شدد مدير جامعة الملك سعود، الدكتور عبد الله العثمان، على عدم كفاية السعودية من الجامعات، وقال: «خلال الست سنوات تم التوسع بالجامعات وأصبح لدينا أكثر من 33 جامعة, وهذا لا يكفي, فالمملكة بحاجة على الأقل من 80 إلى 90 جامعة من المتوسط».
وكان العثمان يتحدث يوم أمس خلال افتتاحه فعاليات المؤتمر العالمي الخامس للجمعية السعودية لجراحة العظام بالتعاون مع الاتحاد العالمي لجراحة عظام الأطفال الذي تستضيفه مدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية لمدة أربعة أيام.
وأشار مدير جامعة الملك سعود إلى أن الحكومة السعودية خصصت ما يزيد على 8 مليارات ريال للخطة الوطنية للعلوم والتقنية، مشيرا إلى أن تلك الميزانية تأتي بهدف تحول المملكة من دولة مستهلكة للمعرفة إلى دولة منتجة ومصدرة لها.
وأكد على أهمية الاستثمار بالعنصر الإنساني، لافتا إلى أن المملكة حققت نجاحا بهذا الإطار وتفتخر بأن لديها أكبر برنامج ابتعاث بالعالم والدولة رقم واحد عند مقارنة أعداد المبتعثين بعدد السكان.
ومن جانبه أشار الدكتور مروان زمزمي، رئيس المؤتمر العالمي الخامس للجمعية السعودية لجراحة العظام، إلى أن توجه السعودية للاستثمار في ابتعاث عدد كبير من الأطباء السعوديين لدراسة تخصصات طبية دقيقة، ونقل الخبرات العالمية في المجال ذاته، مشيرا إلى أن الطريقة المثلى في جلب أحدث ما توصل إليه الطب في جراحات العظام هي من خلال عقد مثل تلك الملتقيات الطبية المتخصصة، بهدف مواكبة كل ما هو جديد في المجال الطبي.
وأوضح زمزمي أن المؤتمر يحظى بمشاركة أكثر من 500 طبيب وفني متخصص في جراحة العظام يمثلون عددا من الجامعات الأميركية والكندية والأوروبية والعربية والجامعات السعودية في المجال ذاته، وموضحا أن المؤتمر يناقش المستجدات وأحدث الأبحاث في تخصصات جراحة العظام، وتشمل جراحة استبدال المفاصل والجراحة التعويضية والإصابات الرياضية والملاعب وجراحة الطرف العلوي واليد وجراحة الكاحل والقدم والحوادث والكسور وجراحة العمود الفقري وجراحة عظام الأطفال، ويشهد المؤتمر لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط إقامة ورش عمل متخصصة في مجال جراحات مناظير الورك والمفاصل الصناعية.
وكشف زمزمي عن أن الخلع الوركي الخلقي للأطفال حديثي الولادة يسجل نسبة عالية جدا محليا، وخاصة لدى الفتيات، موضحا أن انتشاره يعود لأسباب متعددة كصعوبة الولادة، أو لوضعية جلوس الطفل داخل الرحم، أثناء الولادة، حيث يتم سحب خاطئ للمولود، مما يدفع الأطباء في بعض حالات الولادة لإخضاع الأم لعملية قيصرية حفاظا على الطفل من تلك الإصابة.
وأشار إلى أن التدخل الجراحي أو الطبي يجب أن يتم لأولئك الأطفال في السنة الأولى من حياتهم، لكونهم في مرحلة نمو وتكوين للعظام، مشيرا إلى أنه في حال التأخر في التدخل الطبي السليم ربما يتم نمو العظم في مكانه الخطأ مما يصعب مسألة التدخل الجراحي في فترة عمرية متقدمة لطفل.
وبين رئيس المؤتمر العالمي الخامس للجمعية السعودية لجراحة العظام أنه لوحظ في السنوات الأربعة الأخيرة تزايدت حالات نقص فيتامين «دال» بشكل كبير لدى مختلف المرضى السعوديين ومن مختلف المراحل العمرية، مبينا أنه ينذر بتحولها لظاهرة مرضية خطيرة، مما يتسبب في ارتفاع حالة الإصابة بلين العظام في السعودية، لافتا إلى أنه يختلف عن هشاشة العظام، التي تحصل لدى النساء بنسبة أكبر بعد توقف الطمث، وانخفاض الهرمونات لديها، مما يؤدي إلى ترقق في العظام ويؤدي إلى سهولة الإصابة بالكسور وخاصة في منطقة الوركين والعمود الفقري.
وأكد زمزمي أنه المعدل الطبيعي لوحدات الفيتامين في جسم الإنسان ما بين 75 إلى 200، إلا أنه لا تتجاوز تلك النسبة 10 في المائة من الوحدات لدى الفرد السعودي، وهو معدل مخيف ينذر بخطر، بحسب وصفه.
