«موسوعة المملكة العربية السعودية».. سجل الوطن المعرفي الشامل بتوقيع الملك

250 باحثا شاركوا في إعدادها.. وأنجزتها مكتبة الملك عبد العزيز العامة بدعم من الملك عبد الله

الملك عبد الله بن عبد العزيز، الرئيس الأعلى لمجلس إدارة مكتبة الملك عبد العزيز العامة المنجزة للموسوعة، دعم وتابع إنجازها
TT

أنجزت السعودية أضخم مشروع ثقافي وعلمي عربي دخل مرحلة العالمية، حيث تم يوم الأحد الماضي تدشين «موسوعة المملكة العربية السعودية» التي وجدت دعما ورعاية ومتابعة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الرئيس الأعلى لمجلس إدارة مكتبة الملك عبد العزيز العامة، التي أنجزت إعداد أكبر الأعمال العملية في تاريخ السعودية الحديث، حيث ستوفر الموسوعة مادة علمية شاملة عن المملكة ومناطقها اعتمادا على معلومات حديثة ودقيقة مدعمة بالصور والخرائط التوضيحية والبيانات الإحصائية لتكون قاعدة معلومات كاملة وشاملة لكل أوجه الحياة في السعودية، في الماضي والحاضر.

كما ستقدم الموسوعة من خلال 20 مجلدا معلومات وافية مبسطة عن السعودية ومناطقها ومدنها وقراها وتاريخها وخصائصها الجغرافية والآثار والمواقع التاريخية مرورا بالعادات والتقاليد الاجتماعية والحياة الفطرية والسياحية، مع تطرق لواقع البلاد ومظاهر النهضة فيها، مما يعد مرجعا مواكبا لكل المتغيرات والمستجدات اعتمادا على آلية لتحديث البيانات والمعلومات كل 5 سنوات في الإصدار المطبوع ورقيا، وكل عام في الإصدار الإلكتروني، مع الحرص على تحديث البيانات بصفة مستمرة من خلال الموقع الإلكتروني للموسوعة.

فيصل بن معمر، المشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز العامة التي تبنت إعداد الموسوعة، شدد على القيمة العلمية لها، والمتمثلة في سدها نقصا وثغرة وصفها بـ«الكبيرة» في المكتبة السعودية والعربية والعالمية، كونها تواجه قلة المراجع التي تقدم المعلومة الموضوعية عن المملكة في مختلف الجوانب التاريخية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحضارية.

واعتبر أن هذا المشروع يعد عملا يدعو للفخر، خصوصا أن تقديمه للآخر يهدف إلى الوقوف على إسهامات البلاد في مسيرة الحضارة الإنسانية ومسح الصورة السلبية التي يحملها البعض عن البلاد السعودية.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «بتنا أسرى لعصر المعرفة والمعلومات الذي تشكل فيه المعلومة الصحيحة كنزا لمن يمتلكها ويعرف كيف يستفيد منها، ولا فرق في ذلك بين معارف التاريخ وعلوم الحاضر أو بين الأفكار والتوجهات والقناعات ومعطيات الطبيعة ومخترعات العلم ونظرياته، كما أن نقص المعلومة يؤثر سلبا على فرص اتخاذ القرارات السليمة».

وأشار إلى أن نقص المراجع الموسوعية الموثقة والشاملة عن السعودية كان أحد الأسباب الرئيسية لرواج كثير من المزاعم والأباطيل والمفاهيم الخاطئة والظالمة التي تتنافى والصورة الحقيقية للمملكة، فضلا عما يمثله ذلك من مشكلة للباحثين وطلاب العلم والمؤرخين والمستشرقين والإعلاميين من داخل البلاد وخارجها. وأضاف «برزت فكرة مشروع تلك الموسوعة استجابة لما عايشه الباحثون في شتى مجالات العلوم من قلة المراجع الموسوعية التي تعرف بالمملكة، وافتقار المكتبة العربية عموما والسعودية خصوصا إلى هذه النوعية من الإصدارات المعرفية».

