جائزة الملك خالد.. ريادة وتميز لتحفيز الإنجازات الوطنية الخيرية والعلمية

ولي العهد يرعى بعد غد تكريم الفائزين بها في دورتها الثانية

ستارة الكعبة التي تم صنعها في مكة المكرمة وأهداها إلى الكعبة المشرفة الملك عبد الله بن عبد العزيز وقد غطت باب الكعبة الذي أمر بإنشائه الملك خالد
TT

يشمل الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية برعايته مساء بعد غد (الأحد) الثامن عشر من ديسمبر (كانون الأول) الحالي في فندق الفورسيزونز ببرج المملكة في العاصمة السعودية حفل تكريم الفائزين بجائزة الملك خالد في دورتها الثانية لهذا العام.

ورفع الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز، أمير منطقة عسير رئيس هيئة جائزة الملك خالد، أسمى آيات الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ولولي العهد على جهودهما الوطنية الدائمة، وحرصهما المطلق على تنمية المجتمع.

وأعرب عن سعادته برعاية ولي العهد حفل توزيع جائزة الملك خالد وقال: «إن من سمو المعاني وغبطة النفس أن نرى ولي العهد الأمير نايف بن عبد العزيز، يتفضل بتسليم جائزة الملك خالد بفروعها الأربعة للفائزين بها من أبناء هذا الوطن المعطاء»، مشيرا إلى أن ذلك يأتي امتدادا لاهتمام القيادة الحكيمة بهذه الجائزة، ويعكس صورة مشرقة عن قيم الوفاء والإخلاص لذكرى الملك خالد بن عبد العزيز الذي كان حريصا على المبادرة بما يسهم في تنمية المجتمع.

وعبر عن فخره بمنح جائزة الملك خالد للإنجاز الوطني هذا العام للفقيد الأمير سلطان بن عبد العزيز، الذي وسع قلبه الوطن حبا وعطاء بلا حدود، مشيرا إلى أن مبادراته الإنسانية أسهمت وما زالت بشكل فاعل في تطور العمل الخيري والإنساني في المملكة والعالم.

وأبدى الأمير فيصل بن خالد سروره بالأثر الإيجابي الذي حققته جائزة الملك خالد في أوساط المجتمع، عبر دعمها الإنجازات والأعمال والمبادرات الاجتماعية المتميزة، التي تعود بالنفع على الوطن والمواطن، سائلا الله أن يديم على بلاده أمنها وأمانها وازدهارها ويحفظ قيادتها الرشيدة، وأن يبعد عنها كل سوء.

وأوضح رئيس هيئة جائزة الملك خالد، أن الجائزة كان لها أثر إيجابي في أوساط المجتمع السعودي، من خلال دعمها الإنجازات والأعمال والمبادرات الاجتماعية محليا، موضحا أن مؤسسة الملك خالد الخيرية ستواصل سعيها لمساندة جهود الدولة في دعم الأعمال الخيرية والاجتماعية والتنموية، إضافة إلى تعزيز مفاهيم التنمية في المملكة والعمل المؤسسي الاجتماعي، ودعم ممارسات المسؤولية الاجتماعية في القطاع الخاص، بما يعود بالنفع على المجتمع.

وأضاف: «إن مؤسسة الملك خالد الخيرية تهدف من خلال هذه الجائزة إلى السير على نهج الملك خالد بن عبد العزيز وتشجيع العمل المؤسسي الخيري والاجتماعي، وتقدير وتشجيع المتميزين في مجالات العمل الاجتماعي من أفراد وباحثين ورجال أعمال ومؤسسات، إلى جانب دعم البحوث والدراسات الاجتماعية والتنموية التي تخدم المجتمع، والإسهام في دفع البحوث الاجتماعية لخدمة المجتمع وإحداث نقلة في مستوى هذه البحوث، وتشجيع المسؤولية الاجتماعية لمنشآت القطاع الخاص».

ومن جانبه، أوضح الأمين العام لجائزة الملك خالد، رياض بن محمد العبد الكريم، أن «جائزة الملك خالد في دورتها الثانية تبوأت المكانة المرموقة التي تليق باسم جلالة الملك خالد بن عبد العزيز، طيب الله ثراه»، معربا عن ثقته في أن الجائزة ستسهم في تحفيز الإنجازات الوطنية والأعمال الخيرية والدراسات العلمية لخدمة المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة التي تسعى إليها قيادتنا الرشيدة. وأضاف أن الجائزة تسعى إلى مواصلة نهج الملك خالد في الاهتمام بخدمة المجتمع السعودي، وتأصيل العمل المؤسسي الخيري والاجتماعي، وترسيخ ثقافة المسؤولية الاجتماعية عند منشآت القطاع الخاص، مشددا على ضرورة تشجيع البحوث والدراسات الاجتماعية والتنموية التي تخدم المجتمع.

