خالد الفيصل: جدة مؤهلة لأن تكون من المدن الأولى في العالم «اقتصاديا» و«اجتماعيا»

يعتلي اليوم منصة العلم في الجامعة الإسلامية.. محاضرا عن منهج الاعتدال السعودي

الأمير خالد الفيصل لدى لقائه تجار جدة مساء أول من أمس («الشرق الأوسط»)
TT

كشف الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، عن أن مدينة جدة مؤهلة لأن تكون في مصاف المدن الأولى ليس في المنطقة فحسب، وإنما في العالم، اقتصاديا واجتماعيا ودينيا، لأنها بوابة مكة المكرمة، ولكونها المدخل لأقدس بقاع الأرض، مطالبا الجميع بالوقوف صفا واحدا لخدمة هذه المنطقة.

وأضاف الفيصل خلال رعايته تدشين مقعد تجار جدة رسميا مساء أول من أمس بالغرفة التجارية الصناعية بجدة بحضور رئيس مجلس إدارة الغرفة، صالح بن عبد الله كامل، وكبار أعيان جدة ومجتمع الأعمال: «نحن ننعم بحالة سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية لا مثيل لها في المنطقة في هذا الوقت بالذات، نحن شرفنا الله سبحانه وتعالى في منطقة مكة المكرمة أن نكون لجوار بيته العتيق، وهذا الشرف لا بد له من عمل يوازيه، وأنتم تعلمون أن الطريق طويل وشاق، ويتطلب العزيمة والإصرار، وأنتم أهل لتخطي العقبات على الطرق الصحيحة».

أكد الأمير خالد الفيصل أن المنطقة تعيش في نهضة تنموية كبيرة بفضل توجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده، وأن المملكة منذ أن أسست على يد الملك عبد العزيز، يرحمه الله، حتى هذا الوقت وهي تنتهج المنهج الإسلامي في كل أعمالها، وهذا هو الشرف الكبير الذي يحظى به المواطن والمسؤول في هذه البلاد التي تختلف عن بقية بقاع الأرض في تطبيق كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وهذا ما يجعلها مضرب المثل في الأمن والاستقرار، فلا تطور ولا رقي بغير أمن ولا استقرار، وهذا ما جعلها في مقدمة دول العالم.

وعبر أمير منطقة مكة المكرمة عن سعادته بوجوده بين نخبة من رجالات الاقتصاد والمال وأعيان مدينة جدة في افتتاح هذا المقعد، متمنيا أن يحقق تطلعات منطقة مكة المكرمة وجدة في ما يخدم تطورها وتنميتها.

وخاطب الحضور قائلا: «يكفينا أننا الأمة التي تمثل العرب في مجموعة العشرين، والشكر كما هو معروف ليس بالقول وإنما بالعمل الذي يستمر في التطوير والبناء في المستوى الاقتصادي وغيره، ومنطقة مكة المكرمة منذ تشرفت بخدمة أهلها بأمر ملكي كريم وأنا أستمع وأصغي إلى مطالب أهلها واحتياجاتهم، وأعتز برؤاهم واقتراحاتهم، والعزيمة والإصرار وتخطي الصعاب هي أساس الوصول إلى النجاحات وتحقيق الأهداف».

من جانبه، عد رئيس مجلس إدارة غرفة جدة، صالح بن عبد الله كامل، اهتمام أمير منطقة مكة المكرمة بتدشين مقعد تجار جدة في أول غرفة سعودية شرفا لكل صاحب عمل، واصفا ذلك بمعايشته عن كثب لواقع مجتمع الأعمال الذي يعد المحرك الرئيسي للحركة الاقتصادية والاستثمارية بالمنطقة.

وأشار إلى أن غرفة جدة ترى من مبادرة إطلاق هذا المقعد ليكون مجلسا للحوار والنقاش بين المسؤولين الحكوميين والوزراء مع نخبة من أصحاب الأعمال والمسؤولين ووجهاء المجتمع الاقتصادي والتجاري، وهذا من رؤى الدورة الحالية لمجلس إدارة غرفة جدة التي تبناها كل الأعضاء.

