كرسي «منهج الاعتدال» يطوي عامه الثاني بندوة و9 بحوث ومسابقتين عالميتين

20 ألف شخص تقدموا لجائزتي «الاعتدال الإلكتروني» و«مقال في الاعتدال»

صورة أرشيفية للأمير نايف وهو يتحدث في ندوة «منهج الاعتدال» في جامعة الملك عبد العزيز العام الماضي
TT

أعلن كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي، وهو يطوي عامين من عمره، عن تحقيق مخرجات بحثية علمية مميزة مدعومة ببرامج وأنشطة في شتى المجالات، أحدثت ولأول مرة حراكا داخليا وخارجيا حيال تقديم «منهج الاعتدال السعودي» نموذجا ناجحا للدولة الإسلامية المتمسكة بالقيم، والمنفتحة على المكتسبات العلمية والحضارية للعصر فيما لا يتعارض مع جوهر الإسلام وقيمه.

وأوضح سعيد بن مسفر المالكي، المشرف الإداري على كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال، أن الكرسي دأب خلال العامين الماضيين على تنفيذ برنامج بحثي لتأصيل هذا المنهج سياسيا، واقتصاديا، وتاريخيا، واجتماعيا، وثقافيا، وتنفيذ برنامج توعوي لنشر ثقافة الاعتدال في المجتمع عامة وبين فئات الشباب خاصة.

وذكر المالكي أن البرنامجين البحثي والتوعوي يتقاطعان للحصول على مجموعة من النتائج في مقدمها نشر ثقافة الاعتدال وحصر التيارات التي تدعو إلى التطرف والغلو والتغريب، وتنمية شعور المواطنة وزيادة قوة الانتماء الوطني، وتعزيز وإيضاح الصورة الحقيقية والواقعية عن المملكة وتشريعاتها ونظمها داخليا وخارجيا في ضوء سياسة الاعتدال التي تنتهجها.

وكان الأمير خالد الفيصل اختتم نشاط الكرسي العلمي هذا العام بمحاضرة قدمها مؤخرا في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، جدد فيها التأكيد على أن المملكة ومنذ تأسيسها قدمت الأنموذج الأمثل تاريخيا في تطبيق منهج الاعتدال كما مارسته في سياساتها الخارجية والداخلية وصولا إلى المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية.

ونال الكرسي العلمي في بداية انطلاق نشاطه دعما كبيرا تمثل في حضور الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، للندوة الكبرى والمعرض المتخصصين اللذين استضافتهما جامعة الملك عبد العزيز في جدة، بوصفها الجهة الحاضنة لأعمال وبرامج وأنشطة الكرسي. ومثلت الندوة والمعرض حينها روافد مهمة من خلال رؤى ومقترحات ودراسات قدمها نخبة من أصحاب الفكر والثقافة والمعرفة، وتناولت محاور عدة في تأصيل منهج الاعتدال بشكل أكثر علمية وتخصصا.

ويوضح مسفر المالكي أن كرسي الأمير خالد الفيصل توج أعماله خلال العامين الماضيين حيال التأصيل العلمي لمنهج الاعتدال بالبدء في تنفيذ تسعة بحوث علمية وقع عقود تنفيذها وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي البروفسور عدنان بن حمزة محمد زاهد.

وبين أن الكرسي يخطط منذ إنشائه إلى تحقيق مجموعة من المخرجات العلمية لتأصيل الاعتدال تشمل موسوعة شاملة مبنية على أسس علمية ومصممة بطريقة عصرية وجذابة، وثانيا دراسات علمية قيمة ورصينة في مختلف محاوره لتصبح مرجعا علميا موثقا للتطبيق العملي والتخطيط المستقبلي، بالإضافة إلى برنامج ثقافي توعوي مستمر في المجتمع، ورابعا منهج دراسي لبرامج التعليم العام والعالي، وخامسا منهج للأنشطة اللاصفية في برامج التعليم العام والعالي.

ولتحقيق الهدف الثاني المتمثل في تنفيذ برنامج توعوي، اتجه كرسي الأمير خالد الفيصل إلى الأنشطة الميدانية للوصول إلى أكبر شرائح المجتمع، واختار لذلك قطاع المعارض، كما لم يغفل أهمية دور الأفلام الوثائقية والمسابقات الثقافية في تحقيق أهداف البرنامج التوعوي لنشر ثقافة الاعتدال، فأنتج فيلما خاصا عرضته القناة السعودية «الأولى».

كما أطلق مسابقات مؤلف المستقبل والاعتدال الإلكترونية، ومقال في الاعتدال، مشيرا إلى أن مسابقتي الاعتدال الإلكترونيتين ومقال في الاعتدال حظيت بمتابعة ومشاركة واسعة، حث تقدم لها 20 ألف متقدم من مختلف أنحاء العالم، تأهل منهم أكثر من ثلاثة آلاف مشارك إلى المرحلة النهائية إضافة إلى 600 مشارك في المسابقة الثانية من مختلف الدول العربية حكمت مقالاتهم بواسطة لجنة علمية متخصصة، وساهم في انتشار المسابقتين خطة إعلامية تمثلت في إرسال مليون بريد إلكتروني داخل المملكة وخارجها وتوزيع 200 ألف مطوية، فضلا عن نشر تفاصيلها على مواقع التواصل الاجتماعي («فيس بوك» و«تويتر») ومواقع إلكترونية عدة.

ولأن فئة الشباب هي المحور الرئيسي لأنشطة البرنامج التوعوي، نفذ الكرسي العلمي توجيهات الأمير خالد الفيصل بإنشاء ناد للشباب، لتحويل هذه الفئة إلى عناصر فاعلة ومشاركة في بناء المجتمع وتنميته عبر إتاحة الفرصة لهم بأن يكونوا مسؤولين ومشاركين في صناعة التنمية وزيادة معدلاتها.

وقال إن الأمير خالد الفيصل أضاف بعدا آخر لنشاط كرسي الاعتدال، بمحاضرة قدمها في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة مؤخرا، وكرر فيها موقفه السابق الداعي إلى ضرورة تأصيل منهج الاعتدال السعودي بكل جوانبه، والتصدي لمحاولات اختطاف المجتمع يمينا أو يسارا عن وسطية الإسلام التي تأسست عليها الدولة السعودية.

وشدد الأمير خالد الفيصل في محاضرته على أن «منهج الاعتدال السعودي» منهج لأنه ثابت، وهو اعتدال بمعنى التزام العدل الأقوم، والحق الوسط بين الغلو والتنطع، وبين التفريط والتقصير، مؤكدا أن موقفه من وصف الاعتدال بـ«السعودي»، لأن المملكة انفردت على الساحة الإسلامية ببناء دولتها على شرع الله وحده في الكتاب والسنة.