وأضاف «إن جائزة الملك خالد تأتي في هذا العام بعد رحيل الفقيد الأمير سلطان بن عبد العزيز، الذي تشرفت جائزة الملك خالد للإنجاز الوطني أن ترتبط باسمه هذا العام، نظير ما قدم لشعبه وأمته من خدمات إنسانية جليلة».

وأكد الأمين العام للجائزة أن الكثير من المؤسسات الوطنية بشكل عام باتت تستشعر أهمية المسؤولية الاجتماعية، داعيا الشركات في المملكة إلى الاهتمام بالأعمال والمبادرات التي تسهم في خدمة وتنمية المجتمع.

يذكر أن جائزة الملك خالد للعلوم الاجتماعية كانت هذا العام من نصيب الدكتور عبد الله بن حسين الخليفة، لجهوده في العلوم الاجتماعية والدراسات السكانية، بينما منحت جائزة الملك خالد للمشاريع الاجتماعية، لمركز العون للمعوقين في مكة المكرمة، لدوره في تقديم الخدمات والرعاية الشاملة لشريحة الأطفال المعاقين ذهنيا على أيدي كوادر متخصصة باستخدام أحدث التقنيات في عمليات التعليم والتأهيل والتدريب، في حين كانت جائزة الملك خالد للتنافسية المسؤولة التي تمنح بالشراكة مع الهيئة العامة للاستثمار، من نصيب ثلاث شركات على التوالي: شركة مرافق الكهرباء والمياه بالجبيل وينبع (مرافق)، والشركة الوطنية للصناعات البتروكيماوية (ناتبت)، ومستشفى الدكتور سليمان فقيه.

تضم جائزة الملك خالد أربعة فروع، وهي جائزة الملك خالد للإنجاز الوطني، وتمنح للإنجازات الوطنية المتميزة، التي أسهمت في تنمية وتطوير المجتمع السعودي، وجائزة الملك خالد للعلوم الاجتماعية، وتمنح للدراسات والبحوث، التي تعالج قضايا اجتماعية وتسهم في حلها، وجائزة الملك خالد للمشاريع الاجتماعية، التي تخدم فئات المجتمع، وجائزة الملك خالد للتنافسية المسؤولة، التي تمنح لمنشآت من القطاع الخاص تقدم أفضل الممارسات الاجتماعية، وفقا للمؤشر السعودي للتنافسية المسؤولة، الذي تشرف عليه الهيئة العامة للاستثمار.

يشار إلى أنها تأسست عام 2004م بناء على قرار مجلس أمناء مؤسسة الملك خالد الخيرية، وتمنح للإنجازات الوطنية سواء أكانت ابتكارات أم اختراعات، أم أعمالا مادية أم معنوية، أسهمت في تطوير المجتمع السعودي وتنميته.

ويحصل الفائزون بالجوائز على شهادة تقديرية تتضمن مبررات نيلها، وميدالية، ودرع تذكارية، ومبلغ مالي يمنح لكل جائزة، يقدر بمليون ريال لجائزة الإنجاز الوطني، و750 ألف ريال لجائزة العلوم الاجتماعية، و750 ألف ريال لجائزة المشاريع الاجتماعية، في حين أن جائزة الملك خالد للتنافسية المسؤولة هي جائزة تقديرية تمنح لـ3 منشآت في القطاع الخاص تميزت بعطائها للمجتمع.

كما أن جائزة الملك خالد جائزة تقديرية تمنح للإنجازات والأعمال والمبادرات الاجتماعية المتميزة التي تعود بالنفع على الوطن والمواطن، وتسهم في الرقي بمؤسساته الاجتماعية، مما يسهم في تحفيز الإنجازات الوطنية والأعمال الخيرية والدراسات العلمية لخدمة المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة.

وتسعى الجائزة إلى الريادة والتميز في خدمة الإنجازات الوطنية والاحتياجات الاجتماعية في المملكة برؤية علمية معاصرة، عبر الإسهام في توفير بيئة مشجعة على شحذ همم الأفراد والعلماء والمفكرين ورجال الأعمال والشركات والجمعيات الخيرية، ودفعها إلى قمة العطاء الفكري والعلمي والمادي، بما يفيد المجتمع في أهم مكوناته الاجتماعية، وبما يعزز القيم الاجتماعية، التي عمل على ترسيخها الملك خالد.

وعند الحديث عن سيرة العمل الخيري في السعودية، فإنه لا يمكن قراءتها دون المرور على اسم الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود، رابع ملوك الدولة السعودية، الذي عم الرخاء في عهده، وخطت البلاد خطوات كبيرة في نهضتها الحضارية ومنجزاتها التاريخية، حيث شكلت أعمال الخير في عهده إحدى أهم ركائز المجتمع، وسعى لتعزيزها تأسيا بالقيم الإسلامية، والأخلاق العربية، والفضائل الإنسانية التي أمن بها وتمثلها.

