باحث آثار يسلم الأمير سلطان بن سلمان ألواحا حجرية تعود للعصر العباسي

تجاوبا مع حملة «استعادة الآثار»

الكرت عند تسليمه الآثار للأمير سلطان بن سلمان («الشرق الأوسط»)
TT

قادت حملة استعادة الآثار الوطنية، التي أطلقها الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، مؤخرا، باحثا في الآثار في منطقة الباحة إلى تسليم قطعتين أثريتين، استجابة للنداء الوطني.

وتمثل القطعتان ألواحا وشواهد صخرية، تعودان للعصر العباسي، تتضمن آيات وأدعية بالخط الكوفي الغائر والمورق، سلمهما لرئيس الهيئة إبان زيارته التي قام بها لمنطقة الباحة، بعد أن ظل صاحبها محتفظا بهما قرابة 25 عاما.

وقال عبد الناصر الكرت، الباحث في الآثار، عضو المجلس البلدي بمنطقة الباحة سابقا، إنه تجاوبا مع الحملة التي أطلقتها الهيئة العامة للسياحة للبعد الحضاري للمملكة العربية السعودية، وحملة استعادة الآثار الوطنية، وتلبية لحث الأمير مشاري بن سعود بن عبد العزيز، أمير منطقة الباحة في هذا الجانب، قام بتسليم الألواح الحجرية الأثرية للأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار.

وأوضح أن إحدى اللوحات تمثل شاهدا يؤرخ لفترة قد تعود للعصر العباسي، وقت ازدهار حضارته، مؤكدا أن هذا النوع من الكتابات الكوفية بتلك الصورة انتشر في تلك الفترة، بينما يختلف الحجر الآخر اختلافا بسيطا، والأرجح أنه من موقع آخر، وبيئة مغايرة، بدلالة التكوين الصخري.

وأبان أن هذه الشواهد التي وجدت تماثل ما هو موجود في بعض المواقع الأثرية بقطاع تهامة مثل مدينة عشم، والعصداء، ومسعودة، والخلف والخليف، مشيرا بدور أحمد ربيع الزهراني الذي كان يعمل معلما بمتوسطة الباحة في الكشف عن هذه القطع وذلك قبل خمسة وعشرين عاما تقريبا، بعد أن شاهده ملقى على قارعة الطريق داخل مدينة الباحة، بعد أن نقل من موقعه ورمي دون النظر لأهميته التاريخية والأثرية.

وأشار إلى أن الحجر الآخر قد امتلكه قبل أكثر من 20 عاما تقريبا، من سائق شاحنة كان يحمل الحجر في سيارته، غير مدرك لقيمته وأهميته الأثرية، مؤكدا في ذات الوقت حرصه على حفظه لكيلا يتعرض للضياع.

وقال إنه حصل عليه عندما تعطلت سيارته في الجزء الشرقي من المنطقة، ولفتت انتباهه هذه الكتابة والنقوش، مما دفعه لحمله ليشاهده الآخرون، حيث لم يحدد المكان بالضبط، ومضى قائلا: «وقد قمت شخصيا بوضع هذه الأحجار الأثرية في أحد المتاحف بالمنطقة طيلة الفترة الماضية، لأن الآثار تفقد قيمتها إذا كانت في غير مواقعها أو خارج المتاحف».

ودعا الكرت إلى تعاون الجميع مع هذه الحملة الوطنية وإعادة ما لديهم ودعوة الآخرين للتفاعل مع هذه المبادرات الكريمة، مشيرا إلى أن الآثار هي الوثيقة الحية والصادقة التي نقرأ من خلالها التاريخ الصحيح، فهناك الآثار المادية - الظاهرة والمطمورة - التي تحتاج إلى البحث والتنقيب من قبل المختصين، وهناك الآثار الثابتة والمنقولة.