التسويق بـ«الشبكات الاجتماعية» يجذب السعوديين لتقييم وزيارة المقاهي الجديدة

60% نسبة زيادة الإقبال على أحد مقاهي الرياض بعد الإعلان عنه إلكترونيا

TT

مع تزايد إقبال الشبان في السعودية إلى ارتياد المقاهي بشكل شبه يومي، للتمتع بكوب قهوة صباحي أو شاي ما بعد الظهيرة إلى جلسات الأصدقاء التي تمتد إلى ساعة متأخرة في الليل، أضحى افتتاح المقاهي الشبابية استثمارا ناجحا لرواد الأعمال الناشئين من الشباب في مقتبل العمر، بإنشاء مثل هذه المقاهي والتنافس على جذب الزوار بتقديم كل ما هو جديد، وما يرقى إلى تلبية احتياجاتهم بتسويقها إلكترونيا.

الإبداع في صنع الأفكار وتطبيقها بصورة مقبولة داخل المجتمع، أغرى الكثير من رواد الأعمال في السعودية إلى جلب التميز للمقاهي، وتسويقها بشكل إلكتروني لتصل إلى أكبر شريحة من الشباب المستخدمين للشبكات الاجتماعية على شبكة الإنترنت، بصفحات «فيس بوك» وتحديثات «تويتر» وتنبيهات «غوغل بلس» وعدد الزيارات على «جوالا» و«فورسكوير»، رغبة منهم لتسويقه لفئة الشباب بشكل أسرع وأكثر تطورا.

اعتماد التسويق الإلكتروني عن طريق أدوات الإعلام الرقمي، التي تسمح للمعلن بالتواصل بشكل مباشر مع العملاء وتقييمهم له على أساس هذا التواصل، أدى إلى زيادة الوعي حول طرق جذب العملاء وإشباع حاجات الشباب في مختلف الأعمار داخل المقهى، كرغبتهم بتصفح الإنترنت بشبكة «واي فاي»، وبث المباريات المنقولة بشكل حصري على القنوات غير المجانية، فضلا عن اهتمام بعض المقاهي بتوفير جو عام هادئ بمنع التدخين داخل المقهى، ووضع مكتبة جانبية للرواد من القارئين، أو ما اعتمدته بعض المقاهي في تقديم ما يدل على الهوية السعودية، كمقهى «عنوان القهوة» الذي اعتمد على تقديم القهوة العربية في «دلة» إلى جانب التمر و«الكليجا» و«المعمول» ووجبة «الحنيني» التي تزداد شعبيتها في فصل الشتاء.

إبراهيم الغفيص صاحب مقهى «عنوان القهوة» الذي تم افتتاحه قبل شهر واحد في الرياض، تحدث لـ«الشرق الأوسط» عن تجربته في الاعتماد شبه الكلي على التسويق الإلكتروني للمقهى حيث ذكر: «اعتمدنا على التسويق في شبكات (فيس بوك) و(تويتر) و(غوغل بلس)، على إعلان سحب على هدايا قيمة مثل (آي باد) من أجل استقطاب عدد كبير من المتابعين ليسهل بعدها إيصال رسالتنا الإعلانية وقد وصل عدد متابعينا إلى أكثر من ألفي متابع على (تويتر) خلال شهر واحد فقط». وقد عقب الغفيص عن قيامه بقياس تأثير الشبكات الاجتماعية واتضح له: «ما حدث كان مفاجأة حيث تعمدنا ألا نعلن عن تقديم طبق الحنيني الشعبي إلا بالشبكات الاجتماعية، فكان الإقبال كبيرا على المقهى حيث اتضح أن 60 في المائة من عملائنا يعرفون أخبار المقهى عن طريق الشبكات الاجتماعية».

تقييم العميل للخدمة أو المنتج المقدم له، يكون في السابق بملء نماذج ورقية من استبيانات تقدم بعد الانتهاء من احتساء القهوة، والتي يحجم بعض العملاء في تعبئتها لما فيه من محدودية وصولها فالنقد يصل لمقدم الخدمة ولا يصل إلى زوار آخرين، وعلى النقيض من ذلك عندما يكون النقد بالسلب أو الإيجاب على الشبكات الاجتماعية فإنها تصل لشريحة أكبر من مستخدميها لا سيما مع وجود أدوات انتشارها الفعلية. وبحسب دراسة عن «تقييم نشاط التسويق الإلكتروني في الشركات السعودية» أعدتها عبير الجلهمي وهلا السبيعي طالبتان في جامعة الملك فيصل ونشرت في مدونة التجارة الإلكترونية على الإنترنت، فإن دوافع الشركات في السعودية على استخدام التسويق الإلكتروني هي رغبة في الزيادة الربحية بنسبة 71 في المائة، وزيادة الحصة السوقية بنسبة 81 في المائة، والرغبة بترويج العلامة التجارية بنسبة 90 في المائة.

وبالعودة للغفيص فقد ذكر «لكل عمل سلبيات وإيجابيات وقد أولينا اهتماما كبيرا لانطباعات عملائنا بوضع زاوية في المقهى لكتابة آرائهم على ورق لاصق، وعندما يكتب عملاؤنا انطباعاتهم الإيجابية فهي تدعمنا أما السلبية منها فهي تساعدنا على الاهتمام بالملاحظات في المستقبل، ورسالتنا للعميل دائما لا تدفع مقابل خدمة أو منتج لا يرضيك فمن حقك عدم دفع ثمنها أو استبدالها».