وبالتوازي مع الجهود التي بذلتها الحكومة السعودية طيلة الأعوام الماضية في تعزيز العمل الخيري حتى استحوذ على مكانة مهمة في خطط التنمية، شكلت جائزة الملك خالد عاملا مكملا وعلامة فارقة لتشجيع الأعمال الخيرية والنشاطات العلمية والثقافية والاجتماعية، امتدادا لما بدأه الملك خالد بن عبد العزيز. ومن هنا كانت لجائزة الملك خالد نظرة خاصة لتطوير العمل الخيري بأفضل السبل العصرية المتاحة، لتكون الجائزة الوحيدة في البلاد المخصصة لأعمال الخير، إذ إنها جائزة تقديرية تمنح للإنجازات والأعمال والمبادرات الاجتماعية المتميزة التي تعود بالنفع على الوطن والمواطن، وتسهم في الرقي بمؤسساته الاجتماعية، إذ إنها من شأنها الإسهام في تحفيز الإنجازات الوطنية، والأعمال الخيرية، والدراسات العلمية لخدمة المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة التي تسعى إليها المملكة.

يذكر أن جائزة الملك خالد جائزة تقديرية تمنح للإنجازات والأعمال والمبادرات الاجتماعية المتميزة التي تعود بالنفع على الوطن والمواطن، وتسهم في الرقي بمؤسساته الاجتماعية، مما يسهم في تحفيز الإنجازات الوطنية والأعمال الخيرية والدراسات العلمية لخدمة المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة. وتسعى الجائزة إلى الريادة والتميز في خدمة الإنجازات الوطنية والاحتياجات الاجتماعية في المملكة برؤية علمية معاصرة، عبر الإسهام في توفير بيئة مشجعة على شحذ همم الأفراد والعلماء والمفكرين ورجال الأعمال والشركات والجمعيات الخيرية، ودفعها إلى قمة العطاء الفكري والعلمي والمادي، بما يفيد المجتمع في أهم مكوناته الاجتماعية، وبما يعزز القيم الاجتماعية النبيلة التي عمل على ترسيخها الملك خالد. كما تسعى الجائزة إلى مواصلة نهج الملك خالد في الاهتمام بخدمة المجتمع السعودي، وتأصيل العمل المؤسسي الخيري والاجتماعي، وتقدير المتميزين في مجال العمل الاجتماعي وتشجيعهم، وترسيخ ثقافة المسؤولية الاجتماعية عند منشآت القطاع الخاص، وتشجيع البحوث والدراسات الاجتماعية والتنموية التي تخدم المجتمع.

وتتكون الجائزة من هيئة يشرف عليها رئيس هيئة الجائزة أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز، وتضم في عضويتها عددا من ذوي الخبرة والاختصاص في مواضيع وفروع هذه الجائزة.

وتم تخصيص مليون ريال لجائزة الملك خالد للإنجاز الوطني، و750 ألف ريال لجائزة الملك خالد للعلوم الاجتماعية التي تمنح لأبرز المفكرين والعلماء الذين يتناولون قضايا ومشكلات اجتماعية، و750 ألف ريال لجائزة الملك خالد للمشاريع الاجتماعية، التي تمنح لأفضل مشروع اجتماعي تقوم به مؤسسة أو جمعية خيرية تخدم من خلاله فئة معينة من المجتمع.

ولد الملك خالد الذي تحمل الجائزة اسمه في الرياض عام 1913م ويعد رابع ملوك الدولة الحديثة، حيث نودي به ملكا للسعودية بعد استشهاد الملك فيصل 1975م وشهدت البلاد في عهده نقلة كبيرة في مختلف المجالات التعليمية والاجتماعية والزراعية والصناعية ونهضة لم تشهدها البلاد من قبل، وعرف الاقتصاد السعودي رخاء استثنائيا سمي فيما بعد بسنوات الطفرة، كما حرص الراحل على لم الشمل العربي والدفاع عن القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وكان له دور بارز في نزع الخلافات العربية، كما ساهم في تأسيس مجلس التعاون في دول الخليج العربي، وعمل على نصرة الإسلام والدفاع عنه، وترأس عدة مؤتمرات إسلامية ونال على أثر ذلك جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام عام 1981م، كما تقلد أكبر الأوسمة العربية والدولية وحظي بالاحترام في المحافل الدولية لصراحته وحكمته وحنكته السياسية، وتوفي في الطائف عام 1982م.

وسجل الملك خالد عملا يشهد على رعايته الخاصة لبيت الله الحرام وللكعبة المشرفة عندما أمر باستبدال باب الكعبة المشرفة القديم بباب جديد من الذهب الخالص وهو ما يعد رمزا صريحا لمحبته للإسلام وبيت الله.

