جدة: أكثر من 150 أصم وصماء تم توظيفهم في الشركات منذ 2003 حتى الآن

تأكيدات على انتهاء إشكالية الرواتب «المتدنية» المخصصة لهم

نادي الصم النسائي أقام دورات متخصصة لمنسوباته تفيد في ترقيهن السلم الوظيفي («الشرق الأوسط»)
TT

كشف مصدر مسؤول في نادي الصم النسائي بجدة، لـ«الشرق الأوسط»، عن تجاوز عدد الصم الذين تم توظيفهم في القطاعات الخاصة أكثر من 150 على مستوى مدينة جدة، وذلك منذ انطلاق أعمال النادي عام 2003 وحتى الآن.

وأكدت فايزة نتو، رئيسة نادي الصم النسائي في جدة، على انتهاء إشكالية الرواتب المتدنية التي كانت تمنح للصم في القطاعات الخاصة، وذلك بعد امتناع صندوق تنمية الموارد البشرية عن دعم أي شركة من شأنها أن تقر راتبا يقل عن 3 آلاف ريال للأصم الموظف لديها. وقالت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لا يزال الصم يجهلون أهمية قراءة العقد الوظيفي الذي يقدم إليهم من قبل الشركات قبيل توظيفهم، إضافة إلى عدم وصولهم حتى الآن لمناصب عليا في أعمالهم، مما دفع بنا إلى تنظيم دورات (الموظف المحترف) التي تفيدهم في هذا الجانب».

يأتي ذلك في وقت أنهى فيه نحو 50 أصم، من بينهم 40 فتاة صماء، دورة «الموظف المحترف» أول من أمس والتي استضافتها لأول مرة شركة «أرامكو» السعودية، بحضور نبيل باعشن مدير شؤون «أرامكو» في المنطقة الغربية، وعادل عريف رئيس مجلس إدارة نادي الصم، إلى جانب كل من فايزة نتو ومحمد القحطاني مدير نادي الصم بجدة.

وتهدف تلك الدورة التي استمرت لمدة ثلاثة أيام متتالية، إلى تأهيل ذوي الإعاقة السمعية لسوق العمل، وتعريفهم بمفهوم مهارات الحياة اليومية ومجالاتها وتوزيعها حسب معدل النمو الطبيعي، فضلا عن التعرف على الأدوات والتجهيزات ذات العلاقة، وأهمية التدريب على لغة الإشارة وكيفية تقويم استخدام الأفراد.

وبالعودة إلى رئيسة نادي الصم النسائي في جدة، أشارت إلى أن البرنامج تضمن عدة دورات تمثلت في تأهيل المعاقين سمعيا لسوق العمل، ومهارات تكسبهم ثقة بأنفسهم، مبينة أن النادي يهدف من خلال التعاون إلى تثقيف المشاركين وتعريفهم بالحقائق في مجال الإعاقة السمعية، وتدريبهم على قراءة تقارير العمل وتصنيف الحالات إلى ضعاف سمع، وصم (جزئيا وكليا)، فضلا عن تثقيفهم بعقد العمل وشرح حقوق المعاقين لكل منهم، وكذلك خصائص الأفراد ذوي الإعاقة السمعية.

واستطردت في القول «يشمل البرنامج أيضا البدائل التربوية للأفراد من هذه الفئة، وتثقيف المشاركين بمفهوم ومهارات التعرف والتنقل، وأهم خصائص ذوي الإعاقة السمعية، إضافة إلى أهمية تقويم مهارات ضعاف السمع وتعليمهم».

ولفتت إلى أن نادي الصم سيسعى إلى توظيف المشاركين في الدورة من غير الموظفين في ظل وجود شركات تقدمت للنادي بطلبات لتوظيفهم، موضحة في الوقت نفسه أن دورات «الموظف المحترف» سيتم تنظيمها في عدد من مناطق السعودية خلال الفترة المقبلة.

وفي ما يتعلق بمساهمة النادي في توظيف ذوي الإعاقات السمعية على مستوى المملكة، أفادت فايزة نتو بأن نادي الصم متخصص حاليا بمدينة جدة، مرجعة سبب ذلك إلى عدم وجود قاعدة بيانات واضحة بشأن ذوي الإعاقات السمعية الموجودين خارج جدة.