وفي ما يتعلق بأهداف هذا المشروع، أفاد بأنها تتمثل في توفير مادة علمية معرفية شاملة عن السعودية بكل مناطقها، وذلك بالاعتماد على معلومات حديثة ودقيقة مدعمة بالصور والخرائط التوضيحية والبيانات الإحصائية، وتزويد المكتبة السعودية والعربية والعالمية بمؤلف موسوعي موثق، يضم المعلومات المتنوعة عن المملكة لتكون مرجعا للباحثين والكتاب والمؤلفين وجمهور القراء، والتعريف بمناطق السعودية ومدنها وقراها عن طريق تقديم معلومات وافية حول تاريخها وخصائصها الجغرافية والآثار والمواقع التاريخية والعادات والتقاليد الاجتماعية والحياة الفكرية والخدمات والمرافق التنموية والاقتصادية والثروات الطبيعة والحياة الفطرية والسياحية، وتقديم المعلومات بشكل مبسط، يساعد على توصيلها إلى مختلف فئات المجتمع وإشباع رغباتهم في معرفة موطنهم في ماضيه وحاضره، فضلا عن إتاحة الفرصة للأفراد من المجتمعات والثقافات الأخرى للتعرف على تاريخ المملكة وحاضرها ومعرفة التفاصيل عن مناطقها ومظاهر النهضة الشاملة التي تعيشها وتوفير تلك المعلومات عبر الوسائل التقنية الحديثة بما فيها الشبكة العالمية (الإنترنت).

وبحسب فيصل بن معمر، فإن الموسوعة تعد سجلا تاريخيا وتوثيقيا لما حدث ويحدث في الوقت الحاضر، الأمر الذي جعل عنوانها يأخذ طابع الشمولية للمملكة، من دون أن يقتصر على الجانب التاريخي فقط. وزاد «بهذا يمكن للجوانب الجغرافية والاقتصادية والعمرانية والاجتماعية والأخرى منها، أن تدخل ضمن ذلك الإطار التوثيقي الشامل، بحيث يضم كل مجلد معلومات عن الآثار والمواقع التاريخية والجغرافية والثروات الطبيعية والزراعية والأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد والتاريخ القديم والحديث والخدمات والمرافق العامة والنهضة الحضارية، والإنجازات العمرانية، والتعليمية والثقافية، والصحية، والصناعية، والطرق والمواصلات، والتجارة والاقتصاد، مدعمة بالصور والخرائط التوضيحية والإحصاءات الحديثة، وإبراز دور الدولة في توفير جميع الإمكانات والمتطلبات لتقديمها للمواطن».

ولفت إلى أنه قبل أيام صدرت الموسوعة في 20 مجلدا مطبوعا باللغة العربية، إلى جانب إصدار إلكتروني على أقراص مدمجة، وكذلك طرحها عبر شبكة المعلومات الدولية من خلال موقع إلكتروني خاص بها لتحقيق أكبر فائدة من الانتشار الواسع لهذه النوعية من الأوعية المعلوماتية. واستطرد في القول «حرصا على أن تظل الموسوعة مرجعا مواكبا لكل المتغيرات والمستجدات؛ فقد تم اعتماد آلية لتحديث البيانات والمعلومات كل 5 سنوات في الإصدار المطبوع ورقيا؛ وسنويا في الإصدار الإلكتروني، على أن يتم تحديث البيانات بصفة مستمرة من خلال الموقع الإلكتروني للموسوعة».

وبين أن مكتبة الملك عبد العزيز العامة تعتزم تنفيذها في المستقبل القريب لترجمة الموسوعة إلى اللغات الأخرى الأوسع انتشارا؛ لتأخذ الموسوعة صفة العالمية، بوصفها إحدى الموسوعات العالمية الكبرى، مشيرا إلى أن المكتبة تأمل أن يكون الإصدار الأول للموسوعة زادا معرفيا ومعلوماتيا لكل من يبتغي المعلومة العلمية عن المملكة ومرجعا للباحثين والكتاب وطلاب العلم على اختلاف تخصصاتهم.