وضمن العناية التي نالتها الكعبة المشرفة وبلغت ذروتها في العهد السعودي أمر الملك خالد ضمن إنجازاته التنموية خلال السنوات السبع التي تقلد خلالها مقاليد الحكم في بلاده بعمل بابين جديدين للكعبة المشرفة أحدهما الباب الخارجي، والآخر باب التوبة، كما كانت باكورة أعماله في عمارة الكعبة المشرفة أمره في عام 1977م بعمل سلم جديد داخل الكعبة المشرفة بدلا من السلم الخشبي الذي أصابه التآكل لمضي زمن طويل عليه، وأن يكون هذا السلم من مادة قوية غير قابلة للتغيير والتأثر بعوادي الزمن ومناخ مكة المكرمة فتم صنع سلم من مادة الألمنيوم القوي دائري التصميم تكون من خمسين درجة، وبعد الانتهاء من عمله ركب في مكانه المخصص داخل الكعبة المشرفة، كما أمر الملك خالد بصنع طوق جديد من الفضة الخالصة على الحجر الأسود بدلا من الطوق القديم الذي تآكل من مس الأيدي لمرور مدة طويلة عليه من دون تغيير، وتم تركيبه على الحجر الأسود في عام 1978م.

واختصر الوزير الراحل الدكتور غازي القصيبي وصف هذا العمل الجبار من قبل الملك خالد بقوله:

«كان الحرم قريبا جدا من قلب خالد بن عبد العزيز.. وجاءت هديته للحرم باب الكعبة الذهبي.. رمزا صغيرا لحب كبير وسيبقى الرمز قريبا من الكعبة التي كانت قريبة من قلبه.. يراه الناس ويتذكرون الإنسان الطيب الصالح الملك الكبير الذي ذهب وترك وراءه ذكرى من ذهب تلمع كما يبرق الباب الذهبي الرائع».

وفي كتاب وثائقي قدمته مؤسسة الملك خالد بن عبد العزيز الخيرية وأعدته مؤسسة المنصورية للثقافة والإبداع، تم تسليط الضوء على مشروع باب الكعبة المشرفة في عهد الملك خالد بن عبد العزيز ضمن إنجازاته المتعددة والتي تحققت بسبها تغييرات اجتماعية واقتصادية خلال سبع سنوات هي مدة حكمه التي استمرت من الخامس والعشرين من مارس (آذار) عام 1975م وحتى يوم وفاته في الثالث عشر من يونيو (حزيران) عام 1982م وتطرق الكتاب الذي حمل عنوان «الباب» إلى تاريخ باب الكعبة وجهود الخلفاء والملوك في خدمة الكعبة المشرفة، معرجا على الحديث عن العصر السعودي الذي يعد من أهم العصور الإسلامية اهتماما بخدمة الكعبة المشرفة وعمارتها وبابها وكسوتها، كما وصف الكتاب وصفا دقيقا باب بيت الله وصناعته بأيد وطنية سعودية في عهد الملك الورع التقي خالد بن عبد العزيز..

* صلاة في جوف الكعبة

* بداية الفكرة

* قام الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود بزيارة تفقدية للمسجد الحرام في شهر جمادى الأولى سنة 1397ه، مايو (أيار) عام 1977م، وفي أثناء صلاته في جوف الكعبة المشرفة لاحظ أن بابها بدأ يتخلخل ويضعف فأصدر توجيهه وأمره الملكي إلى وزير الحج والأوقاف الشيخ عبد الوهاب بن أحمد عبد الواسع بالبدء فورا بعمل باب جديد للكعبة المشرفة، وأن يكون تصميمه متفقا مع مكانة الكعبة المشرفة، وما تتمتع به المملكة العربية السعودية من اهتمامات غير مسبوقة بالحرمين الشريفين، خدمة وعمارة، وبما يتفق مع تطورها ونمائها وازدهارها في شتى المجالات، وأن يعمل من الذهب الخالص، كما أمر بعمل باب جديد لباب التوبة من الذهب الخالص، ذي طراز ينبثق من روح الفن الإسلامي ويليق بمكانة الكعبة المشرفة لدى كل مسلم. ويمكن القول إن أمر الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود وتوجيهاته بتغيير بابي الكعبة المشرفة الخارجي والداخلي كانت تشتمل على تنفيذ رؤية يجب اتباعها عند تصميم بابي الكعبة المشرفة وصناعتهما على ضوء الأفكار الآتية:

- تغيير باب الكعبة المشرفة الذي صنع في عهد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود بعد أن مضى عليه أكثر من ثلاث وثلاثين سنة، وأن يثبت ذلك في نص يكتب على الباب الجديد عند صناعته.

- أن يتفق طراز باب الكعبة المشرفة الجديد مع مكانة الكعبة المشرفة بوصفها أول بيت وضع للناس في هذه الأرض.

