مشروع تأهيل فتيات «الظروف الخاصة» يتجاوز «التأسيس» إلى «التأثير»

المديرة التنفيذية لـ «الشرق الأوسط»: نسعى لتصحيح المفاهيم الخاطئة عنهن

TT

بعد أشهر طويلة من العمل الجاد، يعلن أول مشروع لتأهيل فتيات الظروف الخاصة، عن تجاوزه مرحلة التأسيس والتوجه نحو التأثير المجتمعي، إذ كشفت لـ«الشرق الأوسط» المديرة التنفيذية للمشروع آمال الفايز، أنه يستعد الآن لافتتاح المرحلة الثانية واستقطاب دفعة جديدة من المتدربات، ليضم 60 متدربة من فتيات الظروف الخاصة بمختلف مراحل التعليم، ومن المنتظر أن يدشن ذلك في حفل يقام مساء الجمعة المقبل، للمشروع الذي تدعمه وتقوم بتمويله شركة أرامكو السعودية، والجهة المشرفة عليه هي جمعية جود النسائية الخيرية بالدمام، أما الجهة المنفذة فهي فريق نادي «سماي» التدريبي للفتيات.

وتتضمن أهداف المشروع، بحسب ما توضح مديرته التنفيذية «التأثير على ثقافة المجتمع من النواحي التالية: تصحيح المفاهيم الخاطئة السائدة عند عامة الناس عن احتياجات الأيتام القاطنين في المؤسسات الإيوائية، وكشف الحقائق عن معاناتهم واحتياجهم الحقيقي لبرامج احترافية مدروسة لمعالجة جادة، وأهمية أن يدقق المتبرعين للأيتام في أوجه النفع التي يحققها هذا التبرع لليتيم وهل هو موجه لأغراض الترفيه المؤقت، أو برامج مدروسة بعناية يمكنها أن تساعد اليتيم في تحقيق الاستقلال الذاتي الذي ينعكس على شخصيته ويكسبه الثقة في نفسه ويؤهله للاندماج بشكل إيجابي في مجتمعه».

وأوضحت الفايز أن نادي «سماي» يسعى كذلك إلى «قلب الصورة النمطية السلبية المتمثلة في أن اليتيم متلقٍ للدعم والخدمة فقط، إلى صورة أجمل»، مضيفة بقولها «تقدم المتدربات من خلال المشروع الكثير من المشاريع التي تخدم مجتمعهن ودينهن»، مؤكدة على أهمية «إشعار المشاركات من أيتام الدور بقيمتهن وتميزهن من خلال ما يقدمه الإعلام حول جودة النادي وقوة الجهات الداعمة والمشرفة على المشروع».

وشددت الفايز على دور شركة أرامكو السعودية التي قدمت الدعم والتمويل للمشروع، حيث تؤكد على ضرورة «توضيح الدور الكبير الذي تقوم به شركة أرامكو السعودية في توفير الفرص الاجتماعية والاقتصادية، وما تتميز به الشركة من باع طويل في خدمة فئة الأيتام، وتوجهها المخلص نحو برامج ذات فائدة طويلة المدى تساند الأيتام وتضمن لهم الحياة الكريمة».

في حين أشارت إلى أن أهداف هذا المشروع تتضمن كذلك «التعريف بأهداف جمعية جود الاستراتيجية في تحقيق التنمية الاجتماعية لكافة فئات المجتمع، وما توليه الجمعية من اهتمام خاص بفئة الأيتام، وكذلك التعريف بأهداف نادي سماي وبعض برامجه المتميزة التي تستهدف فتيات الدور الاجتماعية بالشرقية ضمن استراتيجية واضحة الأهداف طويلة المدى لتطوير الفتيات ذاتيا وتأهيلهن عمليا لتعزيز دورهن الإيجابي في المجتمع وغرس مفاهيم وقيم المسؤولية الاجتماعية».

وبحسب النبذة التعريفية للمشروع، التي سبق أن تسلمت «الشرق الأوسط» نسخة منها، فإن «سماي» هو «نادٍ يُقدم دورات تدريبية نظرية وعملية ذات تأصيل علمي، وبرامج وأنشطة هادفة وترفيهية، وفق استراتيجية واضحة الأهداف، ومن خلال كوادر تدريبية مؤهلة ومتميزة لتطوير ذوات الفتيات وتأهيلهن عمليا ووظيفيا لتعزيز دورهن الإيجابي في المجتمع».

وتستهدف أنشطة النادي وبرامجه جميع الفتيات من الفئة العمرية التي بين 14 إلى 24 عاما، في حين أن غالبية متدربات الدفعة الأولى (مرحلة التأسيس) كن من فتيات دار التربية الاجتماعية بالأحساء، وفتيات دار الحضانة الاجتماعية بالدمام. بواقع: 27 متدربة من دار التربية بالأحساء، و23 متدربة من دار الحضانة بالدمام، إلى جانب 12 متدربة من خارج دور الوزارة (عموم المجتمع).

وتتضمن الأهداف العامة للنادي: «الارتقاء بوعي الفتاة بضرورة التغيير الإيجابي وإكسابها دافعية ذاتية عالية في تحقيق ذاتها، ومساعدتها في النهوض بتقديرها لذاتها وإدراكها أبعاد قدراتها وجوانب القوة لديها، ومعاونة الفتاة في وضع أهدافها وإكسابها مهارات التخطيط لها والعمل على تحقيقها، وتعويد الفتاة على تحمل مسؤولياتها الشخصية والاستقلالية والتكيف مع الصعوبات والعقبات، وتعزيز الجانب الروحي لديها وتعزيز الهوية الثقافية والدينية وترسيخها، وإكسابها خبرات ومدارك جديدة وتنمية هواياتها من خلال الأنشطة المهارية المتنوّعة».

يشار إلى أن نادي «سماي» التدريبي للفتيات هو فكرة قامت للعمل على الدمج الإيجابي بين فتيات دور الشؤون الاجتماعية وفتيات المجتمع العام، وكان قد تبنى فكرة هذا المشروع قسم الدراسات والبحوث بمكتب الإشراف النسائي بالمنطقة الشرقية التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية، وذلك منذ المرحلة الأولى لتأسيس النادي.