باحثان سعوديان يحصدان براءة اختراع من مكتب «الاختراعات الحديثة» الأميركي

نظير مشروع علمي للتعرف الآلي على أوزان الشعر العربي صوتيا

TT

منح مكتب براءات الاختراعات الحديثة في أميركا براءة اختراع لباحثين سعوديين من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، نظير مشروعهما العلمي «التعرف الآلي على أوزان الشعر العربي صوتيا»، المتضمن وضع قياس صوتي لتحديد بحور وأوزان الشعر النمطي وتفعيلاتها، ومعرفة البيت الصحيح الموزون من المكسور بمجرد نطقه وتسجيله وفق نظام آلي على الحاسوب.

وتتمثل فكرة المشروع التي توصل إليها أستاذا جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور عبد الكريم بن صالح الزهراني من قسم الدراسات الإسلامية والعربية كباحث رئيسي، والدكتور مصطفى الشافعي من قسم علوم وهندسة الحاسب، في أن أي إيقاع استحسنه الناس يمكن تكوين قاعدة له كي يصبح نصا حقيقيا يقاس عليه المشابه له.

وكان عالم اللغة العربية الخليل بن أحمد الفراهيدي، قد قام بعمل خمس دوائر عروضية لجمع الإيقاعات الموزونة والشعر وضبط القوافي، وخرج بعد تحليله بالقياس الذي يحكم كل ما ورد من شعر، وصنفه من خلال الدوائر العروضية، فأصبحت قياسا يعرف به البحر.

في حين قامت فكرة اختراع الباحثين الزهراني والشافعي على استخراج الإيقاعات الموجودة في البحور، ليتبين أنها تبنى على إيقاعات مختلفة تم رصدها والترميز لها بتحويل الصوت إلى إشارة رقمية محددة، عرف بها كل بحر وكل وزن.

ومن خلال هذه الفكرة، فإنه يمكن رصد أي إيقاع له خصائص تميزه عن غيره، وهو أمر يمكن حصره من خلال الأوتاد والأسباب التي تبنى عليها التفعيلات التي جاء بها الخليل ولن يخرج أي إيقاع عنها، وبعد رصدها والتأكد منها لتصبح قاعدة ثابتة، كي يستطيع بعد ذلك الحاسب الآلي أن يجد المشابه لأي بيت صحيح يتفق مع هذه القاعدة الصوتية الثابتة.

وتعد هذه الفكرة الأولى التي طبق عنصر من عناصرها قبل منحها في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، حيث سجل فريق لدى عمادة البحث العلمي القيام بمشروع الفراهيدي، من أجل عمل نظام آلي للتعرف على أوزان الشعر العربي من الإلقاء الصوتي للشاعر مباشرة، تطبيقا لعنصر من عناصر البراءة.

بينما قام الفريق البحثي بتجميع معلومات عن بحور وأوزان الشعر النمطي وتفعيلاتها، إلى جانب إجراء دراسة عن أنواع الأخطاء التي يمكن أن يقوم بها الشاعر، من حيث الإخلال بقواعد الوزن أو التفعيلات أو تتابع الحروف المتحركة والساكنة، حيث تطلب تنفيذ هذا النظام بناء قاعدة بيانات مكتوبة وصوتية للشعر العربي.

وما زال الفريق يعمل على توسيع القاعدة الصوتية لتحقيق نتائج أفضل، فضلا عن إنشاء نظام آلي لتحليل أبيات الشعر العربي الموزون، وتكوين الكتابة العروضية، وإيجاد الترميز الثنائي المناظر لهذه الأبيات، الذي ابتكره الفراهيدي، وهو ما يُسمى بـ«الحركات والسكنات»، إذ يقوم النظام بعد ذلك بالتعرف التلقائي على الأوزان الشعرية المناظرة لهذه الأبيات وتحديد البحر الذي ينتمي إليه كل بيت شعري.

ويتكون النظام الآلي من قسمين رئيسين يتمثلان في مرحلة التدريب أو التعلم التي يتم تنفيذها لمرة واحدة فقط عند تثبيت النظام، في حين يتضمن القسم الثاني التعرف أو الاختبار، حيث يتم من خلاله كتابة البيت الشعري المراد تحديد البحر المناظر له كتابة عروضية، ومن ثم إيجاد الوزن والبحر المناظرين، كما يمكن للنظام أيضا التعرف على بعض الأخطاء العروضية، والتفريق بين الشعر الصحيح عروضيا والشعر المنكسر غير الصحيح.

ويعمل النظام بطريقة تقسيم البيت الشعري بعد كتابته كتابة عروضية إلى ثلاثة أنواع من المقاطع الصوتية، ومقارنتها في الأوزان المختلفة المناظرة للبحور الشعرية، ومن ثم اختيار الوزن الذي تكون مقاطعه الصوتية أكثر شبها بتلك الموجودة في البيت الشعري.

وتم اختبار هذا النظام بمجموعة مكونة من 98 بيتا شعريا معروفة الترميز الخليلي والبحور المناظرة لها، حيث حققت نسبة نجاح بلغت 99 في المائة في تصنيف هذه الأبيات إلى البحور المناظرة لها، إلى جانب اختباره بمجموعة شعرية مكونة من 164 بيتا شعريا عرف فقط البحر المناظر لها، التي تم جمعها من شبكة الإنترنت، وحصلت على نسبة نجاح تصل إلى 96.55 في المائة.

وقام فريق البحث السعودي بإنشاء نظام للتعرف على المقاطع الصوتية، التي تجاوزت نسبة التعرف الصحيحة فيه 78 في المائة، إذ تطلب ذلك عمل الكثير من الأدوات البرمجية لتحليل النصوص إلى كتابة فونيمية، ثم تحويلها إلى سلسلة من المقاطع الصوتية، فضلا عن إعداد قاموس للكلمات العربية وتركيبها المقطعي والمحتوي على أكثر من 23 ألف كلمة، وإيجاد أقل عدد من المقاطع الصوتية في الكلام العربي واستعمالها للتعرف على الشعر العربي، إلا أن تحسين النتائج يتطلب بناء قاعدة صوتية شعرية لا تقل عن 6 ساعات.