جدة: أكثر من 400 خبير عربي وعالمي يناقشون الموارد المائية في العالم العربي

يعد أكبر تجمع للخبراء والمختصين والاستشاريين على المستوى العربي

جانب من المؤتمر الصحافي الذي عقد في جدة أمس («الشرق الأوسط»)
TT

اعتبر المهندس عبد الله بقشان، الخبير في مجال المياه، شح المياه من أكبر وأهم التحديات التي تواجه دول العالم العربي، معربا عن توقعه بازدياد هذا التحدي مع مرور الزمن، ذلك نظرا لقلة الموارد المائية الطبيعية المتوافرة، والتكاليف الباهظة لتوفير المياه من مصادر غير تقليدية مثل التحلية، وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة وغيرها.

بينما اعتبر الدكتور عبد العزيز الطرياق، رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الهندسي العربي السادس والعشرين، شح وقلة المياه في كثير من دول العالم على وجه العموم، وفي الدول العربية بشكل خاص، تتطلب توحيدا للجهود لإيجاد الحلول المطلوبة.

وأضاف أن 90% من أراضي الدول العربية صحارى، عدا 4 دول فقط تحتكم إلى أنهار جارية وهي مصر وسوريا والعراق والسودان، مبينا «لذا فإن شح المياه أمر متأصل في المنطقة العربية، نظرا للمساحة الضخمة وكثرة عدد السكان، إلى جانب ندرة المياه المتجددة، مما دعا اتحاد المهندسين العرب في اجتماعه الـ25 تحديد هذا الموضوع والبحث عن أفضل الحلول لمعالجته».

وأشار إلى أن المياه غير التقليدية (مياه الصرف الصحي) وكيفية معالجتها من المشاريع المطروحة للنقاش، والتي ستناقش في جلسة كاملة من جلسات المؤتمر الذي ستحتضنه جدة خلال الأيام المقبلة، وبين أن مشروع إعادة تدوير مياه الصرف الصحي كان لبعض الدول السبق فيها، وساعدت كثيرا على تغطية عجز توفير مياه الزراعة والصناعة، آملا تطبيق هذا المشروع في كافة مناطق السعودية.

وأكد أن المؤتمر الهندسي العربي الـ26 الذي سينطلق تحت عنوان «الموارد المائية في الوطن العربي»، والذي سيقام في مدينة جدة سيتناول 3 محاور رئيسية، هي الأمن المائي، والموارد المائية غير التقليدية، إضافة إلى الإدارة المتكاملة للموارد المائية.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي انعقد في مدينة جدة بالأمس، للإعلان عن المؤتمر الهندسي العربي الـ26، والذي ستحتضنه مدينة جدة، ويناقش أكثر من 400 خبير عربي وعالمي في قطاع المياه على مدى 4 أيام، بدءا من السابع من شهر يناير (كانون الثاني)، ويصحبه معرض فني. لتعد هذه المناسبة أكبر تجمع للخبراء والمختصين والاستشاريين في هذا المجال على المستوى العربي.

وتنظم المؤتمر الهيئة السعودية للمهندسين، بالتعاون مع اتحاد المهندسين العرب، وبدعم وزارة المياه والكهرباء، والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، ووزارة التعليم العالي تقديرا للحاجة الملحة لتبادل الخبرات ومواجهة المعوقات بطرق منهجية علمية وتقنية حديثة ومتطورة في مجال كيفية المحافظة على الموارد المائية والبحث عن أنجح السبل في تنميتها لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المياه في الوطن العربي في ظل التحدي الأكبر الذي يواجهه الوطن العربي في الوقت الراهن.

وتعد المياه من أكبر وأهم التحديات التي تواجه الدول العربية لا سيما بعد التوقعات بازدياد التحدي مع مرور الزمن، وذلك نظرا لقلة الموارد المائية الطبيعية المتوافرة، والتكاليف الباهظة لتوفير المياه من مصادر غير تقليدية، مثل التحلية، وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة، وغيرها.

وتنفرد السعودية بنحو 18% من إجمالي القدرة العالمية على تحلية المياه، حيث تقوم شبكة من الأنابيب يزيد طولها على نحو 4.000 كلم، بنقل 55% من الاحتياجات المحلية من المياه العذبة، من محطات تحلية المياه الموزعة على مختلف أرجاء المملكة.

وتعتبر هذه الأرقام مؤشرا بسيطا على حاجة المملكة المتنامية للمياه العذبة، للاستخدام المنزلي والزراعي والصناعي. واستجابة لهذه الأولية الملحة، قامت المملكة بتشييد أكبر محطة تحلية مياه في العالم، وذلك في المنطقة الشرقية من المملكة في (رأس الخير)، ومن المتوقع أن تضخ هذه المحطة الجديدة نحو 1.025.000 متر مكعب من المياه، وأن تولد 2400 ميغاواط من الطاقة الكهربائية.

ويهدف المؤتمر إلى رصد وتقويم التطور المعرفي والتطبيقي في حقل المياه وتقوية الروابط بين الصناعيين والباحثين والأكاديميين في الدول العربية للاستثمار في التنمية والبحوث التطبيقية وتبادل الخبرات والدروس المستفادة والتجارب الناجحة وكذلك تطوير آليات للتنسيق بين المتخصصين والمختصين بشكل عام.

كما يحظى المؤتمر بمشاركة لافتة من عدد من الشركات والمؤسسات والهيئات والقطاعات والجهات الحكومية ذات العلاقة في المملكة، ومختلف الدول العربية، وبحضور نخبة من المختصين والمهتمين بهذا الموضوع الحيوي، ومشاركتهم في فعاليات هذا المؤتمر، من محاضرات، وجلسات عمل، وورش عمل متخصصة، وذلك بإثراء جلساته، ومحاوره بالنقاش والحوار والمداخلات، وكذلك المعرض المهني المتخصص المصاحب.