«كليجا بريدة».. شرب وأكل وقبل ذلك صنعة تعز الأسرة وتحميها من ذل السؤال

زاره وكلاء إمارات المناطق ونوهوا بدعمه للأسر المنتجة

وكلاء الإمارات لدى زيارتهم مهرجان الكليجا الرابع في بريدة
TT

ما إن تخطو بقدميك على عتبات أرض مهرجان الكليجا الرابع ببريدة، حتى تستقبلك روائح الطبخ ورائحة الدسم «والزفر» التي تخيم على الجو، وترسم كرنفالا بروائح الأطعمة الشهية التي جهزتها أياد وسواعد أمهات وبنات الوطن.

وفي هذه الحالة، يتبادر إلى ذهنك ما الجدوى من عمل البوفيهات وأكشاك الطبخ والنفخ في مركز ميدان الملك خالد الحضاري، بوصفه أحد أبرز المعالم الحضارية لمنطقة القصيم ومدينة بريدة تحديدا؟

الجواب على تساؤل كهذا يمسك زمامه عبد الرحمن السعيد، نائب المدير التنفيذي لمهرجان كليجا بريدة 33، موضحا أن لجنة مهرجانات مدينة بريدة بوصفها الجهة الإشرافية على جميع مهرجانات المدينة، تسعى وبشكل حثيث إلى إيجاد الجدوى الاقتصادية التي تعزز من الاكتفاء المالي الذاتي لجميع الأسر المشاركة أو حتى الراغبة بالاستفادة، من خلال الاستكشاف والتجريب والمحاكاة للأسر والمشاريع الناجحة.

ويشدد السعيد على أن الغايات متعددة، والطموحات كبيرة، لتحقيق الهدف المنشود من مثل تلك المهرجانات، وما سعي القائمين والمنظمين على خلق الفرص وتهيئة الأجواء، إلا إنجازا لحرص ومتابعة أمير المنطقة الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز، ونائبه الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز، على توسيع نطاقات وفرص العمل للفرد والأسرة السعودية.

وأشار إلى أن التوجه العام، والاهتمام الكبير الذي توليه كل الوزارات المعنية، وعلى رأسها وزارة العمل، في إيجاد الحاضن الصحي والآمن للاستقرار الوظيفي والإنجاز المهني لكل المواطنين والمواطنات، بات محفزا أولا لخطط وترتيبات أي مشروع وبرنامجا تسويقيا وسياحيا تنهض به الجهات الحكومية والأهلية المعنية، وذلك امتثالا للنهج الواضح الذي وضع شارة بدايته خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، في تأكيده أكثر من مرة على أن المواطن السعودي هو الأساس والمعني الأول بخطط التنمية وبرامج الدولة التطويرية.

وبين أن الوصول إلى إدراك المجتمع ووعيه المقصد النبيل من إقامة مثل تلك المهرجانات، المتمثل في توفير الصنعة وتأهيل الحرفة لتكون صمام أمان يعز الأسرة المنتجة ويكفيها ذل السؤال، هو التوقيع الحقيقي على نجاح الرسالة العظمي للمهرجانات التي تعيشها أرض القصيم كل عام.

عدد من وكلاء إمارات المناطق زاروا المهرجان الذي يواصل فعالياته في مركز الملك خالد الحضاري في مدينة بريدة، حيث تعرفوا على أروقة المهرجان وفعالياته اليومية وما تقدمه الأسر المنتجة من مأكولات شعبية وحرف يدوية.

وقال حامد الشمري، وكيل إمارة منطقة الباحة: «إن ما شاهدناه في المهرجان يثلج الصدر ويعكس حرص إمارة القصيم والمسؤولين فيها والجهات المنظمة على إتاحة الفرصة للأسر المنتجة لعرض ما لديهم من منتجات وإبداعات».

وأضاف أن «جمعية (حرفة)» أصبح لها صدى وصيت عند المسؤولين وعامة الناس وخاصتهم، وبلا شك نحن نشجع مثل هذه الأعمال التي تدفع الأسر المنتجة للاعتماد على أنفسهم، والحصول على دخول مادية تحقق لهم الرفاهية والخير إن شاء الله تعالى.

وعن مقترح تدوير مثل هذا المهرجان أوضح الشمري «أنه، وبتوجيه من أمير منطقة الباحة، فقد تم سابقا إرسال مجموعة من أبناء المنطقة للاطلاع على تجربة الإخوة في منطقة القصيم في هذا المجال، ونحن حريصون على تبني مثل هذا المهرجان».

في حين أشار سعد البقمي، وكيل إمارة منطقة حائل، إلى أن ما شاهدوه يدل على حرص إمارة المنطقة والمسؤولين فيها على إيجاد فرص وظيفية لأبنائها، وقال: «عرفنا خلال الجولة أن قرابة 300 أسرة منتجة تعمل فيه وتضمن لها دخلا كريما»، ورأى أن المهن اليدوية في حال عدم تنميتها وتشجيعها فإن الإقبال عليها يكون قليلا وقد يندثر أحيانا، ولكن بالدعم والتشجيع وتهيئة المكان لها فإنها تستمر وتدفع بهذه الأسر إلى الكف عن السؤال.

من جانبه، قال سليمان الجريش، وكيل إمارة المدينة المنورة، إن الجهود في المهرجان واضحة جدا، وكنت قد عرفت عنه عبر وسائل الإعلام، ولكن لم أتخيل أنه بهذه الصورة الممتازة والجميلة، فقد شاهدنا فيه تفاعلا وحراكا كبيرا أعطى صورة جيدة لعملية تسويق الإنتاج والأخذ بأيدي السر المنتجة.

وقال: «وقفنا على بعض الحالات المدعومة من الضمان الاجتماعي والصناديق، وكذلك فكرة استخدام التقنية وتسويق (الكليجا) والمنتجات الشعبية إلكترونيا»، مضيفا أنه «يحسب لمنطقة القصيم تبنيها التسويق الجيد للمنتجات الشعبية، التي تصل إلى كل مناطق المملكة».

ورحب الجريش بفكرة التعاون بين الأسر المنتجة في المناطق لأن «المنتجات تكون أقوى وأكبر، ويكون التسويق أشمل، كما أن ذلك سيحدث نوعا من تبادل الخبرات للأسر المنتجة وتحسين طريقة التسويق، وكلما كان هناك تعاون في المناطق المتشابهة في الإنتاج يكون أقوى للتسويق وأكثر قدرة على عكس صورة عن المملكة العربية السعودية بشكل عام».