وأشار زمزمي إلى أن التعرض للشمس للاستفادة الكاملة من أشعتها في تكوين فيتامين دال داخل جسم الإنسان، يجب أن يكون التعرض لأكبر مساحة ممكنة من الجسد لتلك الأشعة وفي أوقات ترتفع فيها الأشعة تحت البنفسجية الصادرة عن الشمس، وبمعدل 15 دقيقة يوميا ليحصل على 1500 وحدة عالمية لفيتامين دال، وهناك تصور خاطئ لدى البعض أن أفضل الأوقات هي عند شروق الشمس أو غروبها، والصحيح أن الأشعة تحت البنفسجية في تلك الأوقات تكون في أقل حالاتها، والوقت الأفضل لها هو في حال ارتفاع الشمس وتركز أشعة الشمس.
ودعا إلى أن يتعرض الأطفال في شهورهم الأولى لأشعة الشمس بقدر كاف، مبينا أن الكثير من الأطفال في السعودية يحرمون من التعرض للشمس مخافة أضرارها على أبصارهم، وهذا اعتقاد خاطئ، حيث إن تلك الفترة العمرية هامة للأطفال في استفادتهم من أشعة الشمس.
إلى ذلك، وعلى صعيد التعليم العالي السعودي، ينظم قسم الأشعة بمستشفى الملك فهد الجامعي التابع لجامعة الدمام بمشاركة 18 متحدثا من أميركا وأوروبا وعربيا الثلاثاء المقبل اللقاء العلمي الرابع للأشعة.
وذكرت البروفسور فاطمة الملحم، رئيسة قسم الأشعة بالمستشفى ورئيسة المؤتمر، أن اللقاء العلمي الرابع للأشعة يعتبر من اللقاءات الكبرى لأطباء الأشعة على مستوى المنطقة والخليج، ويلاقي إقبالا كبيرا، وذلك لنوعيته وندرة مثل هذه الاجتماعات في المنطقة. وأضافت أن اللقاء سيفتتح يوم الثلاثاء المقبل تحت رعاية مركز التعليم الطبي بالمجمع السكني، ويقام بالتعاون مع إدارة الشؤون الأكاديمية والتدريبية بمستشفى الملك فهد الجامعي (كلية الطب) ويستمر لمدة ثلاثة أيام.
وبينت الملحم أن اللقاء يركز على التطورات العلمية في مجال تصوير الجسم والتطورات الحديثة في مجال العلاج بالقسطرة عبر متحدثين متميزين من أميركا وأوروبا والوطن العربي، يصل عددهم إلى 18 متحدثا، أما المشاركون وهم الأطباء من جميع الأقسام وأطباء الأشعة وفنيو الأشعة وممارسو المهن الطبية، فمن المتوقع أن يصل العدد إلى 700 مشارك من أنحاء المملكة والخليج العربي.
وأشارت إلى أنه ستصاحب اللقاء ورش عمل خاصة بتصوير الشرايين والأوردة وتنظيم أول معرض علمي للأجهزة الطبية بمشاركة كبرى شركات الأشعة بالمملكة، وسيتم فيه عرض الحالات النادرة في علم الأشعة، وهناك جوائز لأحسن وأندر حالة، إضافة إلى عرض بث مباشر وهذا أيضا لأول مرة يحدث من عمليات الأشعة إلى المؤتمر مباشرة، وإجراء عمليات قسطرة والعلاج بالليزر.
من جهة أخرى، حصل أطباء الدراسات العليا لبرنامج زمالة الهيئة السعودية للتخصصات الصحية المتدربون بمستشفى الملك فهد الجامعي التابع لجامعة الدمام في تخصص طب الباطنية، على المركز الأول في اختبار الهيئة السعودية للتخصصات الصحية الذي عقد الخميس الماضي، حيث تقدم للاختبار النهائي قرابة 110 ممتحنين من المملكة ودول الخليج، منهم 16 ممتحنا من المنطقة الشرقية اجتاز منهم 15 ممتحنا، وحصلت المعيدة بكلية الطب بالجامعة والمستشفى الجامعي، الدكتورة ريم بنت جعفر العرقان، على المركز الأول.
كما تقدم للاختبار في الجزء الأول 113 ممتحنا على مستوى المملكة ودول الخليج، منهم 12 ممتحنا من المنطقة الشرقية و6 منهم بالمستشفى الجامعي بجامعة الدمام، وحصل على المركز الأول على مستوى المملكة المتدرب بجامعة الدمام ومستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر، الدكتور محمد إبراهيم القمبر، كما اجتاز الاختبار بالجزء الأول كل من الدكتورة دعاء أحمد البلوي، والدكتورة إشراق محمد الشيباني، والدكتور سليمان حجي علي، والدكتور مهدي عبد رب الرسول الصحاف.
يذكر أن مدة الدراسة للحصول على الزمالة تستمر لأربع سنوات منذ تاريخ التحاق الطبيب للبرنامج، حيث يقضي فيها الطبيب فترة التدريب في أحد المستشفيات المعتمدة والمستوفية لشروط الهيئة السعودية لحصول المستشفى على شهادة الاعتراف به كمركز للتدريب.