- أن يتفق طراز باب الكعبة المشرفة الجديد مع ما تتمتع به المملكة العربية السعودية من اهتمامات كبيرة بخدمة الحرمين الشريفين وعمارتهما، وما تتمتع به أيضا من ازدهار ونماء في شتى مناحي الحياة.

- أن يصنع من الذهب الخالص عيار 21، وبنقاوة 99.99 في المائة.

- تغيير باب التوبة في داخل الكعبة المشرفة وأن يكون من الذهب الخالص بنفس العيار والنقاوة.

- أن يتم تصميم البابين تصميما مستوحى من الفن الإسلامي زخرفة وكتابة وأن يليق بمكانة بيت الله الحرام.

- أن تتم صناعة البابين بأيد وطنية كما كان في عهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود عندما أمر بصناعة باب الكعبة في مكة المكرمة.

كلف الشيخ عبد الوهاب بن أحمد عبد الواسع وزير الحج والأوقاف بتنفيذ الأمر الملكي، وقد لبت وزارة الحج والأوقاف هذا الأمر الكريم على الفور، وحرصت كل الحرص بأقسامها المختلفة على نيل شرف هذا التكليف، ليتم عمل بابي الكعبة المشرفة بشكل يليق بمكانتها تصميما فريدا وتنفيذا دقيقا، فقام وزير الحج والأوقاف بتكوين فريق عمل متكامل ومنسجم للقيام بشرف إنجاز هذا العمل.

ومرت أعمال تصميمات باب الكعبة المشرفة الخارجي وباب التوبة في داخل الكعبة المشرفة بعدة مراحل حتى تم الوصول إلى التصميم الذي نفذ على الباب الحالي. فقد كلف المهندس المعماري منير سري الجندي بعمل تصميمات بابي الكعبة الداخلي والخارجي فقدمت الأفكار الأولية للتصميمات والدراسات الخاصة ببابي الكعبة خلال ثلاثة أشهر، وتميزت باعتماد الطراز الزخرفي العام للباب مستوحى من الفن الإسلامي الأصيل مع المحافظة على الشكل المعهود للباب في وضع الآيات الكريمة والنصوص التاريخية وترتيبها.

* مراحل صناعة البابين

* واكتفى الشيخ أحمد بدر، الذي قام بصناعة بابي الكعبة المشرفة، وصف هذا العمل بعبارة موجزة ومعبرة قال لي فيها: «باب الكعبة المشرفة.. ما أعظمه من عمل».

وعندما بلغ بتكليفه بعمل باب الكعبة المشرفة، قال: «عندما بلغت بتكليفي بعمل باب الكعبة حمدت الله سبحانه وتعالى، ولم أنم تلك الليلة فأخذت أفكر في كيفية إنجاز باب بيت الله العتيق على أكمل وجه إرضاء لله سبحانه وتعالى أولا، ولأكون عند حسن ظن من كلفني».

ويبلغ ارتفاع باب الكعبة المشرفة ثلاثة أمتار وعشرة سنتيمترات، وعرضه متر وواحد وسبعون سنتيمترا وعمق جوانبه يقرب من نصف متر، وهو يتكون من مصراعين مصفحين بالذهب الخالص مع قليل من الفضة، ومصراعا الباب متشابهان زخرفة، مختلفان كتابة.

ويتألف الهيكل الإنشائي للباب من خشب قوي شديد الصلابة، حتى إن المسامير لا يمكن أن تخترقه من شدة صلابته وقوة بنيته، وهذا النوع من الأخشاب يسمى الحديد (ماكاي)، وهو من بلاد تايلاند، ووزنه النوعي 40.8 سم مربع، ويزيد عمره على خمسمائة سنة، وأجريت عليه عدة تجارب للتأكد من مقاومته للعوامل الطبيعية، وعدم تأثره بالرطوبة، وقد بلغ سمك الباب عشرة سنتيمترات.

أما الذهب فجرى تأمينه بواسطة مؤسسة النقد العربي السعودي لتصفيح بابي الكعبة، وبلغت كميته المستخدمة في صناعة البابين مائتين وثمانين كيلوغراما من الذهب الخالص عيار 21، بنقاوة بلغت 99.99 في المائة، هذا بخلاف الفضة التي استخدمت في تكفيت بعض المناطق من الباب لإبراز تباين وحداتها، وسواها من مواد خام أولية وأخشاب استخدمت في صناعة البابين الجديدين.

اتخذت أحدث الاحتياطات والوسائل التقنية المتطورة لمعالجة النقاط التفصيلية والارتباطات بين الباب والحلق من جهة، والجوانب من جهة أخرى، وبما يكفل للباب أكبر قدر من المتانة والجودة والمرونة في الفتح والإغلاق، كما زود أسفل الباب عند ملامسته للعتب الغرانيتي بعارض يحتوي على قضيب خاص به ألياف تشبه الفرشة، تقوم بضغط طرف الباب على العتب عند وضع الإغلاق، لمنع أي أتربة وأوساخ أو حتى الحشرات الصغيرة من المرور من تحته، وعولجت المفصلات معالجة خاصة يضمن لها سهولة الحركة والمرونة.

