جدة: الاستعانة بـ1200 ضابط وفرد لمواجهة مخاطر الأمطار والسيول

«الأرصاد» تتوقع انتهاء موسم المطر في منطقة مكة المكرمة بنهاية يناير الحالي

380 آلية مختلفة جهزتها فرق الدفاع المدني في مراكز الإسناد واعتمدها الأمير مشعل بن ماجد قبل 10 أيام (تصوير: عبد الله آل محسن)
TT

كشف لـ«الشرق الأوسط» مصدر مسؤول في المديرية العامة للدفاع المدني بجدة، عن استعانة جهازه بنحو 1200 كادر بشري ما بين ضباط وأفراد من مختلف المناطق الأخرى، لينضموا إلى 1300 آخرين من الكوادر الأساسية في مدينة جدة، لافتا إلى أن هؤلاء يقومون بجولات على مدار الفترتين الصباحية والمسائية لتحديد مهامهم منذ وقت مبكر.

يأتي ذلك في وقت أكد فيه لـ«الشرق الأوسط» حسين القحطاني، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، استمرار فرصة تكون السحب وهطول الأمطار على منطقة مكة المكرمة حتى نهاية شهر يناير (كانون الثاني) الحالي.

وقال في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»: «شهدت المنطقة العام الماضي أمطارا في شهر يناير أيضا، غير أن الفترة المسماة بـ(المطيرة) عادة ما تبدأ بدخول شهر نوفمبر (تشرين الثاني) لتستمر حتى نهاية يناير من كل عام»، لافتا إلى أن مرحلة هطول الأمطار تتأخر في كل عام عن الذي قبله.

وللمرة الأولى في تاريخ كارثة جدة بنسختيها الأولى والثانية، تعلن الجهات المعنية استعداداتها المبكرة لموسم أمطار هذا العام، وذلك بتقسيم الدفاع المدني للمنطقة إلى 16 مربعا، يحوي كل واحد منها مركز إسناد مجهزا، حيث باشرت أعمالها منذ بداية الشهر الماضي، إلى جانب اعتماد خطط الأمطار من قبل الأمير مشعل بن ماجد، محافظ جدة، قبل نحو 10 أيام.

وذكر العميد عبد الله الجداوي، مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة، أن تقسيم المنطقة إلى مربعات جاء نتيجة دروس وصفها بـ«المستفادة» من الكارثتين السابقتين، والمتعلقة بصعوبة وصول فرق الدفاع المدني إلى بعض المناطق أثناء الأمطار.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «توجد مراكز الإسناد الآن في كل مربع من المربعات التي من ضمنها مخطط الفهد الواقع خلف هيئة المساحة الجيولوجية، وأبرق الرغامة، والحرازات، والمنتزهات، والإسكان الجنوبي، إلى جانب منطقة كيلو 14»، معتبرا تلك المواقع تعد حرجة يصعب الوصول إليها أثناء الأمطار.

وأشار إلى أنه تم تحديد نحو 25 تقاطعا ومحورا رئيسيا في جدة، وذلك بالتعاون مع كل من إدارة المرور وأمانة محافظة جدة، خصوصا أن تلك التقاطعات كانت تشهد إشكاليات كبيرة خلال الأمطار العامين الماضيين والمتمثلة في تعطل المركبات بها إثر دخول المياه إليها، ومن ثم توقف الحركة المرورية بالكامل فيها.

وأضاف: «تنص الخطة على وجود كل من فرق الدفاع المدني والمرور والدوريات الأمنية في هذه التقاطعات وقت هطول الأمطار، تحسبا لأي طارئ يستدعي التدخل من سحب سيارات أو إنقاذ أو غيره».

وكانت مدينة جدة قد دخلت قبل يومين في تحد جديد بالإعلان عن طرح 10 مشاريع ضمن الحلول الدائمة لمعالجة مياه الأمطار والسيول فيها على شركات منافسة عقب اكتمال مشاريع الحلول العاجلة نهاية العام الماضي.

