«الأرصاد»: العالم العربي يخسر 22 مليار دولار في 4 عقود بسبب الكوارث وضعف الاهتمام بالبيئة

بينما تتحضر مدينة جدة لاحتضان منتدى خليجي ـ دولي ضخم عن البنية التحتية وتأثيرها على البيئة

تحذيرات من خسائر بيئية بسبب الكوارث وضعف الاهتمام بالبيئة (واس)
TT

بينما تتحضر مدينة جدة لاحتضان منتدى خليجي - دولي ضخم للوقوف على أوضاع البنية التحتية وتأثيرها على البيئة، أكد أمس الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز، الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة رئيس جمعية البيئة السعودية، أن العالم العربي خسر خلال العقود الأربعة الماضية من جراء الكوارث وضعف الاهتمام بالبيئة نحو 22 مليار دولار.

وأوضح المسؤول عن ملف الأرصاد وحماية البيئة في السعودية، في تصريح صحافي أمس، يسبق انطلاق المنتدى الخليجي الدولي للبنية التحتية وتأثيرها على البيئة، الذي تنطلق فعالياته في 21 صفر الحالي: «إن المملكة ليست بمعزل عن العالم في قضايا البيئة، فخسارة العالم العربي خلال العقود الأربعة الأخيرة، جراء الكوارث بسبب ضعف الاهتمام بالبيئة، بلغت 22 مليار دولار، وفق تقرير دولي حول الأخطار الطبيعية والكوارث غير الطبيعية أعدته جامعة الدول العربية بالتعاون مع البنك الدولي والأمم المتحدة، مبرزا أهمية اتخاذ تدابير وقائية تتسم بالكفاءة من شأنها تقليل حجم الخسائر، ومن ذلك رفع الوعي والثقافة البيئية في المجتمعات العربية». وأضاف: «إن حجم الخسائر جراء الكوارث الطبيعية والبيئية لم يقف عند حدود العالم العربي، بل تجاوزه للعالم كله، الذي تكبد خسائر تصل إلى 350 مليار دولار عام 2011م، وفق دراسة لإحدى شركات التأمين السويسرية».

وأكد الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز أن «البرنامج الوطني للتوعية البيئية والتنمية (بيئتي - علم أخضر وطن أخضر بالمشاركة تحلو الحياة) سيوفر من الميزانية التي تصرف في مجال الصحة والاقتصاد والبيئة في المملكة العربية السعودية الكثير»، مشيرا إلى أن هذا التوفير يمكن توجيهه إلى نشاطات أخرى أكثر نفعا للمواطن والوطن.

وأوضح: «إن جمعية البيئة السعودية حرصت على الأخذ بمفهوم المحافظة على البيئة من منطلق الدين الإسلامي الحنيف، وتطبيقا للنظام العام للبيئة الصادر بقرار مجلس الوزراء، من أجل تحقيق التنمية المستدامة وتعميق ذلك الفهم على كل المستويات، لضمان المشاركة الفعالة من قبل مختلف شرائح المجتمع في صون وحماية البيئة»، مضيفا أن تأسيس جمعية البيئة السعودية مكمل لهذه الجهود.

وأضاف: «إن الجمعية مؤسسة وطنية لا ربحية، تهدف إلى تنمية البيئة السعودية وتحسين أوضاع البيئة في مختلف المحافظات، وتشجيع العمل التطوعي لخدمة قضايا البيئة، إضافة إلى تعزيز السلوكيات والكفاءات البيئية، وتطوير البرامج التوعوية، بغية إحداث نقلة نوعية داخل المجتمع حيال البيئة، وأن تكون الجمعية مركزا بيئيا نموذجيا في نهاية العام الحالي 1433هـ».

من جهته بين الأمير نواف بن ناصر بن عبد العزيز، نائب رئيس جمعية البيئة السعودية والمدير التنفيذي للبرنامج الوطني للتوعية البيئية والتنمية المستدامة تحت عنوان «علم أخضر وطن أخضر»، أن البرنامج يهدف إلى الوصول إلى ثقافة بيئية تبدأ من روح المجتمع وأبنائه، سواء في ما يتعلق بالمحافظة على البيئة، من حيث الصحة العامة، إلى القضايا الأكثر أهمية، كإدارة تدوير النفايات والتغيير المناخي وتأثير التلوث الهوائي، والبيئة البحرية والساحلية، والتسوق البيئي وترشيد الاستهلاك والصحة والبيئة. وأضاف: «إن البرنامج يهدف إلى تبادل الأفكار والآراء لتنفيذ الفعاليات والبرامج التي من شأنها زيادة الوعي والارتقاء بمستوى البيئة للأجيال المقبلة»، مشيرا إلى الدور المهم والفاعل الذي يمكن أن تقدمه وزارة التربية والتعليم في تقديم نموذج متفرد لبث وغرس ثقافة العمل البيئي بين طلاب وطالبات المدارس الذي يمثل شريحة كبيرة من المجتمع بجميع فئاته العمرية، من خلال تبني الوزارة لبرنامج الحس البيئي الذي يعد أحد أهم أدوات البرنامج الوطني البيئي. وبين أن «التعاون ينطلق من تأكيد أهمية المسؤولية الاجتماعية للحفاظ على البيئة، مما يسهم في إيجاد أجيال لديها الوعي الكامل للمحافظة على البيئة».

إلى ذلك أوضحت الدكتورة ماجدة أبو رأس، نائبة المدير التنفيذي المكلف لجمعية البيئة السعودية، أن برنامج «علم أخضر وطن أخضر» سيدخل هذا العام مرحلته الثانية، مفيدة بأن مدة تحقيق البرنامج الوطني للبيئة حددت بعشر سنوات مقسمة على 3 مراحل.