وحول التحديات التي واجهت المكتبة لإصدار الموسوعة، علق بن معمر قائلا «إن إنجاز 20 مجلدا، تقدم مادة علمية تفصيلية شاملة عن كل منطقة من مناطق المملكة من جهة والسعودية بشكل عام من جهة أخرى، ليس أمرا بسيطا؛ فقد استلزم ذلك تجنيد نخبة من العلماء والأكاديميين والباحثين والكتاب من أصحاب الخبرة والتخصص، الذين عملوا في إعداد الموسوعة على مدى أكثر من ثماني سنوات، غير أن التحدي الرئيسي كان في إمكانية رصد وتسجيل كل التفاصيل اللازمة عن كل منطقة والتي تتنوع ما بين الخصائص الجغرافية والتطور التاريخي والآثار والمواقع التاريخية والأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد، والحركة الثقافية، والخدمات والمرافق التنموية، والاقتصاد والثروات الطبيعية، والحياة الفطرية، والسياحة التنزه، إلى جانب دراسة المملكة بوصفها كلا متكاملا باتساع مساحتها وتنوع تضاريسها وثقلها الديني والتاريخي والحضاري والثقافي والاجتماعي، ومنظومة القيم والتقاليد السائدة بها، فضلا عن ملاحقة التطور المستمر، وما يترتب على ذلك من تغير في المعلومات والبيانات».

وأكد أن التغلب على هذا التحدي جاء من خلال دراسات مستفيضة للأعمال الموسوعية العربية والأجنبية الكبرى لاختيار الشكل الأمثل للعمل في موسوعة المملكة، والتدقيق في اختيار المشاركين وفق معايير دقيقة؛ ووضع آلية شاملة للعمل وفق جدول زمني واضح.

* 250 باحثا شاركوا في إعداد الموسوعة

* من جانبه، أعرب الدكتور فهد بن سلطان السلطان، المدير التنفيذي للموسوعة ورئيس لجنة الإشراف العلمي عليها، عن تقديره لجهود مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض في إنجاز هذا المشروع الثقافي والعلمي، والذي يعد الأضخم من نوعه في المملكة والمنطقة العربية، مؤكدا أن صدور الأمر السامي بالموافقة على قيام المكتبة بإعداد الموسوعة كان البداية الحقيقية لإنجاز أكبر الأعمال الموسوعية في تاريخ المملكة العربية السعودية.

وعن عدد الباحثين الذين شاركوا في إعداد الموسوعة، أشار الدكتور السلطان إلى مشاركة 250 أكاديميا وباحثا في مختلف التخصصات في إعداد محاور موسوعة المملكة التسعة، والتي تشمل الخصائص الجغرافية، والتطور التاريخي، والآثار والمواقع التاريخية، والأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد، والحركة الثقافية، والخدمات والمرافق التنموية، والاقتصاد والثروات الطبيعية، والحياة الفطرية، والسياحة والتنزه، ومنهم عدد كبير من الخبراء والأكاديميين الذين تولوا مسؤولية تحكيم وتقييم البيانات والمعلومات ومراجعتها وإجازتها وفق آلية عمل دقيقة وواضحة.

وأكد أن معايير اختيار الباحثين والأكاديميين المشاركين في إعداد كل محور من محاور الموسوعة اعتمدت بالأساس على التخصص في موضوع المحور، وكونهم مواطنين للإفادة من معارفهم الميدانية، وأن يكونوا من حملة شهادة الدكتوراه من جهات أكاديمية مشهود لها بالجدية والرصانة العلمية، ومن أصحاب المؤلفات والأبحاث التي أثرت المكتبة السعودية والعربية والعالمية، إضافة إلى معرفة الباحث بأحوال المنطقة التي يدرسها، كأن يكون من أبنائها أو ممن تناولوها بالبحث والدراسة.

ولفت إلى إقرار لجنة الإشراف على الموسوعة عددا من الضوابط التي كان على الباحثين الالتزام بها في أداء عملهم، يأتي في مقدمتها الالتزام بالأسلوب العلمي في عرض وتوثيق المعلومات، من حيث إثبات المراجع والمصادر التي يستفيد منها، مبينا أن العمل على إصدار الموسوعة استغرق ما يقارب 10 سنوات كاملة.

وبالنسبة إلى سير العمل في إصدار الموسوعة والمشاركين في إعدادها، قال السلطان «بعد صدور الموافقة السامية وتكليف مكتبة الملك عبد العزيز العامة بإصدار الموسوعة، تم تشكيل هيئة استشارية تضم نخبة من المسؤولين والأكاديميين في عدد من الوزارات والهيئات الحكومية والجامعات السعودية، وتولت هذه الهيئة مسؤولية إقرار الهيكل التنظيمي للمشروع، وتحديد الشكل الأنسب لتنفيذه، ومن ثم تكوين عدد من الفرق واللجان العلمية التي تضم باحثين ميدانيين وخبراء ومصورين ورسامي خرائط ومتخصصين في أنظمة المعلومات وتحليل البيانات، وتحديد مهام كل منها، واعتماد جدول زمني لتنفيذ الموسوعة».

