صقور الدعوة النسوية تشعل منتدى «المرأة السعودية ما لها وما عليها»

الداعية أسماء الرويشد لمن وصفتهم بأصحاب المشاريع: «قل موتوا بغيظكم»

TT

في الوقت الذي بدأت فيه مجموعة من الأكاديميات السعوديات الاستعداد لخوض العمل السياسي والاجتماعي عبر مجلس الشورى ومجالس البلدية، عن طريق التدريب والتأهيل، خرجت أصوات نسائية أخرى تحذر من حملة شرسة ومشاريع تستهدف هوية المرأة السعودية، ودعوتها إلى ضرورة إخلاص العمل لله، ومحاربة المساعي الداعية إلى امتهان المرأة.

كان ذلك في منتدى «المرأة السعودية.. ما لها وما عليها»، الذي مثلت فيه الصقور النسوية في سماء الدعوة النسوية السعودية، وسط حشد من جماهيرهن، أبرزهن كانت الداعية الدكتورة أسماء الرويشد، والدكتورة رقية المحارب، والدكتورة نوال العيد.

وعلى الرغم من سعي المنتدى لمناقشة محاور عدة من بينها حقوق المرأة في النظام السعودي، وحقوقها الاجتماعية والاقتصادية، بما في ذلك وعي المرأة السعودية الحقوقي. فإن المشاركات وأوراق العمل خرجت في اليوم الأول في صورة لـ«التجييش»؛ سواء أكان داخل المنتدى أو حتى خارجه، عبر «فيس بوك» و«تويتر»، لنقل المشاركات فوريا من قبل الحاضرات، بالتحذير من العبودية الفكرية، والسعي إلى إخراج المرأة والمجتمع السعودي من بوتقة الرق الغربي، والدعوة لمقاتلة «جهات شريرة تتحدث باسم المرأة السعودية».

الدكتور سعد الشثري عضو هيئة كبار العلماء (سابقا) حاول تفنيد الأسس الشرعية التي على المرأة المسلمة التقيد بها، من بينها الحرص على رضا الله، وعدم الحكم على المرأة المسلمة بذات الأحكام التي تحكم غير المسلمة، داعيا المرأة إلى تقديم طاعة الله وطاعة رسوله على رغباتها وأهوائها وشهواتها، ولا بد من تقديم الأمر الإلهي على الرغبات.

«قل موتوا بغيظكم» بهذه الكلمات التي اقتبستها الداعية الشهيرة الدكتورة أسماء الرويشد، من آيات الحكيم الخبير، اختتمت بها رسالتها الموجهة لأصحاب «المشاريع»، على حد قولها، الذين هدفوا إلى تغريب المرأة المسلمة، في منتدى «المرأة السعودية ما لها وما عليها»، متسائلة: «متى يهتدي المسلمون إلى الطريق الصحيح والتفكير باستقلالية في قضايانا، نحن ما زلنا بعيدين عن جوهر الله تعالى في خلقه»، موجهة حزمة أخرى من التساؤلات.. «أين تذهبون؟».. جراء الهيمنة الفكرية الواقعة على المسلمين، والجهل بفهم أوامر الله تعالى.

تصفيق نسوي حار انطلق من قاعة «بريدة» للمؤتمرات بالـ«إنتركونتيننتال» بالرياض، عقب مداخلة الرويشد، تلاه تصفيق آخر لمداخلة الداعية الدكتورة رقية المحارب، التي لم تذهب بعيدا عما قالته رفيقة دربها السابقة، حول حملة تغريب المرأة المسلمة والأسس التي لا بد على المرأة السعودية الانطلاق منها، والتأكيد على عبوديتها لله تعالى، لتبث المداخلات طمأنينة الدكتور خالد الدبيان مدير جمعيات تحفيظ القرآن بشأن مسألة الانتماء العقدي للمرأة السعودي، الذي وجده مطمئنا وما زال بخير.

وفي الوقت الذي تساءل فيه الدكتور مرزوق العسير، رئيس قسم الأنظمة بجامعة نجران، حول الأصل في حياة المرأة المسلمة؛ بأن تكون ربة منزل، والاستثناء في ذلك، مناديا بضرورة تقديم رواتب مالية للنساء لبقائهن في المنزل، بدأت مجموعة من الأكاديميات السعوديات في الرياض بتوجه مختلف صوب الاستعداد للمشاركة بالعمل السياسي والاجتماعي، عبر مجالس البلدية، بالترشح والانتخاب بالتدريب والتأهيل على خوض غمار عمل المجالس البلدية.

وكما قالت الدكتورة زينب الخضيري، فإن المنطلق الاجتماعي لدور المرأة في هذه المرحلة تجاوز الحدود التقليدية، وبدأت حركة المرأة في مجتمعنا السعودي تقود التغيير وتمارس أدوارا غير مسبوقة، بسبب التحولات الاجتماعية المتواصلة، وبسبب ما حققته المرأة من إنجازات ومكتسبات مهمة هي بحاجة إلى أن تحمى بصورة قانونية.

وأضافت أن فكرة دخول المرأة السعودية للمجالس البلدية لكي تستطيع المساهمة في تمثيل القرار على المستوى المحلي والمشاركة في تعزيز وجودها، فالمرأة السعودية أثبتت حضورها في كل مناحي الحياة سواء كانت المهنية أو الوطنية، و«أنا أعتقد أن ضمانة تمثيل المرأة في هذه الانتخابات المحلية مسألة ضرورية لتعزيز حضورها، ومن أجل أن تكون شريكة في صنع القرار، ومن وجهة نظري، مشاركتنا في الانتخابات البلدية حق لنا، فمشاركة المرأة قضية أساسية ومركزية والفرصة سوف تتاح لنا للمشاركة».

وأكدت الخضيري مساعي عدد من الأكاديميات لرفع مستوى وعي أفراد المجتمع ومؤسساته بأهمية المشاركة في انتخابات المجالس البلدية، وتأهيل وتدريب فرق العمل والمرشحين والمرشحات للانتخابات البلدية، والبدء بعقد لقاءات دورية للاطلاع على سير مهام عمل المجالس البلدية والتعاون مع الأعضاء من الرجال لاكتساب الخبرات اللازمة في هذا الإطار.

وما بين التحرك صوب تفعيل مشاركة المرأة السعودية سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وتمكينها في مواقع صنع القرار، وما بين أطروحات منتدى «المرأة السعودية ما لها وما عليها» والتحذير من العبودية الفكرية الغربية، التي تطال المرأة المسلمة على الأخص، أظهر حتما مؤشرات غزوة «خندق جديدة» ما بين قريش الكافرة، المؤمنين من المهاجرين والأنصار.