الرياض: 3 آلاف شاب يشاركون في مسيرة محاربة السكري

تضمنت فحوصات طبية لمعدلات سكر الدم.. ونشر التوعية بالمرض

تقدر إحصائيات رسمية عدد المصابين بمرض السكري في السعودية بنحو 4.5 مليون («الشرق الأوسط»)
TT

في بادرة توعوية تستلهم المسؤولية الاجتماعية في الوقاية من مرض السكري انطلقت في العاصمة السعودية الرياض مسيرة حاشدة ضمت ما يزيد على 3 آلاف مشارك، بالمنطقة المخصصة للمشاة بطريق الملك عبد الله بالرياض، وتأتي تلك المسيرة ضمن حملة «حارب السكري.. افحص تسلم»، ضمن دورتها الثالثة، المتزامنة مع شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، وهو الشهر العالمي الخاص بنشر الوعي حول هذا المرض.

وكانت السعودية قد سجلت معدلات عالية للإصابة بمرض السكري خلال الأعوام الماضية، وتتزايد هذا المعدلات بمستوى يدعو للقلق، حيث إن مجمل المصابين بالسكري من النمط الثاني لا يدركون حقيقة إصابتهم بالمرض، وبحسب بيانات وزارة الصحة السعودية فقد يتجاوز عدد السعوديين المصابين بهذا المرض أكثر من 4.5 مليون سعودي.

وتهدف الحملة إلى نشر الوعي، والذي يعد بمثابة الخطوة الأولى في المعركة ضد مرض السكري، وتسعى الحملة إلى تسليط الضوء على المعدلات العالمية المتنامية للإصابة بهذا المرض، وبغرض الحد من المخاطر الناجمة عن التشخيص المتأخر.

وصاحبت المسيرة عدد من فعاليات، حيث إن الحملة لإقامة برنامج توعوي بمجمع الرياض غاليري تضمن فحصا دقيقا للسكر في الدم من قبل فريق متخصص من وزارة الصحة، إضافة إلى توزيع مطويات ونشرات توعوية حول هذا المرض، وأقيمت مسرحية مخصصة لهذه الفعالية، وتم توزيع الهدايا والجوائز للفائزين بالمسابقة المخصصة لهذا الاحتفال وهي عبارة عن شاشات بلازما 42 بوصة.

وكانت حملة «حارب السكري» قد استقطبت في عام 2010 أكثر من 25 ألف مشارك، في حين خضع أكثر من 30 ألف فرد لفحوص مجانية لمستوى سكر الدم في 6 بلدان، ويعد نشر الوعي من العوامل المهمة للتحكم بالسكري، الأمر الذي يدفع الكثير من الجهات ذات العلاقة بتبني تنظيم أنشطة وفعاليات متعددة على مدار العام في إطار جهودها الرامية لمحاربة هذا المرض. يشار إلى أن الحملة نظمتها مجموعة شركات «دار البندر» العالمية للتجارة المحدودة، ضمن مبادرة المسؤولية الاجتماعية والحملة الصحية، حيث كانت انطلقت الحملة في دورتها الأولى عام 2009، وتأتي الحملة بالتعاون مع وزارة الصحة السعودية، وكانت مجموعة «لاندمارك» الشريك الاستراتيجي بشركة «دار البندر» العالمية للتجارة المحدودة وقعت عقد شراكة مع «الاتحاد الدولي لمرض السكري»، لتصبح المجموعة بذلك أول شريك للمنظمة العالمية في قطاع الشركات، ومن شأن هذه الشراكة أيضا أن تجعل المجموعة راعيا رسميا لليوم العالمي للسكري. ويمثل الاتحاد الدولي لمرض السكري منظمة عالمية تعمل بالتعاون مع إدارة الأمم المتحدة للمعلومات العامة، كما يتعاون بشكل رسمي مع منظمة الصحة العالمية.

وفي سياق متصل، كشفت دراسة طبية سعودية طرحت في مؤتمر آلام اعتلال الأعصاب الذي أقامته وزارة الصحة، عن أن 60 في المائة من مرضى السكري في السعودية يعانون من ألم اعتلال الأعصاب وهي نسبة مرتفعة.

وبينت الدراسة أن معدل انتشار آلام الأعصاب لدى الذين يعانون من آلام الظهر المزمنة في الشرق الأوسط تصل إلى 55 في المائة مقارنة مع الدول الغربية التي تتراوح فيها ما بين 25 إلى 37 في المائة.

وحذرت الدراسة من الأعباء المالية التي يمكن أن تنجم عن التأخر في تشخيص وعلاج المرض، حيث قد تصل مجموع تكاليف الرعاية الصحية لعلاج مرضى السكري الذين يعانون من آلام اعتلال الأعصاب إلى ثلاثة أضعاف تكاليف علاج مرضى السكري الذين لا يعانون من هذه الآلام. وقال الدكتور محمد صعيدي، مدير عام الإدارة العامة للأمراض غير المعدية، إن أعراض الأمراض تتمثل في تنمل اليدين والقدمين والشعور بألم كالصعق الكهربائي وأخرى كوخز الإبر والحرقان مع ملاحظة أن هذه الآلام تزداد عند ملامسة الجلد للملابس أو غطاء النوم. من جهته، بين الدكتور عبد الله الكعكي رئيس الجمعية السعودية لطب الآلام، أن أهم المشكلات التي يعاني منها المرضى حاليا هي التشخيص الخاطئ لطبيعة الألم، والتي غالبا ما تفسر بآلام جسدية عادية وهذا يتسبب في التشخيص الخاطئ للحالة أو عدم تشخيصها أصلا نتيجة التوجه لغير المتخصصين. لذلك تكون في الغالب النتائج غير مرضية للمريض.

وأضاف الدكتور الكعكي إلى أن طبيعة هذه الآلام تختلف اختلافا كليا عن أي آلام أخرى نظرا لكونها ناشئة عن اختلال وتلف في وظائف الأعصاب وبالتالي لا تفيد معها مسكنات الآلام العادية ولا أدوية الروماتيزم، بل يجب وصف الأدوية المتخصصة، من قبل الاختصاصي المشرف على علاج المريض.