وقد اختيرت طريقة التزيين التي تغطي مساحة الباب كاملا من صميم التراث الفني الإسلامي ونفذت بالحفر على الذهب. أما المساحات الباقية التي في الوسط فقد أخذت روح فن الزخرفة الإسلامية نفسه، فوضعت في وسطها جامات دائرية وخرطوشات لكتابة الآيات الكريمة بالطريقة المعتادة، مع إضافة زخارف في الزوايا العلوية، فأخذت واجهة الباب العليا شكل عقد يحيط بالآيات القرآنية المكتوبة حسب الترتيب الموضوع لها، إذ أضيفت في الزاويتين العلويتين زخارف أبرزت شكل عقد الباب.

* جمال التصميم ودقة المظهر

* لمفتاح باب الكعبة المشرفة وقفله تاريخ طويل، ولهذا روعي في التصميم الجديد أن يكون القفل والمفتاح متناسبين مع الباب قيمة وزخرفة وتقنية، وروعي كذلك جمال التصميم ودقته مظهرا ومخبرا، وأن يعمل بكفاءة عالية، وألا يتأثر بالظروف المناخية المختلفة، والجاهزية عند استخدامه.

وقد صنع القفل والمفتاح بمواصفات القفل والمفتاح السابقين نفسها مع مراعاة الأشياء السابقة الذكر، وبأسلوب يناسب التصميم الخاص بالباب الجديد، مع زيادة كفاءة تشغيله من دون حاجة إلى الصيانة من وقت إلى آخر.

كما وضع على الباب حلقتان من الذهب لتثبيت القف فيهما. أما القفل، فصنع من الحديد الصلب المقاوم للصدأ بطريقة الصب فجاء مماثلا للقفل الذي كان على الباب السابق.

ولهذا تم الاستغناء عن قفل الباب السابق ومفتاحه الذي صنع في العصر العثماني في عهد السلطان عبد الحميد الثاني سنة 1309ه - 1891 – 1892م.

وجاء هيكل القفل سداسيا من الخارج، ومجراه دائري القطاع من الداخل قطره 6 سم، ويبلغ طول بدنه كاملا 51 سم، وينتهي طرفاه بغطاءين مقببين تنتهيان بروس دائرية، أحدهما لإدخال المفتاح الذي يبلغ طوله 37 سم، والقسم المتحرك من القفل هو الذي على اليسار مع ذراع التثبيت الذي في الأعلى، وهو الذي يشتمل على أسنان القفل، مما يساعد على عملية الإغلاق وعند الفتح يتم إدخال أسنان المفتاح في داخل القفل فتتم عملية فتح القفل. جسم القفل سداسي الشكل، جعل في وجهين منه خرطوشتان مستطيلتان كتب في الأولى:

«لا إله إلا الله محمد رسول الله».

وكتب في الثانية: اسم الآمر بصناعته، وهو خادم الحرمين الشريفين الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود كالآتي:

«صنع هذا القفل في عهد الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود سنة 1399هـ»، وهي أكبر من الأولى، أما الوجه السادس فتم تثبيت عرى القفل فيه.

أما باب التوبة فهو باب داخل الكعبة المشرفة يوصل إلى سطحها عبر درج، واشتهر باسم باب التوبة، وصنع عبر العصور من الخشب غير المصفح بالذهب، وفي بداية عهد الملك خالد بن عبد العزيز صنع الباب من مادة الألمنيوم عند تركيب سلم داخل الكعبة المشرفة.

صمم باب التوبة الجديد، مشابها للباب الخارجي، إذ يظهر التجانس بين البابين من حيث المواد والطراز، ويبلغ ارتفاعه 2.30م، وعرضه 70 سم، وهو من مصراع واحد بسماكة سبعة سنتيمترات في حين أن الباب الخارجي صنع بسماكة عشرة سنتيمترات.

* التكاليف ومراسم التدشين

* ووفقا للأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لخدمة المجتمع وتقنية المعلومات وأستاذ الفقه في كلية الشريعة في رصده لجهود الملك خالد في خدمة الإسلام فإن الملك خالد أمر في عام 1397ه بصنع باب جديد للكعبة المشرفة، وباب آخر لسلم الكعبة الداخلي المؤدي إلى سطحها من الذهب الخالص، وقد بلغ مقدار الذهب المستخدم في البابين 82 كيلوغراما بتكلفة زادت على 420 مليون ريال سعودي، كما صنع قفل جديد لباب الكعبة مماثل للقفل القديم في مواصفاته.

