إمارة عسير لـ «الشرق الأوسط»: رفض الأهالي نزع ملكية الأراضي عطل مشروع تطوير «رجال ألمع» قرابة عامين

تم البدء في تنفيذه على 3 مراحل

من المزمع الانتهاء من تطوير الأحياء الثلاثة الموجودة في قرية رجال ألمع خلال 3 سنوات («الشرق الأوسط»)
TT

تسبب رفض بعض أهالي قرية رجال ألمع التابعة لمنطقة عسير لنزع ملكية الأراضي، في تعطل مشروع تطوير القرية لمدة عامين، إلى جانب تقليص مساحة الأرض التي كان من المفترض تطويرها والبالغة 180 مترا مربعا، لتصبح 40 مترا مربعا، مما دفع بالجهات المعنية إلى إعادة تصميم المبنى والاستعاضة عن تلك المساحة بالارتفاع في الطول.

وأكد المهندس عبد الكريم الحنيني، وكيل إمارة منطقة عسير، لـ«الشرق الأوسط»، أن تجاوب أهالي القرى المعنية بالتطوير يعد الركيزة الأولى والأساسية في تسليط الضوء على تطويرها، فضلا عن ما تزخر به القرية الخاضعة للدراسة التطويرية من تاريخ معماري وتراثي يساعد على إبرازها، لافتا إلى أن قرية «حصحوصة» الواقعة بسراة عبيدة ستلي في تطويرها قرية رجال ألمع بعد تجاوب أهلها الذي وصفه بـ«الكبير» حيال ذلك.

جاء ذلك خلال ترؤس المهندس عبد الكريم سالم الحنيني صباح يوم أمس اجتماعا بشأن بدء التنفيذ بمشروع تطوير قرية رجال ألمع، وذلك بحضور مديري الإدارات الحكومية والجهات ذات العلاقة لتنسيق جهود شركاء المشروع حيال إكمال المطلوب منهم.

وأشار إلى أن البلدة التراثية في رجال ألمع ستصبح من المعالم السياحية المهمة على مستوى المملكة، موضحا أن مشروع تطويرها من شأنه أن يساعد في إيجاد مورد مالي يساهم في تنمية المجتمع المحلي بالمحافظة، ويعمل على تنمية الخدمات وتشجيع الاستثمار السياحي وإيجاد فرص عمل جديدة لتوظيف فئات المجتمع المحلي وزيادة دخلهم، ورفع معدلات الإنفاق الداخلي للسياح.

وأبان الحنيني أن مشروع تطوير القرية سيحافظ على الهوية التراثية العمرانية، سواء في المساجد أو مدارس التعليم العام الموجودة في القرية أو المراكز الصحية أو في مركز الزوار التي ستنشئه الهيئة العامة للسياحة والآثار، بالإضافة إلى زيادة نمو وتشغيل الخدمات المساندة المتضمنة الفنادق والشقق المفروشة والمطاعم والنقل، ودعم وتسويق المنتجات الزراعية والحرفية، والمأكولات المحلية التي ينتجها سكان القرية والمناطق المحيطة بها، وإحياء نشاطات الحرف والصناعات التقليدية، وإبراز تراث المنطقة وثقافتها.

من جهته، ذكر عبد الله إبراهيم مطاعن، المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة بعسير، أن الثلاث سنوات المقبلة هي الفترة الزمنية التي سيتم من خلالها العمل على المراحل الثلاث في تطوير القرية، حيث تشمل المرحلة الأولى ترميم وإعادة تأهيل المسار داخل القرية.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «بدأ العمل الفعلي على أرض الواقع، إذ إن المعدات الخاصة بالعمل بدأت عملها من اليوم (أمس)، في حين يتلخص الاجتماع في تنسيق الجهود مع جميع القطاعات الأهلية والمحلية والحكومية، حيث تمت مناقشة جميع المراحل المعتمدة للتطوير كي يكون مسار القرية الانطلاقة الأولى للمراحل، كونه يضم جميع ما يتعلق بالمطاعم والمتاحف والمدارس القديمة والمكتبات التاريخية»، لافتا إلى أن القرية تحوي 3 أحياء وزعت عملية تطويرها على السنوات الثلاث المقررة.

وأوضح أن الدور الذي تلعبه البلديات في عملية تنفيذ مشروع تطوير قرية رجال ألمع يصنف بالأهم، حيث إن شركة «رجال» التي هي لأهالي القرية ستعمل على النزل وترميم القصور، بينما ستتولى البلديات الرصف والإنارة والوقوف على المنازل داخل القرية، مبينا أن هيئة السياحة بعسير شاركت في دعم شركة «رجال» وبالتعاون مع صندوق التسليف بمبلغ 7 ملايين ريال للقيام بالدور المطلوب من ترميم للقصور والنزل.

كما تحدث المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة بعسير عن مركز المعلومات الذي ستنشئه الهيئة في القرية ويتمحور دوره حول خدمة الزائر، وذلك من خلال توفير المعلومات المتعلقة بالقرية وإقامة بعض الفعاليات على مسرحها، بالإضافة إلى الشاشة السينمائية الكبيرة التي تعد هي الأولى من نوعها في المملكة ليعرض من خلالها أفلام تتحدث عن تاريخ القرية وما قدمه الأهالي لتطويرها.

تجدر الإشارة إلى أن قرية رجال ألمع تعد واحدة من أهم القرى التراثية على مستوى المملكة وتضم الكثير من المنازل القديمة، ومتحف ألمع الذي تم إنشاؤه عام 1405هـ بمبادرة عامة من الأهالي للحفاظ على تراثهم، وحصلت القرية على جائزة المفتاحة عام 1421هـ، وجائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني عام 1428هـ، وجائزة الحفاظ على التراث.