خصوصية المجتمع ترفع أسعار معلمات الدروس المنزلية

قيمة الساعة تتجاوز 350 ريالا.. والمنهج أكثر من 3000 ريال

ارتفاع فلكي لقيمة الدروس الخصوصية تزامنا مع موعد الاختبارات
TT

تزامنا مع حلول اختبارات نهاية الفصل الدراسي الأول، وصلت قيمة الدروس التي تلقيها المعلمات الخصوصيات هذه الأيام إلى أرقام فلكية، وذلك رغبة منهن في تسخير حاجة الطالبات لصالحهن، في هذا الوقت المهم الذي يحصد فيه جهد فصل دراسي كامل، كما أضافت صعوبة تخصص بعضهن مثل التخصصات العلمية في الفيزياء والكيمياء، إضافة إلى التخصصات المحدودة مثل علم الحيويات البكتيريات، إلى احتكار المجال وفرض أسعار تتسم غالبا بالمزاجية.

حيث وصلت قيمة الساعة الواحدة إلى أكثر من 350 ريالا، أما المنهج كاملا فإنه يتجاوز 3000 ريال، لا تختلف كثيرا بين طالبات المرحلة الثانوية والمرحلة الجامعية، وهن أكثر المتضررات، خصوصا في ظل عدم تبني أي جهة تعليمية ملف الدروس الخصوصية، والرضوخ إلى أهميته وعدم إهماله وتركة لضعفاء النفوس، الذين يسخرونه لخدمتهم على حساب الطالبات اللائي يقدمن جميع ما يمتلكن من أجل النجاح وتجاوز المرحلة التعليمية الحالية.

تقول ريم الدوسري الطالبة في المرحلة الجامعية تخصص رياضيات هندسية، إن وجود المدرسات الخصوصيات لحالتنا كطالبات تخصص نادر وصعب، مهم جدا نظرا لتشابك المناهج وصعوبة مفرداتها، إلا أن عدد المدرسات الخصوصيات المتخصصات في هذا المجال قليل بل لا يتجاوز أصابع اليد، مما دفع إلى الاستعانة بمواقع الإنترنت ممثلة بالمواقع التعليمية، من أجل الحصول على إحداهن للمساعدة في النجاح، وتجاوز هذا المستوى إلى الآخر الذي يليه.

وتضيف الدوسري أنها اتفقت مع إحداهن على الحضور إلى منزلها بمبلغ 1200 ريال لمدة أربع ساعات، حيث تصبح قيمة الساعة الواحدة 300 ريال غير قابلة للتفاوض، خصوصا أن وقت المعلمة يكون ضيقا وتشترط الحصول على المبلغ قبل بدء الشرح، مضيفة أن هذا السعر يعتبر متوسطا، نظرا إلى أن بعض زميلاتها يحضرن المعلمات، بسعر يفوق هذا السعر، خصوصا لمن يقطن خارج الرياض في المحافظات القريبة منها.

من جانبها أكدت نورة الهدهود الطالبة في المرحلة الثانوية قسم علمي، أن لديها العديد من المواد التي تحتاج إلى وجود معلمة موجودة إلى جانبها من أجل توضيح بعض الأمور، خصوصا أن طموحها أن تقتنص نسبة مرتفعة تؤهلها إلى دخول كلية الطب، التي تحلم بالانضمام إليها، بمعنى أنه لا مجال إلى تضييع أي درجة كانت، من أجل المحافظة على الحلم وترجمته على أرض الواقع.

وتضيف الهدهود أنها ومنذ أن التحقت بالمرحلة الثانوية، وهي لا تتردد في إحضار المعلمات الخصوصيات إلى منزلها لشرح بعض الدروس، مشيرة إلى أن عدم وجود جهة تتبنى ملف الدروس الخصوصية، باعتبارها شرا لا بد منه، جعلهن يرضخن إلى أي سعر يطلب منهن، خصوصا أن أسعار هؤلاء المعلمات، متقاربة بشكل كبير مما يجعل الطالبة تشك في أن هناك اتفاقا مسبقا بينهن، في ظل عدم وجود رقابة تعليمية كافية عليهن.

وفي الموضوع نفسه أكدت أسماء السحيم الطالبة في كلية العلوم الطبيعية، أنها عضو حاليا في إحدى مجموعات التقوية التي تقيمها إحدى المدرسات المتخصصات في مجال الكيمياء الحيوية في منزل المعلمة في وسط الرياض، وقالت: «لا تملك هذه المعلمة الوقت الكافي لتدريس كل طالبة على حدة فتقوم بتشكيل الطالبات على شكل مجموعات، كل مجموعة مكونة من 4 طالبات، ويقسم المنهج إلى 12 ساعة بمبلغ إجمالي يحصل من كل طالبة بنحو 2400 ريال، ويقدر سعر الساعة الواحدة بـ200 ريال».

وفي الاتجاه الآخر، اشتكت جواهر الضعيان التربوية والخبيرة في شؤون الأسرة، من ارتفاع أسعار حصص هؤلاء المعلمات على ميزانية الأسرة، مؤكدة أن الطالبات يتحملن بعض اللوم من تمادي هؤلاء المعلمات في رفع الأسعار، مقترحة أن تقوم كل كلية بوضع فصول تقوية تكون برسوم معينة ورمزية، وبأسعار ملائمة حتى تعم الفائدة ولا تستغل هذه الدروس أبشع استغلال، مؤكدة أن معظم هؤلاء المدرسات يبحثن عن الفائدة المالية دون النظر إلى الفائدة العلمية التي يقدمنها.

من جهتها، دافعت المعلمة أم أحمد، المتخصصة في علم الوراثيات، عن أسعار الدروس الخصوصية، مبينة أن أحدا لم يجبر الطالبات على أخذ هذه الدروس، مشيرة إلى أنهن يبذلن جهودا جبارة من أجل إقامة هذه الدروس، إضافة إلى أنهن لم يأخذن شهادتهن من فراغ، بل بذلن مجهودات كبيرة لنيل شهادات عليا في مجالاتهن التي يدرسنها، كما أن للعرض والطلب أثرا كبيرا في تحديد الأسعار، مبينة أن لخصوصية المجتمع السعودي حسابا آخر، نظرا إلى أن خروج المرأة من منزلها يتم بصعوبة بالغة.