وبلغت قيمة الدراسات والتصميمات 300 ألف ريال سعودي. كما بلغت التكلفة الإجمالية العامة 13 مليونا وأربعمائة وعشرين ألف ريال. أما التكلفة الإجمالية الفعلية لبابي الكعبة المشرفة الخارجي والداخلي فبلغت 12.5 مليون ريال سعودي، عدا كمية الذهب التي جرى تأمينها بواسطة مؤسسة النقد العربي السعودي، إذ بلغت كمية الذهب المستخدمة في صناعة البابين 280 كيلوغراما من الذهب الخالص، إضافة إلى الفضة التي استخدمت في تكفيت بعض المناطق الفاصلة بين أقسام الباب الزخرفية الرئيسية ووحداته، وغيرها من مواد خام أولية وأخشاب وصلت تكاليف شحنها فقط من موطنها الأصلي إلى ميناء جدة الإسلامي 500 ألف ريال.

وفي يوم التاسع من شهر أكتوبر (تشرين الأول) عام 1979م، شرع في إخراج مصراعي الباب القديم وحلقة من أجل تركيب الباب الجديد، ثم بدأ في تركيب حلق الباب الجديد ومصراعيه، وقد استغرق العمل 48 ساعة على مدار يومين كاملين، ثم ركب حلق باب التوبة ومصراعه في موضعه داخل الكعبة.

وفي احتفاء تاريخي كبير عصر يوم السبت الثالث عشر من شهر أكتوبر عام 1979م، وصل الملك خالد بن عبد العزيز إلى المسجد الحرام.

ووسط تكبير عشرات الألوف من حجاج بيت الله الحرام وأبناء هذا البلد الآمن الذين غصت بهم أروقة المسجد الحرام تشرف الملك خالد بن عبد العزيز بإزاحة الستار عن الباب الجديد للكعبة المشرفة، قائلا «بسم الله الرحمن الرحيم، وعلى بركة الله». أو «بسم الله، اللهم صل على محمد وآله وصحبه أجمعين.. الله أكبر»، وكبر معه كل من حضر هذه المناسبة في المسجد الحرام، ليكون ثاني باب للكعبة المشرفة تتم صناعته في العصر السعودي حتى الآن.

أما الستار الذي أزاحه الملك خالد بن عبد العزيز عن الباب الجديد، فكان من الحرير، وكتب عليه النص التذكاري التاريخي الذي يؤرخ لهذه المناسبة في سبعة أسطر بخط الثلث:

«بسم الله الرحمن الرحيم (إنا فتحنا لك فتحا مبينا)

* عمل خالد من يد خالد».

* لكل عمل جاد ومهم جذور وأصول ينطلق منها، فما بالنا إذا كان هذا العمل هو باب الكعبة المشرفة بيت الله الحرام، وراعي هذا العمل هو الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود، وهذا ما ظهر بشكل جلي في الأفكار التي تضمنها الأمر الملكي، وما تم تنفيذه على الواقع.

فقد استفاد مصممو الباب وصانعوه كثيرا من التصميمات السابقة لأبواب الكعبة المشرفة التي صنعت في مكة المكرمة، خصوصا ما يتعلق بطرازه العام، وكتاباته، وزخارفه، وهو ما ظهر بشكل واضح في الدراسة الوصفية لباب الكعبة المشرفة الخارجي.

كما تأثر تصميم الباب الجديد للكعبة المشرفة بطرز ستائرها، إذ تمت الاستفادة من بعض الوحدات الزخرفية كالجامات الدائرية والخرطوشات والكتابات، وهذا راجع إلى أن الذي قام بعمل الكتابات خطاط مصنع كسوة الكعبة المشرفة الشيخ عبد الرحيم أمين.

كما تمت الاستفادة من ميازيب الكعبة المشرفة السابقة، وطريقة صناعتها، خصوصا فيما يتعلق بطريقة تنفيذ الزخارف والكتابات وبرزوها عن الأرضيات.

يظل باب الكعبة المشرفة عملا خالدا من يد خالد وهو كمثل الباب الذي وصفه الرحالة الأندلسي الشهير ابن جبير «يستوقف الأبصار حسنا وخشوعا للمهابة التي كساها الله بيته»، وشاهدا على مدى اهتمام ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية ورعايتهم لهذا البيت العتيق في مكة المكرمة أشرف بقعة على وجه الأرض، وشاهدا على ما وصل إليه المهندس والصانع المسلم من ثراء في الزخرفة، ودقة في التصميم، وإتقان في التنفيذ، وخلال هذا البحث خرجت عدة نتائج مهمة يمكن إيجازها في:

- اتضح من خلال الروايات الإخبارية أن إبراهيم الخليل، عليه السلام، عندما بنى الكعبة المعظمة جعل لها بابا غير مبوب، ثم انهدم البيت في عهد جرهم فبنته على قواعد إبراهيم الخليل، عليه السلام، وجعلوا له بابا يتكون من مصراعين، ثم جاء من بعدهم تبع فعمل بابا جديدا وجعل له قفلا.