وأبان أن منسوبي عدد كبير من الجامعات السعودية شاركوا في هذا الإنجاز، فضلا عن كليات البنات والكليات العسكرية والأمنية ومراكز البحوث الوطنية، وذلك في ما يتعلق بجمع ومراجعة وتدقيق كل ما احتوته الموسوعة من معلومات وبيانات.

* شمولية وتنوع

* وأوضح المدير التنفيذي للموسوعة أنه تم تخصيص مجلد أو أكثر من الموسوعة لكل منطقة من مناطق المملكة، لافتا إلى أنه على ضوء دراسات مقارنة لأبرز المشروعات العلمية والثقافية الموسوعية ارتأت الهيئة الاستشارية واللجنة العلمية لموسوعة المملكة اعتماد هذا التصنيف الجغرافي بحيث يخصص مجلد أو أكثر لكل منطقة، بحسب توافر المادة العلمية، وحجم المنطقة الجغرافي وتعدادها السكاني ليكون قاعدة معلومات وافية لها، يدعم ذلك التنوع الكبير في خصائص المناطق السعودية من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب من حيث المناخ والتضاريس، والعادات والتقاليد، والأنشطة الاقتصادية في كل منها، وقد وصل عدد المجلدات إلى 20 مجلدا باللغة العربية.

أما عن المحاور الأساسية التي حرصت لجنة الإشراف على أن تتضمنها الموسوعة فأجاب رئيس لجنة الإشراف العلمي للموسوعة بأنه أجريت دراسات وافية للإصدارات الموسوعية العالمية لاختيار الشكل الأنسب لتنفيذ موسوعة المملكة العربية السعودية، وتم الاتفاق على عدد من المحاور الرئيسية والفرعية التي يتضمنها كل مجلد، منها مدخل يقدم معلومات عامة عن المملكة، ثم خصصت مجلدات بعينها لكل منطقة من مناطق المملكة يتضمن كل واحد منها محورا خاصا بالتطور التاريخي، وآخر بالخصائص الجغرافية، والآثار والمواقع التاريخية، والأنماط الاجتماعية والعادات والتقاليد، والحركة الثقافية، والخدمات والمرافق في مختلف القطاعات التعليمية والصحية والأمنية والاجتماعية، وكذلك الأنشطة الاقتصادية والثروات الطبيعية، والحياة الفطرية، والأنشطة السياحية.

وعن الصعوبات التي واجهت فريق العمل ولجنة الإشراف على الموسوعة قال الدكتور السلطان «لقد تم إجراء دراسات وافية لعدد كبير من الموسوعات العربية والأجنبية للوصول إلى أفضل منهج لإعداد موسوعة المملكة، وتجاوز أوجه القصور والصعوبات، وبناء على ذلك فقد تم اعتماد التقسيم الإداري للمملكة إلى 13 منطقة كأساس للعمل في الموسوعة مع تحديد محاور إعداد المحتوى بحيث تغطي كل المجالات والأنشطة قديما وحديثا، وتجنب التكرار الناتج عن تشابه خصائص بعض المناطق»، مؤكدا أن من أبرز الصعوبات نقص المعلومات والمراجع عن عدد من المناطق، والذي استلزم بذل مزيد من الجهد في البحث والرصد والعمل الميداني لتوفير هذه المعلومات، وكذلك قدم بعض الإحصاءات والبيانات بفعل طول الفترة الزمنية التي استغرقها العمل في الموسوعة، والذي تطلب تحديثا أولا بأول بالرجوع إلى الجهات الحكومية المعنية.

وأفاد بأن الموسوعة بعد تدشينها وتناولها بالبحث والدراسة والاطلاع سوف تعزز فرص الحوار الحضاري والتواصل المعرفي مع أبناء الثقافات الأخرى، على أسس من المعرفة الرصينة بتاريخ المملكة وثوابتها وتقاليدها، كما تتيح لأبناء المملكة من الأجيال الجديدة فرصة التعرف على بلادهم، والاعتزاز بما حققته من تطور في المجالات كافة.

