الأمير سلطان بن سلمان يدعو من يملك قطع آثار خاصة بالمملكة إلى تسليمها

أعلن عن توقيع اتفاقية مع «أرامكو» للانطلاق في استعادة الآثار على مستوى منسوبي الشركة خارج المملكة

الأمير سلطان بن سلمان خلال مشاهدته لعدد من القطع الأثرية التي قدمها عدد من المواطنين للهيئة العامة للسياحة والآثار(تصوير: إقبال حسين)
TT

وعد الرجل الأول في الهيئة العامة للسياحة والآثار المواطنين بـ«أن من لديه قطع آثار خاصة بالمملكة لن يكون هناك أي مساءلة قانونية أو أي نوع من المساءلة».

وقال الأمير سلطان بن سلمان، إن الهيئة العامة لا تزال في بداية طريق سياحة الثقافة والتراث، لكننا نسير في طريق سريع، وإن الضخ الذي تقوم به الهيئة وشركاؤها في المشاريع وفي الإعلام والمدارس ومع أجهزة التعليم، هو ضخ كبير جدا سواء في المناهج أو البرامج التدريبية مثل «ابتسم» وبرنامج «السياحة تثري» وغيرهما.

وأكد الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، في المؤتمر الصحافي بعد تسلم عدد من القطع الأثرية التي قدمها عدد من المواطنين للهيئة، على اهتمام الهيئة بالآثار والتراث والمتاحف ومدى تأثيره على المسارات الأخرى المتعلقة بالسياحة في المملكة وإن كانت ما زالت في بدايتها.

وأضاف «منظمة السياحة العالمية تعتبر المملكة من أكبر الدول التي يوجد بها ثقافة وتراث، وهناك دول تقوم اقتصاداتها على المكنوز الأثري والتراثي، وهذا لا يعني أن الهيئة أهملت ما يتعلق بالمجال السياحي».

وبين الأمير سلطان بن سلمان أن هذا سوف يؤتي ثماره خلال أقل من ثلاث سنوات قادمة، وسوف يؤدي إلى ثقافة جديدة بلا شك، إضافة إلى ما تقوم به الهيئة في المتاحف، مشيرا إلى توجيه أعداد كبيرة من طلاب المدارس حسب الاتفاقية مع وزارة التربية والتعليم إلى المتاحف، من خلال الحديث في جزء من الحصة التعليمية عن ذلك لمعرفة الإنسان بحضارة وتراث بلاده، هذا جزء لا يتجزأ من اعتزاز المواطن بالبعد الحضاري.

وقال «نحن أيضا لا ننظر لقضية الآثار والتراث العمراني على أنها فقط قضية سياحة، وهناك ربط بين هذه الأمور، وبلا شك هذه موجودات سياحية وثقافية من باب السياحة الثقافية، ونحتاج إلى تعزيز الثقافة المتحفية وثقافة التراث لدى المواطن، وتعرفون أننا نضخ برامج كبيرة الآن، وهناك تحول كبير فعلا يحدث في المملكة تجاه هذا الجانب، وهذه النشاطات لها عامل اقتصادي ضخم جدا، يؤدي إلى فرص عمل كبيرة جدا في المناطق، ويؤدي إلى نشاطات اقتصادية غير موجودة أساسا في المناطق اليوم».

وأكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن الهيئة تستعد لإقامة «معرض الآثار الوطنية المستعادة» في المتحف الوطني بالرياض تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وذلك بالتزامن مع المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية).

وقال الأمير سلطان بن سلمان خلال مؤتمر صحافي عقده بمقر الهيئة، أمس، لإطلاق حملة استعادة الآثار الوطنية «إن الهيئة تقوم بجهود متعددة لحفظ التراث الوطني انطلاقا من توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، وهي توجيهات محددة بالمحافظة على مواقع التراث الوطني، كما أصدر خادم الحرمين الشريفين أمرا كريما برعايته الشخصية لـ(معرض الآثار الوطنية المستعادة)، وذلك بالتزامن مع المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية)» للعام الحالي.

وأضاف أن خادم الحرمين الشريفين يعرف أن جزءا من قيمة هذه البلاد تشكل من كونها بلد الحضارات، ووجه بأن يكون المعرض برعايته الكريمة وأن يكون متزامنا مع مهرجان «الجنادرية» ليحضره أكبر عدد من العلماء والخبراء والشخصيات الثقافية من جميع أنحاء العالم، وأيضا المواطنون.

وأعلن الأمير سلطان بن سلمان عن توقيع اتفاق مع «أرامكو» للانطلاق في استعادة الآثار على مستوى منسوبي «أرامكو» خارج المملكة، والهيئة العامة للسياحة والآثار تعمل على عدة اتجاهات متوازية، ومن ضمنها العمل مع الجهات الدولية التي تتابع الآثار والمتاحف الدولية وأصحابها وجميع المسارات التي تؤدي إلى التعرف على القطع الموجودة خارج المملكة، سواء عن طريق الناس الذين أخذوا قطعا أثرية ولم يكن هناك نظام يمنعهم، أو الناس الذين أخذوا آثارا دون أن يعلموا أن هذه الآثار تملكها الدولة ويملكها المواطن.

وأوضح الأمير سلطان بن سلمان «خلال عرضنا لمقامه الكريم الآثار المستكشفة في موقع المقر في رمضان الماضي في مكة المكرمة - وهو اكتشاف تاريخي بكل المقاييس على مستوى العالم - قال الملك عبد الله بن عبد العزيز (اعرضوا هذه على دول العالم كلها حتى يروا أن المملكة العربية السعودية هي بلد الحضارات)، ونحن اليوم نسير تحت هذه المنهجية».

ودعا الأمير سلطان بن سلمان أن من لديهم مجموعات أثرية تخص المملكة في داخل المملكة أو خارجها وتم الحصول عليها بطرق غير مشروعة إلى التعاون مع الهيئة في إعادتها والمشاركة بها في هذا المعرض، وهذا بلا شك عمل وطني يسهم في خدمة تراث المملكة وحضارتها.