أول فريق نسائي لـ«الصيانة».. يواجه العمالة الوافدة ويستهدف مدارس البنات

جمعية خيرية تدرب الفتيات على أعمال الصباغة والزراعة والسباكة

جانب من إحدى ورش عمل الصباغة التي تقدمها جمعية ود تمهيدا لإطلاق فريق نسائي للصيانة («الشرق الأوسط»)
TT

إنشاء أول فريق نسائي سعودي لأعمال الصيانة، هو حلم تبنته جمعية ود الخيرية للتكافل والتنمية الأسرية بالخبر، وتعمل حاليا على تحقيقه، بحيث يقوم هذا الفريق النسائي بتقديم خدماته للبيوت ومدارس البنات والمشاغل النسائية وكافة المشاريع المتعلقة بالمرأة، إلى جانب دوره في مواجهة العمالة الوافدة التي تمتهن أعمال الصيانة، وذلك من خلال تمكين فتيات الفريق من التمرس على الصباغة والزراعة والسباكة والنجارة.

وتوضح رئيسة قسم البيئة في الجمعية ابتسام الشيخ، في حديث هاتفي لـ«الشرق الأوسط»، أن تدريب الفتيات على هذه الأعمال انطلقت شرارته الأولى من بوابة الرغبة في «تخفيف العبء الاقتصادي على فتيات الأسر المحتاجة وتوفير تكلفة العمالة اللاتي قد يحتجنها لإنجاز هذه الأعمال»، مؤكدة أن الجمعية تعمل حاليا على تقديم ورشة عمل لتعليم أسس الصباغة للفتيات مدتها يومان، وورشة عمل لتعليمهن الزراعة مدتها يوم واحد، وتتابع قائلة «نحن نعلمهن المبادئ فقط لأننا لسنا محترفين، ونتمنى أن يكون لدينا فريق من الفتيات والسيدات لأعمال الصيانة».

وتضيف «عندما طرحنا فكرة الفريق على السيدات وجدنا حماسا كبيرا منهن، ونحن الآن نعمل على دراستها والبدء في تكوينها»، وبسؤالها عن طاقم المدربات، تجيب «اللائي يدربن حاليا هن أعضاء من الجمعية، من مهندسات للديكور ومهتمات بالزراعة ونحو ذلك». وتؤكد هنا أن ما ينقص خطوة إطلاق الفريق هو «وجود مدربات على مستوى احترافي عال لتدريب الفتيات»، قائلة «الكوادر موجودة، والفتيات متحمسات وبعضهن جامعيات، لكن ينقصنا توفر التدريب ببعض الأعمال، فلدينا فتيات أتقن الصباغة والزراعة، أما السباكة والنجارة فإلى الآن لم نجد لهن طاقما تدريبيا».

وتستكمل رئيسة قسم البيئة في جمعية ود حديثها لـ«الشرق الأوسط»، قائلة «لدينا في الجمعية 11 قسما، كل قسم مختص بجانب من جوانب الأسرة، وهناك قسم ترميم السكن الذي اتفقنا معه على تحويل عمليات الترميم من الداخل إلينا في قسم البيئة، كي يقوم فريق الفتيات الذي تدرب معنا بالذهاب للمنزل وصباغته، بعد أن سألناهن إن كان لديهن الاستعداد للذهاب للبيوت والصباغة وقد أبدين استعدادهن لذلك».

وتسترجع ابتسام الشيخ البدايات الأولى للفكرة بقولها «قبل تكويننا جمعية ود كنا عبارة عن لجنة التنمية الاجتماعية النسائية الأهلية في الثقبة بالخبر لمدة 4 سنوات، وكنا نعمل زيارات ميدانية للأسر وندخل لشوارع وبيوت الثقبة، وهنا لاحظت رئيسة الجمعية نعيمة الزامل وجود عبارات سيئة جدا عليها، من المؤسف أن يقرأها أطفال إلى جانب تشويهها للجدران، ففكرنا بتغيير ذلك ومن هنا خرجنا بفكرة حملة (لون جديد)، وكانت تتبع لقسم البيئة بالجمعية».

وتستطرد بالقول «قمنا باستغلال إجازة الصيف، وجمعنا 20 شابا من الأسر المحتاجة في الثقبة، بعضهم عاطل عن العمل وبعضهم في إجارة مدرسية، واتفقنا مع أحد الرعاة على تدريبهم على أسس الصباغة لمدة أسبوعين، ومن ثم قمنا بصباغة 20 بيتا مجانا بعد موافقة أصحابها، وعملنا حملة تعريفية بالبرنامج، وبعد انتهاء هذه الحملة قررنا التوجه للنساء، فأخذنا نحو 18 سيدة، ودربناهن على الصباغة والسباكة والنجارة والزراعة لمدة شهر كامل، وهذا ما شجعنا على الاستمرار في المشروع».

وتوضح الشيخ أن هذه الفكرة أطلقت برنامج «بيئة آمنة مشرقة» الذي يجمع بين الجمعية ووزارة الصحة ممثلة بإدارة المدن الصحية، قائلة «نحن القائمون على البرنامج كلجنة نسائية مشرفة، ونفذنا المشروع وأخذنا نحو 70 سيدة وفتاة وعملنا لهن يومين للتدريب على الصباغة ويوما للتدريب على الزراعة، وكان الإقبال رائعا جدا، والآن طلبت الفتيات تطبيق ذلك في منازلهن ويردن منا أن نساعدهن بأدوات الصباغة».

وتؤكد رئيسة قسم البيئة في جمعية ود أن تدريب الفتيات على أعمال الصباغة والزراعة والسباكة وغيرها هو عبارة عن «برنامج مستمر، تقدمه أعضاء الجمعية اللاتي لديهن خبرة جيدة في أحد هذه المجالات، والإقبال على البرنامج كبير جدا»، في حين أشارت إلى أن الجمعية ستتابع برنامجها إلى حين التمكن من إخراج الفريق «الحلم» الذي يسعى لتقديم خدماته إلى مختلف الجهات بجهود نسائية سعودية.