وتوقع المدير التنفيذي أن تسهم موسوعة المملكة العربية السعودية، بعد طرح مجلداتها الـ20 على شبكة الإنترنت باللغتين العربية والإنجليزية، من خلال الموقع الخاص بها في توفير المعلومات المدعمة بالصور والبيانات والأشكال والخرائط والجداول، في تسهيل مهمة الباحثين والدارسين للشأن السعودي والطلاب داخل المملكة وخارجها، وتصحيح أي خطأ أو قصور في الصورة الذهنية عن المملكة لدى أبناء الشعوب الأخرى، مشيرا إلى أن اللجنة المشرفة على الموسوعة اعتمدت آلية لتحديث البيانات بصفة مستمرة عبر الموقع الإلكتروني للموسوعة، وكذلك في النسخ التي يتم إصدارها على الأقراص المدمجة.

وتضمنت موسوعة المملكة العربية السعودية مجموعة وافية من الخرائط تغطي جميع محاور الموسوعة، لا سيما في ما يتعلق بالخصائص الجغرافية لجميع مناطق المملكة، والتطور التاريخي للمملكة، والتقسيم الإداري، وشبكة الطرق والمواصلات، والمواقع الأثرية، والثروة الطبيعية، والحياة الفطرية.

وبلغ عدد الخرائط في مجلدات الموسوعة «العشرين» ما يزيد على 160 خريطة، بالإضافة إلى مئات الأشكال، والجداول، والرسوم التوضيحية، التي بلغت في مجملها 2000 جدول وشكل ورسم توضيحي وخريطة. وتنوعت خرائط الموسوعة بتنوع موضوعاتها، لتشمل خرائط عامة للمملكة تم تنفيذها بأحدث التقنيات ووفق أرقى المعايير العلمية في وضع الخرائط من حيث الدقة والوضوح أو الرموز الشارحة، بحيث تحقق الغرض منها في تيسير المعلومة.

وتشمل خرائط الموسوعة مجموعات من الخرائط التوضيحية والطبوغرافية التفصيلية لكل منطقة من مناطق المملكة، والتي توضح موقعها إداريا ومحافظاتها، وأهم مواقعها، والجبال والأودية والكثبان الرملية، والآبار، وكذلك المواقع التاريخية، ومظاهر الحياة الفطرية.

وهناك مجموعة من الخرائط الموضوعية التي تعبر عن الأحداث الحربية والتاريخية الواردة في محاور الموسوعة، وتشمل خرائط اقترحها الباحثون والمؤلفون المشاركون في إعداد المادة العلمية، ومجموعات من الخرائط التاريخية التي توضح مسارات طرق الحج للقادمين من بلاد الشام، والعراق، ومصر، وطرق التجارة البرية والبحرية من وإلى المملكة في عصر ما قبل التاريخ، ورحلات الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود بين نجد والحجاز.

وقد خضعت جميع خرائط المجموعة للتدقيق والمراجعة والتثبت من دقتها ومراجعتها وملاءمتها للموضوعات العلمية الواردة قبل إجازتها للنشر، وقد اعتمدت لجنة الإشراف العلمي بالموسوعة على مجموعة من المصادر الموثوقة والمعتمدة في الحصول على الخرائط وتحقيقها، مثل هيئة المساحة الجيولوجية التي قدمت الخرائط الرئيسة عن المملكة، وهيئة المساحة العسكرية التي قدمت الخرائط التوضيحية والطبوغرافية للمناطق، بالإضافة إلى خرائط قدمها الباحثون المشاركون بالموسوعة بما يدعم متون أبحاثهم ويجعلها أسهل في الفهم وأقرب إلى الوضوح.

وحرصت لجنة الإشراف العلمي في اعتمادها لخرائط الموسوعة على عدد من الخطوات المنهجية، تبدأ بإحالة كل ما يرد إليها من الخرائط إلى هيئة المساحة العسكرية لإعادة رسمها وتدقيقها لتتولى اللجنة تحديد الموضع المناسب لكل خريطة بحسب حاجة المادة العلمية إليها.