مراقبون: الجمعيات الخيرية لم تستفد من المسوحات الميدانية الخاصة بالتعداد العام السكاني

قبيل موجة البرد القارس.. لا قوائم كاملة ولا أغطية كافية

عدم وجود خطة مسبقة لمواجهة الكوارث من أبرز المعوقات التي تواجه سير العمل الخيري في السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

أكد مراقبون ومتابعون لسير الأنشطة الخيرية أنها تصطدم بعقبتين رئيسيتين، هما عدم إجراء مسوحات ميدانية متكاملة، وأنها تفتقر للمأسسة الحقيقية التي تستطيع أن تنظم خيوطها، بحيث تمنع عملية التكرار في جميع مناطق السعودية.

وكشف منير المعيقيلي، الباحث في الشؤون الإسلامية في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن سير الأنشطة الخيرية لم يستفد استفادة مباشرة من التعداد العام السكاني، ولم ينعكس سير التعداد إيجابا على نشاطاتها.

وحول الماهية التي من الممكن أن تستفيد منها الجمعيات الخيرية، قال المعيقلي إن معظم الجمعيات الخيرية في السعودي تفتقر الآن إلى وجود الأعداد الكاملة والمحتاجة، التي ستسهل عملية إيصال المتطلبات الأساسية بشكل علمي وممنهج.

وقال الباحث الإسلامي: «نحن مقبلون على موسم شتاء قارس، وللتو دخلنا فيما يعرف بـ(المربعانية)، وهو موسم يحتاج إلى بطانيات ومؤن وتأمين لكل الطلبات والاحتياجات الضرورية التي من شأنها أن تبعد عنهم ألم الشتاء القارس».

واستغرب المعيقلي عدم وجود قوائم سماها بـ«الكاملة»، وكان التعداد السكاني كفيل بإيضاح كل المحتاجين في السعوديين، بل ذهب المعيقلي إلى أنه من الأجدى إدراج بند رئيسي يقوم على ملء استبانات واضحة تتواءم مع الاحتياجات الفعلية للفقراء في السعودية.

واستطر المعيقيلي بالقول: «كان يجب الربط بين التعداد والمتطلبات الأساسية، بحيث نكون على أهبة الاستعداد في مواجهة الأزمات والكوارث، حيث تشهد السعودية من كل عام موجة برد قارسة، تنتج عنها في بعض الأحيان وفيات وأمراض مزمنة، كالربو وغيره».

واعتبر الباحث الإسلامي أن هناك مشكلة تعاني منها الجمعيات الخيرية تشمل عدم وجود شبكة تقنية موحدة تقوم بإعادة هيكلة للعمل، بحيث تكفل عدم تكرار الفائدة لمستقبل الخدمة، بمعنى لو كان هناك شخص مستحق في مكة المكرمة، وذهب وسجل في حائل، على سبيل المثال، فسوف يتم صرف مكافأتين ماليتين وإعاشة له، وهو ذات الشخص.

وأفاد المعيقلي بأن مثل هذا التصرف يحرم آلاف من المستفيدين، ويسبب تعمية على المستحقين بشكل واضح، معتبرا أن من ضمن الحلول الناجحة التي ينبغي على الجهات الخيرية عملها هي أن ترمي كل جهودها في العمل المؤسسي المنظم، هذه الطريقة ستكفل نجاحا أكبر وبشكل علمي أكبر.

من جانبه، أشار فهد الحارثي، الناشط في المجال التطوعي، أن من أبرز المعوقات التي تواجه سير العمل الخيري، عدم وجود خطة مسبقة لمواجهة الكارثة، نظرا لعنصر المفاجأة الذي تتسم به الكارثة، ومن ثم فقد تواجه المؤسسة الإغاثية أمورا فجائية غير مرتب لمواجهتها مسبقا، تنعكس على تحركاتها في عمليات الغوث بالسلب والعرقلة.

وقال الحارثي: «نعاني من قلة عدد العاملين المدربين في الميدان الإغاثي، وكذلك الندرة الملحوظة في متطوعي الإغاثة، فتقع المؤسسة الخيرية الإسلامية في إشكالية محيرة، فلديها معونات عينية ومالية كبيرة، فضلا عن المعدات والأدوات اللازمة للعمليات الإغاثية، ولكنها تعاني عجزا في العتاد البشري الفني مما يجعلها تستعين بالمؤسسات المضادة، وهو الأمر المصحوب بتبعات غير محمودة هي في غنى عنها من الأساس».

وأفاد الحارثي بقوله: «نعاني من الهجمة الإعلامية الموجهة ضد العمل الخيري الإسلامي، وتبني الحكومات الغربية لتلك الهجمة، وما يصاحبها من عمليات تجميد ومصادرة، الأمر الذي يؤثر على تحركات المؤسسات الإغاثية الإسلامية، وينتج عن ذلك أحيانا هاجس الخوف من التعاون معها ماديا وعمليا من قبل المتبرعين والراغبين في التطوع».

وتنتظر أجواء السعودية، بحسب مصادر جوية، موجة بارد قوية، بحكم وجود مناخ صحراوي، ترتفع فيه درجات الحرارة في الصيف وتنخفض في الشتاء. وأضافت مصادر في الطقس أنه قد تنخفض درجة الحرارة إلى ما دون الصفر المئوي، ويزداد المد البحري السنوي بسبب الرياح الغربية المقبلة من أوروبا، مارة فوق البحر الأبيض المتوسط باتجاه شمال المملكة، مشيرة إلى سقوط الأمطار الذي يتذبذب من منطقة إلى أخرى ومن سنة إلى أخرى، لكنه يزيد مع سقوط الثلوج على المناطق الجبلية الغربية في شمال السعودية.