جمعية الأمراض المعدية: اكتشاف ما بين 8 إلى 15 حالة إصابة بالإيدز شهريا

90% من النساء المصابات بالإيدز انتقل إليهن عن طريق الزوج

جانب من فعاليات اليوم التوعوي للإيدز في جدة أمس (تصوير: غازي مهدي)
TT

أكد مصدر مسؤول في الجمعية السعودية للأمراض المعدية والأحياء الدقيقة بجدة، ارتفاع عدد الحالات المكتشفة بالإيدز في مدينة جدة، تليها منطقة الرياض، ومن ثم مكة المكرمة، ولفت إلى أنه من 90 إلى 95 في المائة من النساء المصابات بالإيدز انتقل إليهن المرض عن طريق أزواجهن، وبين أنه خلال السنتين الأخيرتين كانت أكثر الحالات التي تأتيهم هي حالات لمتزوجين.

وبين الدكتور نزار باهبري، استشاري أمراض معدية بمستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة ومدير الجمعية السعودية للأمراض المعدية والأحياء الدقيقة، لـ«الشرق الأوسط» أن السيدات غالبا ما يكتشف المرض لديهن في مراحل متأخرة، لأن أزواجهن يمنعونهن من الفحص خوفا من اكتشاف أمرهم.

وأضاف باهبري: «على الأقل من 90 إلى 95 في المائة من السيدات المصابات بالمرض يكون قد انتقل المرض إليهن عن طريق الزوج، والأكثرية تأتي في حالات متأخرة»، وقال: «نحن نعترف بأنه مع فرض تحليل ما قبل في الفترة الأخيرة فإن أغلب الحالات التي تأتينا خاصة في السنتين الأخيرتين حالات لمتزوجين».

وحول أعلى نسبة إصابة بين أن مدينة جدة تأتي في المرتبة الأولى من حيث عدد الإصابات، وقال: «نكتشف شهريا من 8 إلى 15 حالة جديدة على مستوى السعودية، وتحتل مدينة جدة النسبة الكبرى، أي ما يقارب 50 في المائة، تليها الرياض ومن ثم مكة المكرمة». وأضاف: «تكمن المشكلة الكبرى في أن غالبية المصابين من المناطق الأخرى اكتسبوا المرض من جدة خلال زيارتهم لها، وهذا أمر في حد ذاته يستدعي الوقوف عنده»، وقال: «لا بد أن نعرف أن هناك عمالة كبيرة تدخل السعودية ولا يمكن السيطرة عليها، لذا لا بد من نشر الوعي».

وبالعودة للدكتور باهبري الذي لفت إلى ضرورة إجراء الفحوصات للعمالة الوافدة في مستشفيات حكومية أفضل من الخاص، لافتا إلى أن بعض المستوصفات ليس لديها الأمانة الكافية في إجراء هذه التحاليل وإصدار شهادة صحية سليمة، حيث قال: «بالنسبة لشهادة السلامة التي تحصل عليها العمالة الوافدة، أتوقع أنها بحاجة إلى مراجعة، وهذا عن تجربة شخصية لأني عندما أردت أن أستخرج شهادة سلامة لشغالتي ذهبت بها لأحد المستوصفات، حيث أفادني بأن تكلفة الشهادة 75 ريالا، ويمكن أن تسلمها بعد الظهر وهذا وقت قياسي».

وأضاف: «أنا كطبيب مختص في هذه الأمور أعلم أن هذه الشهادة تحتاج إلى يومين على الأقل حتى يتم إصدارها وإنهاء جميع التحاليل، إضافة إلى أن تكلفة التحليل في التخصصي لا تقل عن 500 ريال، لذا أنصح الجميع بعدم الانسياق وراء هذه المستوصفات».

من جهتها شددت الدكتورة سناء فلمبان، رئيسة الجمعية السعودية لمرضى الإيدز، على أن ارتفاع عدد الحالات ليس بالضرورة يعني أن هناك إصابات كثيرة لدينا، ولكن يعني أن هناك نشاطا للعاملين في المجال الصحي لاكتشاف هذه الحالات، وبالتالي إحالتها لبرامج العلاج والوقاية لمنع إصابة الشريك.

ولفتت إلى أن السعودية تسعى إلى البقاء في قائمة الدول الأقل إصابة، الأمر الذي يستدعي من جميع أفراد المجتمع نشر الوعي بذلك، حيث قالت: «نحن من الدول الأقل إصابة وفقا لسجلاتنا الوطنية التي تقول إن عدد الحالات لدينا 1012 مكتشفة في عام 2010».

وبينت أن عدد المنتسبين للجمعية نحو 450 أسرة، وقد يكون في الأسرة مصاب أو أكثر ولكن المستفيدين 450 أسرة، وإجمالي عدد أفرادهم المصابين 2000 فرد.

وحول المصاعب التي لا يزال يعاني منها المصابون بالإيدز، بينت فلمبان أن السعودية كباقي المجتمعات ما زالت تعاني من الوصمة المصاحبة لمرض الإيدز، مبينة أن هذه الوصمة تتفاقم لدى المجتمع السعودي نتيجة ارتباطها بالطرق المرفوضة اجتماعيا.

وحول توظيف هذه الفئة لفتت إلى عدم وجود أي قانون في الدولة يمنع المصاب بالإيدز من العمل في المجالات التي لا تنقل عدوى للآخرين، وأضافت: «ولكن إن كان يعمل في مجال فني من المحتمل أن يمثل ضررا لشخص آخر، يتم نقله من القسم الفني إلى الإداري، ويستمر في وضعه ولا يُنحى عن عمله، إلا أن هناك بعض القطاعات الخاصة التي تستغني عنه، وبالتالي هذا يعود إلى صاحب القطاع الخاص ومدى تفهمه وتعاونه مع الأمر».

جاء ذلك خلال برنامج اليوم التوعوي الخاص بالمصابين بمرض نقص المناعة (الإيدز) الذي أطلقه الدكتور سامي باداود، مدير الشؤون الصحية بمحافظة جدة، يوم أمس في فندق الإنتركونتننتال، وكشف خلاله أن إدارته تسعى دوما لتقديم أفضل الخدمات والرعاية الصحية والنفسية الدائمة للمرضى والمحيطين بهم.

وأشار باداود إلى النتائج الإيجابية التي تحققت من خلال التعاون فيما بين الإدارات المعنية بصحة جدة والجمعية السعودية لمكافحة الإيدز، الأمر الذي أسهم في تطوير وتحسين آليات الدعم النفسي والاجتماعي والمادي.