جدة: «الأمانة» تدعو إلى إضافة حدائق على أسطح المباني لتوفير 25% من طاقة التكييف

سعيا لتحويل «العروس» إلى مدينة خضراء

TT

كشف مصدر مسؤول في أمانة جدة عن سعيهم لأن تكون مدينة جدة رائدة في المدن الخضراء، وبين أن الأمانة تعمل على دراسة وتسجيل مشروعات آلية التنمية النظيفة وإعداد بيانات لاستطلاع آراء المهتمين حول تشريعات المباني الخضراء.

وأوضح هاني أبو راس أمين محافظة جدة عن توجههم لتعزيز نشر ثقافة المباني الخضراء لمسؤوليهم وذلك بتعريفهم بنظم العمارة المستدامة (المباني الخضراء)، من خلال تنظيم الندوات والملتقيات بمشاركة المجلس السعودي للمباني الخضراء وحضور بعض الندوات والمؤتمرات بهذا الخصوص.

وأشار إلى عقد الأمانة ورش عمل للتنمية النظيفة مع أحد بيوت الخبرة العالمية في هذا المجال للتثقيف وزيادة خبرات القياديين للإسهام في تخفيف الانحباس الحراري عن طريق خفض انبعاث الغازات الدفينة المتمثلة في الكربون والميثان.

ولفت أبو راس إلى سعي الأمانة نحو عمل دراسة وسائل ومحفزات تطبيق نظم العمارة المستدامة بمدينة جدة وأساليب تقويمها وسعودة معيار «الليد» الأميركي، إضافة إلى عمل نظام تقييم في التصميم البيئي والمحافظة على المياه والطاقة، مشيرا إلى أن الأمانة طرحت عدة دراسات في هذا المجال تهدف إلى نشر الثقافة والتوعية بأهمية هذه التطبيقات وبحث إمكانية وطرق تنفيذها.

وكشف أمين محافظة جدة إلى أن الأمانة تسعى إلى وجود ما يسمى بالقرية الخضراء لتكون نموذجا يحتذى به، ودراسة تخصيص رخص المباني الخضراء، إضافة إلى ثلاث دراسات جدوى اقتصادية، تتعلق إحداها باستخدام الطاقة البديلة لإنارة الشوارع والأنفاق والأخرى لإنشاء مصنع للطاقة الشمسية لتشجيع القطاع الخاص، والثالثة لاستثمار محطات التبريد المركزية.

كما شدد على أهمية عقد منتدى البنية التحتية وانعكاساتها على البيئة التحتية مشيدا بالجهود التي يبذلها الأمير تركي بن ناصر رئيس جمعية البيئة السعودية من أجل جمع الخبراء والمهتمين من مختلف أنحاء العالم لبحث قضايا البيئة ومناقشة غرس ثقافة المباني الخضراء في البنى التحتية التي ستقام في المدن السعودية إضافة إلى التطرق إلى قضايا الحبس الحراري وسيارات الطاقة الشمسية والإلكترونية والنيتروجينية والتوجه إلى بدائل الطاقة والوقود للتحول إلى توليد الطاقة بالمراوح أو التوربينات الهوائية ونفق الهواء والطاقة الشمسية.

واستعرض الدكتور هاني أبو راس توجه العالم إلى تحويل المدن إلى مدن خضراء، مبينا أن فكرة المدن أو المباني الخضراء تعتمد على محاولة الاستفادة من الطاقة البديلة التي لا تبعث غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو من أجل التوفير في الطاقة بمحاولة التخفيف من الاستهلاك عن طريق مواصفات قياسية لبعض مواد البناء مثل الأسطح العازلة لحرارة الشمس أو برودة الجو حسب موقع كل دولة، مرجحا أن التركيز في المباني الخضراء سيكون على الأسطح العلوية للمبنى والتي تتلقى حرارة الشمس وذلك بإضافة حديقة توفر 25% من طاقة التكييف.

وقال أمين محافظة جدة «إن هناك علاقة قوية وأساسية لتكوين المدن الذكية أو المثقفة والخضراء خاصة أن المدن هي التي تربط تلك المباني بالبنية التحتية، خاصة شبكات الاتصالات والإنترنت لتربط كل نقطة تقنية في كل مبنى بالشبكة العامة للمدينة عن طريق شبكة الموجات العريضة».

وأضاف: «توجد الآن مجموعة كبيرة من الشركات المتخصصة في تقنية أجهزة وروبوتات لتحويل المعلومات الرقمية إلى أعصاب حركة تقوم بالتحكم بفتح وإغلاق والتعرف على مستخدمي المبنى مربوطة بأجهزة الأمن والسلامة، بحيث يمكن مستقبلا لشركة المياه والكهرباء قراءة العدّادات من بعد، وتستطيع إدارة المرور معرفة عدد السيارات في مواقف كل مبنى ومواعيد خروجها لتحدد مواقع الازدحامات وتخطط لتلافيها».

وأكّد أن الاهتمام بالبيئة أصبح أمرا ضروريا وملحا، لا سيما أنه مرتبط بالجهود الحالية المحلية والعالمية لموضوع الاستدامة ولا بد من الاستعداد لها قبل أن تفرض بسبب التغير المناخي والبيئي، خاصة بعد أن تبنّت المملكة عقد المنتديات والحد من التلوث والانبعاث الحراري من المباني، وهو ما يسمى بالمباني الخضراء.

لافتا النظر إلى أنه طُبِّق في معظم دول العالم ولا بد من استجابة الأمانات في مدننا لمثل هذه الدعوة وتعميمها على جميع المكاتب الاستشارية وشركات المقاولات وموردي مواد البناء لتطبيق معايير المباني الخضراء عند إعداد تصاميم المباني وتنفيذها للمحافظة على مواردنا الطبيعية وبيئتنا مع الحصول على جودة أعلى وتحقيق المنفعة العامة.

ودعا إلى تبني مشروع المباني الخضراء في المدن السعودية التي تعتبر جزءا من حزمة متنوعة ومتكاملة من الأدوات لتقوم بتحويلها إلى مدن عالمية خضراء مؤكدا أن البعد البيئي في تطبيق مشاريع المباني الخضراء يشكل جوهرا لهذا التحول وذلك في إطار رؤية طموحة واستراتيجية شاملة تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة، مبينا أن تطبيق مشروع المباني الخضراء في جدة سيقوم بتحقيق وفورات مالية تبلغ نحو 10 مليارات ريال حتى عام 2030م، وبذلك يمكن تطبيق مشروع المباني الخضراء من خفض الكربون بأكثر من 5 ملايين طن، كما أنه ينطوي على فرص واعدة في مجال التقليل من استهلاك الكهرباء والمياه ويعمل على توفير الوظائف وتقليل حالات المرض والوفاة الناجمة عن نوعية الهواء الداخلي.

كما دعا أمين محافظة جدة إلى ضرورة تبني العديد من الأدوات والتدابير وتطبيق مشروعات المباني الخضراء في المدن من بينها على سبيل المثال تبني تقنيات الطاقة المتجددة والطاقة النووية من أجل الأغراض السلمية والعمل على توظيفها في إنتاج الطاقة الكهربائية والمياه والعمل على تحسين كفاءة إنتاج الطاقة الكهربائية من مصادر الوقود التقليدية والاستخدام الكفء للطاقة وتبني تقنيات استخلاص وتخزين غاز ثاني أكسيد الكربون والنقل المستدام والإدارة المتكاملة للنفايات ولا سيما فيما يخص تدوير وإعادة استخدام النفايات ومخلفات البناء والهدم.