سلطان بن سلمان: لا بد من إخراج مواقع التراث العمراني لتصبح تاريخا معاشا

أطلق الحملة الوطنية لتعزيز البعد الحضاري

الأمير سلطان بن سلمان خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في قصر المصمك لإطلاق الحملة الوطنية لتعزيز البعد الحضاري للمملكة («الشرق الأوسط»)
TT

أطلق الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، أمس الاثنين، الحملة الوطنية لتعزيز البعد الحضاري في متحف المصمك التاريخي في قلب العاصمة الرياض.

وأكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار في مؤتمر صحافي عقب إطلاق الحملة، أن البعد الحضاري للمملكة لا يمكن أن يكون حبيس حفر الآثار أو الأماكن المتهدمة، ولا يمكن أن يكون غائبا عن اهتمام المواطن السعودي، فهو يشكل قيمة مضافة لوحدتنا الوطنية.

وأشار إلى أن «مواقع التراث العمراني لا بد من إخراجها من بطون الكتب ومن المطويات إلى أن يصبح تاريخا معاشا، ولا بد أن يكون المواطن قريبا من تاريخ بلاده ويتعايش مع الوحدة الوطنية المباركة وكيف اجتمع الناس عليها». وقال «نسعد في هذا اليوم بإطلاق هذه الحملة التي تتزامن مع الحراك الكبير من الدولة والمواطنين في استعادة الوعي بأهمية التراث الوطني وإطلاق النشاط الكبير في إبراز بعد المملكة العربية السعودية الحضاري، ونحن نعمل اليوم بتكليف ونظرة بعيدة المدى بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين، بأن يُنظر لهذا البعد الحضاري للمملكة العربية السعودية كإحدى أهم سمات هذه الدولة المباركة، سمة البعد الحضاري، سواء البارز في تراثها اللامادي أو تراثها المادي المتمثل في الآثار والتراث العمراني والمواقع الأثرية والتراثية والأعمال الحرفية وغيرها».

وأضاف الأمير سلطان بن سلمان «اليوم ننطلق في عملية تحول الوعي نحو التراث الوطني، وما يحمله من قيمة حضارية وتاريخية ووطنية لبلاد تقع على أرضها كثير من الحضارات التي جاء الإسلام ليعززها ويستفيد منها، وما زادنا الاتصال بالثقافات الأخرى إلا يقينا بقيمنا وعقيدتنا، فالمملكة اليوم هي دولة ذات مكانة كبيرة أولا بما أكرمها الله بأنها مهد الرسالة الإسلامية ومنطلقها التي عمت العالم بالخير، والمملكة أيضا ذات مكانة سياسية واقتصادية عالية بين دول العالم بحكمة قيادة هذه الدولة وإدارتها للاقتصاد الوطني».

وزاد «هذه الدولة ثبتت طوال التاريخ ويعتز أهلها بأنها كانت مهد الحضارات والتقاطعات التاريخية والسياسية والاقتصادية وما زالت إلى اليوم بلادنا هي موقع التقاطع لهذه النشاطات الإنسانية الكبيرة التي يمر بها العالم، وحملة البعد الحضاري التي تنفذها الهيئة برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين جاءت لتضيف إلى الأبعاد الدينية والسياسية والاقتصادية بعدا جديدا هو البعد الحضاري».

وتابع الأمير سلطان «اليوم بلادنا مقبلة على دور عظيم تلعبه في مستقبل الإنسانية، ونحن نعيش اليوم في حقل البراكين التي تحيط بنا، وعندما ننطلق اليوم في البعد الحضاري فنحن ننطلق من خلفية تاريخية أن هذه الجزيرة العربية وسكانها كان قدرهم دائما أن يكونوا في وسط الحدث».

وأكد أن حملة البعد الحضاري ليست حملة للعناية بالتراث الوطني أو زيارة المواقع الأثرية والتراثية فقط، «بل نريد أن يكون للمواطن التصاق بآثاره وحضارة بلاده ويعتز بها».

وأضاف «مجرد التشكيك أو التخويف من فتح المواقع هي نظرة قد عفّى عليها الزمن، فثقتنا بالمواطن السعودي اليوم ثقة مطلقة بأن هذه الدولة هي دولة الإسلام وبنيت على الإسلام وستستمر على الإسلام، وفي الوقت نفسه هي دولة الحضارات ونحن نعتز اليوم برعاية الدولة للتراث الوطني، وخادم الحرمين الشريفين هو الراعي الأول لهذا التراث العظيم وتبنى إطلاقه في عدد من المسارات التي اخترقت الزمن في إبراز البعد الحضاري وربطه بقرارات الدولة ومنطلقاتها، وجاء الوقت لأن يبرز وينطلق عبر منظومة من المشاريع والمبادرات التوعوية والإعلامية والبرامج الموجهة مع وزارة التربية والتعليم والجامعات ومع وزارة الثقافة والإعلام ودارة الملك عبد العزيز وغيرها من الشركاء».

من ناحيته، قال الدكتور علي الغبان نائب رئيس الهيئة للآثار والمتاحف، إن الحملة الوطنية لتعزيز البعد الحضاري تتضمن عددا من البرامج والمشروعات التي تستهدف كافة شرائح المجتمع وفئاته العمرية.

وأضاف أن هناك برامج موجهة إلى المؤسسات التعليمية، وبرامج موجهة إلى المجتمع المحلي، ومنها مشروع تعزيز البعد الحضاري في مناهج التعليم، كما يجري العمل حاليا ضمن برنامج التربية السياحية المدرسية (ابتسم) لتمرير بعض الرسائل التعريفية والتوعوية حول البعد الحضاري للمملكة، وكذلك مشروع إنتاج أفلام كرتونية لتعريف الأطفال بمكونات حضارة بلادهم، ومشروع قافلة البعد الحضاري التي ستطوف أرجاء المملكة للتعريف بما تختزنه أرض المملكة من إرث حضاري عميق، ومسابقات المعلومات والرسم والتلوين للمعالم التراثية والأثرية، وتنفيذ ورش العمل المتحفية في المتاحف، وتنظيم زيارات الطلاب الميدانية للمواقع.