جامعة الملك عبد العزيز تدخل باريس ومدريد عبر كرسي علمي ومركز اقتصادي

تعزز وجودها العالمي بأكثر من 100 منشأة علمية.. وطموح لتأسيس معاهد لغة عربية في أوروبا

TT

أنهت جامعة الملك عبد العزيز إجراءات إنشاء كرسيها العلمي بعنوان «الأخلاق وضوابط التمويل» بجامعة السوربون بالعاصمة الفرنسية باريس، وكذلك «المركز السعودي الإسباني للاقتصاد والتمويل» في العاصمة الإسبانية مدريد.

ودشن الدكتور أسامة صادق طيب، مدير الجامعة، مع مدير جامعة السوربون الممول من محمد حسين العمودي، رجل الأعمال السعودي، مبينا أن هذا الكرسي يأتي ليقدم رؤيته في وقت تعاني فيه معظم دول العالم أزمات اقتصادية لم تجد حلولا في القوانين الوضعية، ليأتي الاقتصاد الإسلامي المعتمد على المنهج الرباني، الذي يثبت دوما صلاحيته وثباته في مواجهة جميع الأزمات الاقتصادية.

وأضاف الدكتور طيب: «الاتفاقية بين الجامعتين من أميز الاتفاقيات التي تعبر عن عمق العلاقات بين البلدين، وتأتي لتعزيز دور الجامعة العلمي والبحثي».

من جهته، أشار الدكتور جان كلود كوليارد، رئيس جامعة السوربون، إلى أهمية إنشاء كرسي علمي يعنى بالأخلاق وضوابط التمويل، ولمح إلى أن النتائج البحثية والعلمية للكرسي ستكون إيجابية، وأن إنشاء الكرسي ما كان ليأتي لولا مبادرات الفاعلين في المجال البحثي والمهتمين بالترابط الثقافي بين البلدين.

جاء ذلك خلال حفل أقيم بهذه المناسبة في العاصمة الفرنسية باريس قدم خلاله عرضا يتناول إنجازات الكرسي وبرنامجه خلال الأعوام الثلاثة المقبلة، بالإضافة إلى ندوة علمية قدمها الدكتور إبراهيم وردة من جامعة تافي بواشنطن بعنوان «التمويل الإسلامي من الفلسفة إلى الصناعة» بمشاركة نخبة من الخبراء والمهتمين بقضايا المال والأخلاق من قطاع الأعمال والمؤسسات الأكاديمية الفرنسية.

ويتناول الكرسي، الذي يموله رجل الأعمال السعودي، المبادئ الأخلاقية التي تقوم عليها المعايير والأسس المالية في النظام الاقتصادي المعاصر، وضرورة الإفادة من الفكر الاقتصادي الإسلامي والبدائل الأخرى للمساهمة في تطوير نظام مالي أكثر عدالة واستقرارا.

كما يسهم كرسي الأخلاق وضوابط التمويل في التفاعل الثقافي وحوار الحضارات بين الطلاب والباحثين عند إجراء البحوث والدراسات التي تجيب عن التساؤلات العلمية التي تعنى بأخلاقيات وضوابط التمويل.

وخلال العام الحالي 2011 أعد الكرسي 5 حوارات شهرية مشتركة نقلت مباشرة عبر تقنيات التواصل عن بُعد بين جامعة السوربون وجامعة الملك عبد العزيز.

وبعد يوم واحد إلى الجنوب الغربي من فرنسا، دشن مدير جامعة الملك عبد العزيز ومدير جامعة اي اي بالعاصمة الإسبانية مدريد، بحضور الدكتور أحمد محمد علي، رئيس البنك الإسلامي للتنمية، المركز السعودي الإسباني للاقتصاد والتمويل بجامعة إدارة الأعمال بمدريد.

وأكد الدكتور أسامة صادق طيب أن إطلاق المركز السعودي الإسباني للاقتصاد والتمويل الإسلامي جزء أيضا من التقارب الحضاري والفكري الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.

من جانبه، أشار الدكتور رافاييل يول، مدير جامعة مدريد، إلى أن إنشاء المركز السعودي الإسباني للاقتصاد والتمويل الإسلامي سيسهم في وضع حلول للكثير من المشكلات التي يواجهها الاقتصاد العالمي. وأضاف: «تبادل الخبرات العلمية والبحثية والأكاديمية سينعكس إيجابا على التعاون الاقتصادي العالمي، خاصة أنها تنطلق من واحدة من الدول ذات الوزن في الساحة العالمية». وتوقع الدكتور يول أن تبدأ النتائج الإيجابية عن هذا المركز بالظهور خلال فترة وجيزة.

وصاحب حفل التدشين ندوة علمية بعنوان «التمويل الإسلامي في القرن الحادي والعشرين»؛ حيث استعرض أساتذة من 5 جامعات مختلفة خبراتهم في نشر تخصص التمويل الإسلامي، سواء من خلال برامج دراسية أو مواد مستقلة أو أبحاث علمية؛ حيث شاركت جامعتان من بريطانيا وجامعة فرنسية ومؤسسة إسبانية، كما قدم معهد الاقتصاد الإسلامي بجامعة الملك عبد العزيز تجربته خلال الـ35 عاما في هذا المجال.

وقرر أن تكون هذه الندوة نواة لمشروع كتاب ينشر العام المقبل يضم التحديات والفرص التي واجهتها مؤسسات تعليمية مختلفة في مجال التمويل الإسلامي وكيفية التعامل معها، بالإضافة إلى إبراز التنوع في الخبرات والتعدد في الوسائل، كما استعرض ضمن الندوة برنامج المركز للعام المقبل.

بدوره، أكد الدكتور أحمد محمد علي، رئيس البنك الإسلامي للتنمية، أن الاقتصاد الإسلامي والمبادئ التي يقوم عليها كفيلة بمعالجة أزمة الديون السيادية ووضع حلول للمشكلات التي يعانيها العالم اقتصاديا، مشيرا إلى أن البنك الإسلامي يتطلع إلى الإسهام في مثل هذه المشاريع.

يُذكر أن لجامعة الملك عبد العزيز وجودا خارجيا عبر أكثر من 100 منشأة علمية، كما تسعى، حسبما علمت «الشرق الأوسط»، إلى تأسيس معاهد لتعليم اللغة العربية في القارة الأوروبية، تعزيزا لعالمية الجامعة ولوجود اللغة العربية.