«الأسبوع الميت» في التعليم.. من قتله وشيع جنازته؟

محاولات جادة لإنعاشه والوزارة تلوح بـ«السلوك والمواظبة»

TT

أعلن كثير من المدارس في السعودية «وفاة» الأسبوع الأخير قبيل الاختبارات النصفية، معتبرة بشكل غير رسمي أنها الأبواب قد أحكم إغلاقها وأن عقارب ساعات التعليم توقفت دقاتها.

الإجازات القصيرة التي تخللت المسيرة التعليمية في مدارس السعودية كانت «حاتمية» في عطائها، حيث اضطر كثير من المدارس قسرا لتعليق الدراسة في الأسبوع الأخير قبيل الاختبارات بحجة أن أروقتها لم تشهد وجود فلذات الأكباد عليها.

محاولات الإنعاش المتواصلة نحو إنقاذ الأسبوع الميت فشلت، برأي تربويين، حيث تجد برنامجا تربويا لاحتواء الغياب الذي أرخى سدوله بشكل كامل على غالبية المدارس في السعودية، مبينين أن مشاهد الغياب باتت «بروتوكولا» تعارف عليه معظم المدارس في السعودية.

من قتل الأسبوع الميت؟ سؤال انبرت للإجابة عنه وزارة التربية والتعليم على لسان الدكتور إسماعيل آل مفرح، مدير إدارة الإرشاد النفسي، الذي أكد أن الأسبوع الذي تليه الاختبارات ينبغي أن يكون أسبوعا مماثلا للأسابيع التقليدية الاعتيادية في جميع المدارس في السعودية.

وأفاد آل مفرح بأنه «أسبوع دراسي ونرفض كتربويين إطلاق تسمية (الميت) عليه، ولم ترد لوائح لغيابه أو من هذا القبيل»، عازيا أسباب الغياب في هذا الأسبوع إلى أن كثيرا من الطلبة والطالبات لديهم شعور بأن هذا الأسبوع ينبغي الغياب فيه، وأن ليس في هذا الأسبوع مظاهر جدية.

وخاطب رئيس قسم الإرشاد النفسي المعلمين بضرورة توزيع المناهج الدراسية حتى آخر يوم من أيام الفصل الدراسي الأول، بحيث يتم تلافي ما يعرف بـ«الفجوة»، وبالتالي يجب صيرورة العمل الدراسي حتى ولو كان في حضور رهط قليل من الطلاب.

وحول العقوبات اللازم فرضها على الطلاب والطالبات المتغيبين، أشار آل مفرح إلى «ضرورة استخدام قواعد تنظيم السلوك والمواظبة، بحيث يتم الحسم على الطلاب من درجات السلوك والمواظبة، بمعدل درجتين لكل يوم دراسي.

وأشار مدير عام الإرشاد النفسي إلى ضرورة إشعار المدارس أولياء الأمور بوجوب أن تتم عملية الحضور، ومدى الآثار السلبية التي قد تنتج جراء مظاهر الغياب، بالإضافة إلى إشراك وسائل الاتصال المختلفة بهدف خلق جوانب توعية تهدف إلى انحسار تلك الظاهرة.

وحذر فهد اليوسفي، أستاذ العلوم التربوية وعلم النفس الأسري في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، من أن «كمية الأسابيع التي يتغيب عنها الطلاب والطالبات في المدارس السعودية تعني فقدان كمية كبيرة وواسعة من العملية التربوية والتعليمية التي نحتاج فيها إلى كل ثانية في ظل غياب واسع تلمحه الأبصار لأركان العملية التعليمية وعلى رأسها الطلاب والطالبات».

وأفاد أستاذ العلوم التربوية، أن غياب المدارس والعملية التعليمية في هذا المضمار يكبد الساحة التربوية خسائر تعليمية فادحة لا يعلم قيمتها إلا الشعوب المتقدمة التي جعلت من ثوانيها ودقائقها معيارا قويا للتقدم.

من جانبه، رفض الدكتور سعيد الجريسي، مدير تعليم محافظة مهد الذهب، تسمية الأيام التي تسبق الاختبارات النهائية بـ«الأسبوع الميت»، قائلا إن مفردات «أيام وأسابيع ميتة» غير موجودة في قاموس التعليم، وإن العمل في المدارس مستمر حتى موعد الاختبارات النهائية.

من جهته، وصف المعلم محمد الحربي الأسبوع الأخير الذي يسبق اختبار الفصل الدراسي الأول أو الثاني بـ«الأسبوع الميت»، وبرر الحربي وصفه بـ«الواقع» الذي تنكره الوزارة وترفض الاعتراف به.