آل الشيخ يدعو لتحويل معهد الإمام الشاطبي إلى كلية لمعلمي القرآن الكريم

خلال أعمال ملتقى المعاهد العملية القرآنية

جانب من فعاليات الملتقى العلمي في جدة (واس)
TT

دعا الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس المجلس الأعلى للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، إلى تحويل معهد الإمام الشاطبي إلى كلية متخصصة لتخرج معلمين للقرآن الكريم. وقال «حق المعاهد القرآنية ألا تكون معاهد، بل يجب أن تكون كليات».

وطالب في الحفل الخطابي الذي أقيم أول من أمس في محافظة جدة، في أعمال الملتقى العلمي الأول للمعاهد العلمية القرآنية تحت عنوان «مخرجات المعاهد العلمية القرآنية.. الواقع والمأمول»، وتخريج طلاب الدبلومات التعليمية بمعهد الإمام الشاطبي، مسؤولي المعهد والجمعية بالاستمرار في المسيرة كما فعل الأولون، مبينا «اننا لا نزهد في تعليم القرآن أو تعلمه أو البذل فيه، لأن الزهد والملل طبيعة للإنسان، لكن لا ملل ولا زهد في نصرة هذا القرآن والاهتبال فيه وجعل الأوقات له».

وقال آل الشيخ «لا نجاح في عمل إلا بالإدارة الجيدة المتوافرة في جمعيات تحفيظ القرآن الكريم في عموم مناطق المملكة، وفي ذلك نطمح أن تكون هناك نهضة حقيقية بمعاهد تعليم القرآن الكريم، أو بالمعاهد القرآنية عامة سواء كانت لتعليم أو لتخريج معلمين، وأن يكون عندنا خلال عشر سنوات تغيير كبير نوعي إداري في هذا الصدد. حق المعاهد القرآنية ألا تكون معاهد بل يجب أن تكون كليات، لأن الذين يتخرجون بمعنى الكلية يتخرجون منه متخصصين، والمعاهد القرآنية يتخرجون منها متخصصين أيضا، وهي تعطي تخصصا يصل إلى خبرة أصحاب الشهادات العليا ماجستير والدكتوراه».

وشدد على أنه «يجب علينا في جمعيات تحفيظ القران الكريم وفي كل ما يتصل بالدين وبالشريعة وبالأعمال العلمية أن نتجه إلى التخصص الدقيق، خاصة في القرآن، لكي نوفر للأمة غطاء مهما لتعليم القرآن وتعلمه». واعتبر وزير الشؤون الإسلامية أن «من أعظم ما يرغم الأعداء ويقلقهم، وهو من المرابطة بمعناها الواسع، السعي في تعليم القرآن الكريم، وتوسيع حلقاته، وتكثير حملته وحفظته والعالمين بتجويده وتفسيره»، وقال إن معهد الإمام الشاطبي خلال سنواته التسع منح درجة الدبلوم لـ580 من معلمي القرآن الكريم بالقراءات من الرجال والنساء.

وطالب المسؤولين بوضع الدراسات اللازمة، لتحويل المعهد إلى كلية متخصصة تخرج معلمين للقرآن، مبينا أن «هذا النوع لا مثيل له في الكليات الموجودة اليوم، فالكليات تخرج متخصصين في القرآن وفي علوم القرآن وفي التفسير في القراءات، مما يعد فضلا كبيرا وخيرا لهذه الأمة». وشدد على ضرورة تلاقح الأفكار، وأهمية الاطلاع على التجارب في النهوض بالأعمال. وحث القائمين على معهد الإمام الشاطبي وجمعية تحفيظ القرآن الكريم بجدة على الاهتمام بدعم أعمال المعهد والجمعية للنهوض بمستوى المعاهد القرآنية عبر هذا الملتقى الأول العلمي للمعاهد العلمية.

من جانبه، قال الدكتور نوح بن يحيى الشهري، مدير المعهد، إن بناء المعهد كان حلما احتضنته الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة، وزاد «نتشرف اليوم بتخريج دفعتين، الثامنة والتاسعة، بدبلوم إعداد معلمي القرآن، والدفعة الأولى لدبلوم القراءات، وهؤلاء هم بناة المستقبل وثمرة المعهد».

بينما أكد المهندس عبد العزيز حنفي، المشرف العام على الملتقى ورئيس جمعية «خيركم»، أن «السنوات الأخيرة شهدت إقبالا كبيرا من الذكور والإناث والصغار والكبار على تعلم القرآن الكريم وتعليمه رغبة منهم في التحصل على الخيرية التي بشّر بها حبيبنا (صلى الله عليه وسلم)». ثم استعرض فكرة الملتقى والأهداف التي دعت من أجلها الجمعية - ممثلة في معهد الإمام الشاطبي - إلى تنظيمه، مشيرا إلى أن اللجنة المنظمة للملتقى تلقت ستة وعشرين بحثا تم تحكيمها وتقويمها حسب المعايير العلمية المتبعة.

وأعرب حنفي عن أمله في أن يحقق الملتقى أهدافه المتمثلة في تطوير البرامج التعليمية والتدريبية في المعاهد وتطوير كفاءات معلم القرآن الكريم، وتحقيق التكامل بين المعاهد القرآنية واقتراح الحلول للتحديات التي تواجه تلك المعاهد.

على صعيد آخر، أوضح وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، أن عدد المكاتب التعاونية في عموم المملكة العربية السعودية يزيد على 300 مكتب، تؤدي دورا متخصصا، وهي مكاتب أهلية خيرية غير ربحية، ولا تنظم أعمالها جهة حكومية.

واستدرك الوزير لدى حضوره مساء أول من أمس الحفل الذي أقامه المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالعزيزية بمحافظة جدة بمناسبة مرور 20 عاما على تأسيسه، وذلك بمقر الغرفة التجارية، بالقول «لكن الجهة الحكومية تشرف على الأعمال الخيرية بحسب اختصاصات تلك المؤسسات أو المكاتب أو الجمعيات، وهذا يعطينا حصيلة أن هذا الدين النجاح فيه يكون بالتكامل والتعاون».

وجدد التأكيد على أن هذه المكاتب التعاونية تمثل العمود الفقري لعمل الوزارة في الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات، مضيفا «فالدعوة والإرشاد في عمل هذه المكاتب يناط بهما تنظيم الدورات العلمية وتنظيم الملتقيات الترفيهية والدعوة العامة والخاصة لأهل الإسلام وللقطاعات للشباب وللصغار والنساء، وهنا يأتي الدور الكبير الذي نراه قائما في هذه المكاتب».

يذكر أن المكتب الذي يحتضن 45 مركزا نسائيا أنجز مؤخرا من مسيرته الدعوية 1042 درسا ومحاضرة، وأعد 25 حلقة تلفازية (نفح الطيب) تم عرضها في أكثر من 20 قناة فضائية، ونفذ 253 جولة دعوية، وعمل 6700 بنر دعوي، وأكثر من 10 آلاف مصلى متنقل، وقام بـ632 زيارة دعوية لمقرات حكومية، وبلغ عدد المسلمين الذين أشهروا إسلامهم لديه 270 مسلما.

بينما استفاد من فعاليات ملتقى البحر الصيفي 61 ألف مستفيد، كذلك أقام المكتب 46 دورة علمية ومهارية، وأعد 984288 مادة دعوية، واستفاد 90 ألف مستفيد من المسابقة الرمضانية التي ينفذها المكتب، كما استفاد 12 ألف مستفيد من البرامج الشبابية التي ينفذها المكتب، وبلغ عدد الاستشارات الهاتفية النسائية الواردة للمكتب 5140 استشارة.