وقال كامل: «تبنى مجلس إدارة الغرفة فكرة إنشائه لارتباطها بالأهداف الاستراتيجية، ومن أجل التواصل مع مختلف شرائح قطاعات الأعمال المختلفة والمسؤولين الحكوميين من ذوي العلاقة لمناقشة القضايا المهمة، حيث يلتقي أصحاب الرأي والحل والخبرة من أصحاب الأعمال والمسؤولين الحكوميين ومن لهم علاقة بقطاعات الأعمال المختلفة والسلك الدبلوماسي (سفراء وقناصل) لمناقشة شؤون الأعمال في مدينة جدة بصفة عامة، ومناقشة النواحي الاقتصادية والاجتماعية وطرحها للنقاش العام، لبلورة رأي معين يرفع للجهات المختصة، وحل النزاعات والخلافات بين الشركات العائلية».

وتحدث حول الأنشطة التي قام بها المقعد الذي يضم 85 عضوا ما بين رؤساء سابقين للغرفة وأعضاء بالمجلس الحالي، وأعيان جدة، وممثلي القطاع الاقتصادي والاستثماري، خلال الدورة الحالية لمجلس إدارة الغرفة، ومنها استضاف في بداية العام الميلادي الجاري وزير التجارة والصناعة، عبد الله زينل، وفي منتصف العام استضاف رئيس هيئة السوق المالية، الدكتور عبد الرحمن التويجري.

الجدير بالذكر أن فكرة مقعد تجار جدة تعود إلى المكان الذي يلتقي فيه أهل بيوتات جدة القديمة لمناقشة شؤون الأسرة والحارة بهدف توطيد الأواصر والعلاقات الأسرية وحل النزاعات والمشكلات على مستوى الأسرة أو الأسر المجاورة.

على صعيد آخر يعتلي الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، مساء اليوم (الثلاثاء) منصة العلم في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، محاضرا عن المنهج السعودي في الاعتدال، في حضور الأمير عبد العزيز بن ماجد، أمير منطقة المدينة المنورة، ونخبة من العلماء، المفكرين المثقفين، المسؤولين، والإعلاميين، وعدد كبير من الطلاب والطالبات.

ومن المقرر أن يتناول الأمير خالد الفيصل في محاضرة تحمل عنوان «منهج الاعتدال السعودي» التي تنظمها الجامعة الإسلامية ضمن برنامجها الثقافي، منهج المملكة في الاعتدال المستمد من الكتاب والسنة المبني على نبذ التشدد والغلو والبعد عن الانحلال والتطرف بنوعيه، وهو المنهج الذي أرسى عليه الملك عبد العزيز - رحمه الله - دعائم هذه البلاد منذ تأسيسها، كما سيجيب على أسئلة ومداخلات الحضور.

وتعتبر هذه المحاضرة تواصلا لاهتمام الأمير خالد الفيصل بتأصيل منهج المملكة في الاعتدال المتوج بإعلان تأسيس كرسي علمي لتأصيل هذا المنهج تشرف عليه جامعة الملك عبد العزيز، في العام الماضي، الذي بادرت إليه الجامعة تفاعلا مع محاضرة قدمها أمير مكة أمام الطلاب والأساتذة في رحاب الجامعة، وقدم فيها عرضا علميا للمراحل التاريخية التي مر بها الاعتدال السعودي.

واعتبرت المحاضرة، التي لاقت صدى واسعا على المستوى المحلي العربي والعالمي، منطلقا مهما لتأصيل منهج الاعتدال السعودي في المجالات السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية، الاجتماعية، والتاريخية، في حين كرس الكرسي العلمي ما تبناه الأمير خالد الفيصل من نشر ثقافة الاعتدال بين أطياف المجتمع ونشر قيم التسامح وتعزيز روح المواطنة، حاملا في الوقت نفسه رسالة نشر ثقافة الاعتدال السعودي لمواجهة التحديات النابعة من تيارات التطرف والغلو والتغريب.

ووضع الكرسي ثلاثة أهداف رئيسية لعمله، أولها إظهار الصورة الصحيحة لمنهج الاعتدال السعودي وتطبيقاته عبر الامتداد التاريخي للمملكة العربية السعودية، وثانيها تعزيز الانتماء الوطني لدى أفراد المجتمع، وأخيرا رفع وعي وثقافة المجتمع تجاه الأفكار الضارة بكيانه واستقراره، كالتطرف والغلو والتغريب.

ويطمح كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي في الحصول على مجموعة من النتائج من أهمها: انتشار ثقافة الاعتدال وانحسار التيارات التي تدعو إلى التطرف والغلو والتغريب، تنمية شعور المواطنة وزيادة قوة الانتماء الوطني، تعزيز وإيضاح الصورة الحقيقية والواقعية للمملكة العربية السعودية وتشريعاتها ونظمها داخليا وخارجيا، في ضوء سياسة الاعتدال التي تنتهجها.