- السبب الرئيسي الذي كان وراء ظهور كيس مفتاح الكعبة المشرفة كإحدى قطع كسوة الكعبة المشرفة التي تصنع كل عام، ويسلم إلى سادن البيت لحفظ مفتاح باب الكعبة المشرفة فيه، هو ما سنه الرسول، صلى الله عليه وسلم، يوم فتح مكة عندما أمر سادن بيت الله الحرام عثمان بن طلحة بتغييب المفتاح أي: ستره، فأصبح المفتاح يوضع في كيس خاص به.

- الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك هو أول من أمر بتصفيح باب الكعبة المشرفة برقائق من صفائح الذهب الخالص ضربت من دنانير أرسلت لهذا الغرض.

- الخليفة العباسي المتوكل على الله أبو جعفر هو أول من أمر بتصفيح باب التوبة في داخل الكعبة المشرفة بعد أن كان من الخشب الخالي من التصفيح سواء بالفضة أو الذهب.

- يعتبر العصر السعودي من أهم العصور الإسلامية اهتماما بخدمة الكعبة المشرفة وعمارتها هي وبابها وكسوتها، إذ تمت صناعة بابين حتى الآن للكعبة المشرفة، الأول في عهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود في سنة 1947م، والثاني في عهد الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود في سنة 1399ه - 1979م.

- التاريخ والنص الذي ورد على الوثيقة الخاصة بأحد تصاميم الباب هو التصميم الثاني، الذي كانت وحدات الطبق النجمي من أبرز مميزاته، وإن هناك تصميما قبل هذا التصميم، كما أن التصميم الثالث هو الذي تم تنفيذه في الباب الحالي للكعبة المشرفة.

- تمت صناعة بابين للكعبة المشرفة في عهد الملك خالد بن عبد العزيز بأيد وطنية محلية في مكة المكرمة حتى تكون الغاية مرجوة، وأن يكون العمل امتدادا للعمل الذي قام به الملك عبد العزيز آل سعود عند أمره بصناعة باب الكعبة السابق في مكة المكرمة.

- استقيت المعلومات عن مراحل التصميم والخطوط وصناعة بابي الكعبة المشرفة من أهل الخبرة والدراية: الشيخ أحمد بدر شيخ الصاغة في مكة المكرمة، والمصمم المهندس المعماري منير الجندي، والخطاط عبد الرحيم أمين، وهو شيء فريد في مجال الدراسات الحضارية، فهم الشهود الميدانيون على ذلك الإنجاز، كما أن الشيخ أحمد بدر هو المنفذ لكل الأفكار والرؤى والتصميمات على الواقع.

- تم إنجاز العمل وتركيب البابين في الكعبة المشرفة في زمن قياسي مقارنة بحجم العمل ودقته وأهميته، إذ استغرقت صناعة البابين تصميما وصناعة نحو سنة كاملة إلا أياما، إذ انطلق العمل في 13 أكتوبر عام 1979م.

- إن بابي الكعبة المشرفة الخارجي والداخلي لقيا عناية خاصة تصميما وزخرفة وصناعة تتناسب مع مكانة بيت الله الحرام في نفوس المسلمين، مع مراعاة المظهر والمخبر حتى يعمل الباب بكفاءة عالية من دون الحاجة إلى صيانة من وقت إلى آخر، وهو ما حصل على الرغم من مرور أكثر من ثلاثين سنة على تركيبه. وهذا ما ينطبق على قفل الباب ومفتاحه.

- تم استخدام الزخرفة النباتية العربية المورقة والمحورة المعروفة باسم الأرابيسك في بابي الكعبة المشرفة الخارجي والداخلي، وبين تقسيماتهما المختلفة، وهذه الزخارف تتميز بأنها متصلة لا يمكن تحديد بدايتها أو نهايتها، وهي من أبرز خصائص زخرفة التوريق في الفن الإسلامي.

- ظهر تأثير طرز الأبواب السابقة والميازيب وستائر باب الكعبة المشرفة على طراز بابي الكعبة المشرفة في عهد الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود. وإن تكوين العقد في باب الملك خالد كان بتأثير من الأبواب السابقة للكعبة المشرفة كباب السلطان مراد الرابع، وباب الملك عبد العزيز آل سعود، مع مراعاة الفارق في التصميم بين الأبواب الثلاثة، ففي باب الملك خالد تجده يتوج كامل واجهة الباب، فلم يعله سوى إطار الباب الخارجي الذي يشمل الباب كله، أما في البابين السابقين، فكانت تعلو عقدي البابين كتابات داخل مساحات مستطيلة بينهما إطار عقد الباب في باب السلطان مراد، أو خرطوشات في باب الملك عبد العزيز آل سعود.