وكانت رئيسة نادي الصم النسائي في جدة قد أكدت في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط» على أن مشروع التكاتف الخيري الذي يرأسه الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة منع استغلال تلك الفئة في التوظيف الوهمي، خاصة أنه لا يعطي أي معلومات عن الصم للشركات إلا بعد تسلم القائمين عليها خطابا رسميا يوضح راتب الموظف وتأمينه الصحي والاجتماعي ومسمى الوظيفة، عدا توعية أهالي الصم بتوقيع العقود الوظيفية بعد دراستها. وقالت آنذاك لـ«الشرق الأوسط»: «إن ذلك يضمن عدم استغلال أصحاب الإعاقات في التوظيف الوهمي، ورفض توظيفهم من المنزل إلا إذا كانت طبيعة العمل تقتضي ذلك، مع مراعاة التشديد على الصم لرفع شكوى رسمية لإدارة المشروع في حال استغلالهم بشكل وهمي».

وأكدت على دعم مكتب العمل لتوظيف هذه الفئة، وذلك من خلال إرسال مندوبين لرصد الشكاوى في المنشآت، موضحة أن إحدى الشركات الكبرى في جدة فصلت ما يقرب من 7 موظفين من الصم، غير أنه تمت إعادتهم على رأس العمل بعد التحقيق مع المسؤولين في الشركة من قبل مكتب العمل.

في حين، أعلن لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق مصدر مسؤول في وزارة الخدمة المدنية عن اعتماد الوزارة لوظائف مترجمي لغة إشارة، وذلك ضمن وظائف الشؤون الاجتماعية التابعة للوظائف الثقافية والاجتماعية في المراتب الوظيفية من الثالثة وحتى العاشرة. وتشمل تلك السلسلة الوظائف التي تتعلق بالترجمة بلغة الإشارة إلى اللغة العربية والعكس من وإلى الشخص الأصم الذي لا يفصح عن مراده في الكلام إلا بلغة الإشارة، وذلك من أجل التواصل مع المجتمع، وحفظا لحقوقه والقيام بالأعمال الأخرى ذات العلاقة بهذا المجال.

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» حينها عبد العزيز الخنين، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخدمة المدنية، أن وظيفة «مترجم لغة إشارة» معتمدة وموجودة في دليل توصيف الوظائف، مؤكدا أن الوزارة جاهزة لأي طلب تتقدم به الجهات والمنشآت لشغل تلك الوظيفة.

وقال في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»: «يعتمد تحديد رواتب تلك الوظيفة على المؤهل التعليمي، إضافة إلى أنه ليس بالضرورة أن يتم شغلها بالتعيين، وإنما من الممكن أن يكون بالنقل من وظيفة معينة إلى مترجم لغة إشارة وفق قدرات الموظف».

وأشار إلى أن المرتبة الثالثة يشغلها من لديهم شهادة الكفاءة المتوسطة مع القدرة على الترجمة بلغة الإشارة، فيما تشمل المرتبة الخامسة حاملي شهادة الثانوية العامة أو ما يعادلها مع القدرة، أو دبلوم عوق سمعي لا تقل مدته عن سنة بعد الثانوية العامة أو ما يعادلها، بينما يشغل المرتبة السادسة أصحاب الدرجة الجامعية في التربية الخاصة «مسار عوق سمعي».

وحول الضوابط التصنيفية الخاصة بسلسلة فئات وظائف مترجمي لغة الإشارة، أفاد بأن تلك المسميات الوظيفية تستحدث في الأجهزة الحكومية وفقا لعدد الموظفين أو الدارسين فيها أو المراجعين لها من الصم. وزاد في رد على حجم استيعاب سوق العمل لهذه الوظائف قائلا «لا يمكن تحديد ذلك نتيجة اختلاف احتياج الجهات والمنشآت لوجود مترجمي إشارة للعمل لديهم، إلا أن الوزارة مستعدة لمثل تلك الطلبات».

يشار إلى أن نادي الصم النسائي بجدة كان قد نظم خلال شهر سبتمبر الماضي دورة «الموظف المحترف» التي استهدفت في ذلك الوقت ما يقارب 20 فتاة صماء لاقتحام سوق العمل بشكل احترافي.