وتأتي تلك المشاريع بعد إنجاز مشاريع سابقة «عاجلة»، تحسبا لأمطار الموسم الحالي، وخوفا من تكرار النسخة الثالثة من الكارثة، حيث تمكنت الجهات المنفذة من إنهاء هذه المشاريع في وقت اعتبرته «قياسيا» و«غير مسبوق»، تمثل في نحو 6 أشهر تضمنت الفترة الزمنية لهدم أحياء وإزالتها وإقامة مجار للسيول، فضلا عن مشاريع متفرقة في عدد من أحياء جدة تركزت معظمها في الجهات الشرقية التي تعيش الخطر الأكبر جراء السيول.

وفي السياق ذاته، أعلن الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة الفرعية لمشروع معالجة مياه الأمطار وتصريف السيول، يوم الجمعة الماضي، بدء طرح منافسة مشاريع الحلول الدائمة على 13 شركة محلية وعالمية تأهلت للمنافسة على تنفيذها.

وأفاد حينها بأن تلك الحلول الـ10 الدائمة تتمثل في إنشاء 6 سدود، ورفع الطاقة الاستيعابية لقنوات مجاري تصريف السيول، وإنشاء قناة جديدة للتصريف، مؤكدا أن طرح هذه المشاريع يأتي بعد أن تم إنجاز العاجلة منها في الوقت المحدد لها.

وفي ما يتعلق بالاستعدادات لموسم الأمطار الحالي، أجاب الأمير خالد الفيصل قائلا: «تشمل تلك الاستعدادات انتهاء أمانة جدة من إنشاء 5 سدود، اثنان منها في وادي مثوب، بينما تقع البقية بوادي قوس، فضلا عن تجهيزها بصافرات إنذار، وتجهيز 16 مركزا للإسناد والطوارئ مدعومة من مديرية الدفاع المدني بالوحدات البشرية والمعدات التي تغطي كل الأحياء، إضافة إلى تأسيس وتجهيز مركز مؤقت لإدارة الأزمات والكوارث بمقر إمارة منطقة مكة المكرمة في جدة».

ولأن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، فقد أطلقت كل الجهات التنفيذية صافرة البدء في الاستعداد والانتشار على أرض الواقع منذ وقت مبكر جدا مقارنة بالعامين الماضيين، وذلك في محاولة منها لتلافي أخطاء كانت قد وقعت فيها خلال الكارثتين السابقتين.

وهنا، علق العميد عبد الله الجداوي قائلا: «استعدادات الجهات المعنية جاءت منذ وقت مبكر، حيث إن الاجتماعات بدأت فعليا منذ الشهر الهجري الرابع من العام الماضي، وذلك من أجل الخروج بخطوط عريضة لخطط الأمطار، بينما بدأ التنفيذ الفعلي لها خلال شهر ذي القعدة، ليكتمل وجودها على أرض الواقع بالكامل الشهر الماضي».

وأرجع سبب التأخر في اكتمال انتشار الجهات في الميدان إلى التجهيزات التي وصفها بـ«الكبيرة» لمراكز الإسناد الـ16، ولا سيما أنه تم إيصال شبكات المياه والهاتف والصرف الصحي لها، كونها تحوي أيضا سكن الكوادر البشرية الموجودين بها على مدار 24 ساعة يوميا.

واستطرد في القول: «لا يقتصر الوجود في هذه المراكز على فرق الدفاع المدني فقط، وإنما يشمل الهلال الأحمر وأمانة محافظة جدة بمعداتها والطرق والنقل والمرور والشرطة، والذين يوجدون في كل مربع من هذه المربعات ضمن حدود المسؤوليات والمهام لكل مربع منها».

وأكد مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة جاهزية خطط الأمطار بالكامل في ظل توزيعها على كل الجهات المعنية بالتنفيذ، إلى جانب آليات الدفاع المدني والإنقاذ والإسعاف ومولدات سحب المياه وقوارب الإنقاذ وصافرات الإنذار، فضلا عن تخصيص 380 آلية مختلفة المهام والأغراض.