«الرحلات البرية» تحسم إيرادات استراحات الرياض 60%.. وتسجيل انخفاض في الأسعار

المتزوجون استفادوا بتوفير 30% من تكاليف إيجار قاعات الأفراح

انخفاض درجات الحرارة واعتدال الأجواء يجذبان العائلات للمتنزهات البرية
TT

حسم دخول فصل الشتاء ما يزيد على 60 في المائة، من أرباح الاستراحات المنتشرة في عدد من أحياء الرياض، حيث فضل معظم مرتاديها استبدالها بالمتنزهات الطبيعية أو المناطق الصحراوية، التي ساهم دخول فصل الشتاء في زيادة الإقبال عليها، على حساب الاستراحات التي أصبحت شبه مهجورة نتيجة قلة مرتاديها.

وأكد عدد من المرتادين أنه، وعلى الرغم من خفضهم لأسعار الإيجار لأكثر من 50 في المائة، وتقديمهم عروضا مختلفة لتنشيط الطلب عليهم، فإنها محاولات باءت بالفشل، وذلك لتفضيل معظم زبائنهم الاستمتاع بالأجواء الخلابة في المحميات والمناطق المكشوفة، التي تسجل نسبة عالية من المرتادين.

وقال صالح الفهيد، صاحب مجمع استراحات عبق الماضي، إن الإقبال عليهم أصبح ضعيفا، وإن فصل الشتاء بات ضيفا ثقيلا على إدراج إيراداتهم، التي تهوي بشكل كبير خلال حلول هذا الفصل، موضحا أنه وعلى الرغم من محاولات أصحاب الاستراحات الترويح لتجارتهم، وذلك بتخفيض الأسعار لأكثر من 50 في المائة، فإن هذا الخصم لم يجد نفعا، وإن ما يجنونه هو المزيد من الخسائر.

وأوعز الفهيد سبب هذا العزوف إلى أن معظم مرتاديهم، فضلوا استغلال انخفاض درجات الحرارة، واعتدال الأجواء، بقضائها في المتنزهات البرية، على حساب الاستراحات، التي تعرف بأنها المتنفس الأكثر ارتيادا لسكان مدينة الرياض.

من جانبه، أكد سالم البقمي صاحب مجموعة من الاستراحات، أن هناك خسارة جماعية يجنونها، وأن هناك علاقة طردية في إيراداتهم مع مؤشر درجات الحرارة، حيث تنخفض الإيرادات كلما انخفضت درجات الحرارة، والعكس صحيح، حيث اتجهت أنظار المتنزهين إلى الرحلات البرية والخلوية، التي تنشط على حسابهم، بحسب تأكيداته.

وحول الاختلاف في الأسعار أشار البقمي إلى أن الاستراحة التي كانت تؤجر بـ700 ريال في اليوم، انخفضت لتلامس الـ400 ريال، أما الأكبر حجما التي كانت تؤجر بـ1500 ريال، فقد أصبح سعرها لا يتجاوز الـ900 ريال، مشيرا إلى أن البعض أصبح لا يفضل اللجوء إلى الاستراحات، وذلك لانخفاض درجات الحرارة، التي لا تمكنهم من السباحة في الحمامات الخاصة في الاستراحات، إذ أكد أن الأغلبية كانوا يلجئون إليهم في الفصول الأخرى، بغيه الاستمتاع بالسباحة في هذه الحمامات.

وفي صلب الموضوع، كشف علي القرني الذي يمتلك العديد من الاستراحات الفخمة، التي تقام فيها الأعراس والتي يطلق عليها اسمها القاعة، أن أكثر المستفيدين من هذا الانخفاض هم ممن سيقيمون أفراحهم في فصل الشتاء، حيث أشار إلى أن تكاليف القاعة انخفضت لصالحهم، بنسبة عالية تتجاوز الـ30 في المائة على ما كانت عليه قبل دخول الشتاء.

ولفت القرني إلى أنهم باتوا مضطرين إلى هذا الخصم، وذلك لتحقيق أي إيرادات ممكنة، تضمن لهم تسديد فواتير القاعة، فضلا عن دفع أجور العمالة وتسديد بعض الالتزامات، مثل قيمه الأثاث والتجهيزات الأخرى، خصوصا القاعات الجديدة التي أنشئت حديثا، ولم يستوف أصحابها رأس مالهم.

يذكر أن الاستراحات تعتبر الوجهة السياحية، الأكثر ارتيادا لسكان العاصمة، وترتفع أسعار تأجيرها خلال الفصول الأخرى، خصوصا فصل الصيف الذي يشهد فيه الإقبال درجات كبرى، إذ تصل نسبة إشغالها في أوقات الذروة إلى 100 في المائة، كما تسجل ارتفاعات في الأسعار تتجاوز الـ25 في المائة، بحسب تأكيدات مهتمين في هذا القطاع.