراما للمواطنين. واتفق معه رئيس شركة المباني نعمة طعمة، معتبرا أن إنجاز المشروع في الوقت المحدد ترجمة واقعية لاهتمام القيادة بالمشاريع ذات العلاقة بالإنسان في ما يخص أمنه وسلامته. وبالعودة للمهندس السليم قال: «تتضمن الحلول الدائمة إنشاء سدود وقنوات تصريف لمعالجة مياه السيول والأمطار، إضافة إلى تصور عملي لمعالجة الأحياء العشوائية في محافظة جدة، إلى جانب خطة بيئية للمحافظة، وأخرى للمياه الجوفية والمجاري، ودراسة عن الطرق وشبكات النقل المزمع إنشاؤها».

وسجلت مشاريع الحلول العاجلة إنجازا قياسيا للأعمال باكتمالها في غضون 110 أيام فقط، وهي المدة ذاتها المقررة للمشروع، حيث نفذت المشاريع التي استهدفت النقاط الحرجة، التي حددت الجهات ذات العلاقة، أنها أكثر المواقع تضررا في حال هطول الأمطار على محافظة جدة.

وبحسب المهندس السليم اشتمل المشروع على حفر أكثر من 750 ألف متر مكعب، وتمديد أكثر من 22 ألف متر من الأنابيب الإسمنتية والحديدية، وإنشاء أكثر من 160 غرفة تفتيش، و400 نقطة تجمع مياه، وفحص وتنظيف أكثر من 77 ألف متر من الشبكات الحالية، وتوريد أكثر من 41 مضخة (25 مضخمة رفع المياه في الأنفاق و16 مضخة متنقلة في الطوارئ).

وقال: «تم شحن المعدات والآليات عن طريق البحر والجو بـ3 طائرات، إحداها أكبر طائرة في العالم (ANTONOV)، إضافة إلى نشر 2600 موظف منهم 2000 عامل و400 مشغل آليات و200 مهندس ومدير مشروع، وأكثر من 900 مركبة وآلية في مناطق العمل، وجرى في هذا الخصوص التعاون مع وزارة الداخلية والجمارك وميناء جدة الإسلامي، وغيرها من الجهات ذات العلاقة، لتسهيل وتسريع سير العمل».

وتشمل المشاريع العاجلة إنشاء مشروعي سدي أم الخير والسامر، وفتح قنوات لمجاري السيول في هذه المواقع وإيصالها للبحر، يندرج فيها 12 مشروعا، تشمل إنشاء خط تصريف المياه في تقاطع شارع الأمير ماجد مع شارع فلسطين، معالجة تجمع المياه في نفق طريق الملك عبد الله مع طريق المدينة، معالجة تجمع المياه في نفق طريق الملك فهد مع طريق الملك عبد الله، معالجة تجمع المياه في شارع حائل مع طريق الملك عبد الله، معالجة تجمع المياه في شارع خالد بن الوليد مع طريق الملك عبد الله، معالجة تجمع المياه في تقاطع شارع الأندلس مع طريق الملك عبد الله، معالجة تجمع المياه في تقاطع شارع الأندلس مع شارع الحمراء، معالجة تجمع المياه في نفق طريق الأمير ماجد مع شارع الأمير محمد بن عبد العزيز، معالجة تجمع المياه في نفق تقاطع طريق الملك فهد مع شارع الأمير محمد بن عبد العزيز، معالجة تجمع المياه في نفق طريق الأمير ماجد مع شارع الروضة، معالجة تجمع المياه في تقاطع طريق الأمير ماجد مع شارعي عبد الله السليمان وباخشب، معالجة تجمع المياه في تقاطع طريق الأمير ماجد مع شارع زياد بن عمر، ومعاجلة تجمع المياه في نفق تقاطع شارع صاري مع طريق المدينة، وهذا الأخير تولت تنفيذه أمانة المحافظة.

كما تضمنت مشاريع الحلول العاجلة دراسة تقييم السدين الاحترازي والترابي الخاصين ببحيرة الصرف الصحي، شرقي جدة، حيث شملت الأعمال في السد الاحترازي، رفع حائط قناة التصريف عند المصب، وإزالة العوائق، وفتح مجرى قناة التصريف عند المصب، وبناء الطريق الخاص لصيانة الصمامات في المصب، وحفر مجرى قناة التصريف في المصب، وتركيب الحاجز المؤقت في قناة تصريف الطوارئ، وتنفيذ طريق لأغراض الصيانة.

في حين شملت أعمال السد الترابي أو «سد بحيرة الصرف الصحي»، البدء في الأعمال التحضيرية لإنشاء قناة تصريف الفائض الثانوية، والانتهاء من أعمال المساحة وتحديد مواقع نقاط تجمع المياه وغرف التفتيش.