آل الشيخ: ماضون في «سعودة» قطاع جمعيات تحفيظ القرآن الكريم.. ولدينا رقابة دورية على المعلمين

في حفل توزيع الدعم المالي للجمعيات من قبل خادم الحرمين الشريفين.. و200 مليون تضخ لها

TT

شدد الدكتور صالح بن عبد العزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس المجلس الأعلى لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم بالسعودية، على قدرة وزارته على متابعة حلقات تحفيظ القرآن الكريم المنتشرة في مناطق البلاد، مؤكدا على أن وزارته ومن خلال المجالس والجمعيات الفرعية لتحفيظ القرآن الكريم، تقوم بدورها الرقابي على أكمل وجه، من خلال رقابة دورية في فحص المعلمين ومعرفة مدى التزامهم بالأوامر، وطريقة تنفيذهم للعملية التعليمية في المساجد، لافتا إلى أن أي بيئة تعليمية لا تخلو من تمرير أفكار ضالة، معتبرا أن التمرير يتم حسب أفكار المعلم.

وكان آل الشيخ أوضح ذلك لـ«الشرق الأوسط»، يوم أمس، على هامش حفل توزيع الدعم المالي الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين لدعم جمعيات تحفيظ القرآن الكريم، والبالغ مقداره 200 مليون ريال، في حفل حضره رؤساء الجمعيات البالغ عددها ما يربو على 260 جمعية لتحفيظ القرآن الكريم في مختلف مناطق البلاد.

وأشار آل الشيخ إلى أن كل منطقة من مناطق السعودية لها مجلس منطقة يضم عددا كبيرا من المتخصصين والمهتمين بالقرآن الكريم، ويضم في عضويته رؤوس الجمعيات الفرعية في المحافظات التابعة لتلك المنطقة، مشيرا إلى أن ذلك المجلس يضطلع بدور وضع الخطط التدريسية والتعليمية، ويتولى مهام الرقابة على نشاطات حلقات تحفيظ القرآن الكريم عن قرب، لافتا إلى أن تلك المجالس تقوم برفع تقاريرها الدورية، وفي حال رصدهم لأي أمر مريب، يتم تدخلهم والرفع للوزارة، حيث يتم معالجته عبر المجلس الأعلى لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم، أو عبر الإدارات المختصة ذات العلاقة بالوزارة.

وأكد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد على عدم تسجيل وزارته أي ملاحظات جوهرية على عمل ونشاطات حلقات تحفيظ القرآن الكريم، مؤكدا على أن منهج وزارته في التعامل مع معلمي حلقات التحفيظ يعتمد على محورين، أولهما عدم التشكيك في المعلمين وأنهم ثقات في الأصل، والآخر فرض الرقابة والمتابعة الدورية لأعمالهم وأنشطتهم التعليمية.

وبين آل الشيخ أن مسؤولي جمعيات تحفيظ القرآن الكريم يقومون بزيارات دورية للوقوف على ما تم تعليمه للطلاب من قبل معلميهم في الحلقات، بالإضافة إلى التعاون الذي تجده الجمعيات من قبل العديد من الأسر في حال وجود أي ملاحظات على أفكار أبنائهم.

من جانب آخر، كشف وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد عن تحقيق برنامج «سعودة» قطاع تحفيظ القرآن الكريم نسبا عالية في عدد من مناطق البلاد، موضحا أن بعض المناطق كمنطقة القصيم (وسط السعودية) حققت نسبة سعودة 100 في المائة، وفي مناطق أخرى تراوحت النسبة ما بين 50 - 80 في المائة، لافتا إلى مدى الصعوبة التي تواجه جمعيات تحفيظ القرآن الكريم في توفير المعلم السعودي، وخاصة في المناطق النائية في القرى والهجر.

وزاد «ونحن نحاول ألا نضع تلك الجمعيات في حرج فنعطل بالسعودة أنشطتهم وبرامجهم في تدريس وتحفيظ القرآن الكريم»، وكان مشروع برنامج «سعودة» قطاع جمعيات تحفيظ القرآن الكريم قد انطلق عام 2002.

وبين آل الشيخ أن وزارته ترصد في كل عام تحسنا في نسب «سعودة» قطاع تحفيظ القرآن الكريم، موضحا أن الأهم لديهم أن يكون هناك ضمان لتأهيل المعلم سواء كان سعوديا أو غير سعودي، لافتا إلى أنه قد يتولى تعليم الناشئة القرآن من ليس كفئا لهذا التعليم، فيحصل منه إشكالات من حيث توجيه النشء.

من جانبه، أوضح عبد الله بن صالح آل الشيخ مدير عام إدارة الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، أن الآلية التي من خلالها تم توزيع الدعم المالي المقدم من قبل خادم الحرمين الشريفين لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم بالسعودية، جاءت وفق نظام أصدره المجلس الأعلى لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم بوزارة الشؤون الإسلامية، موضحا أن تلك الآلية تعتمد على مجموعة من الأسس المتمثلة في معرفة عدد المعلمين والدارسين والمخرجات في كل جمعية، بالإضافة إلى النظر في مدى توافر استثمارات لدى تلك الجمعيات، ومدى قربها أو بعدها من المدن الرئيسية.

وأشار مدير عام إدارة الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم إلى أن العديد من جمعيات تحفيظ القرآن الكريم في المناطق النائية تعاني من شح في الموارد المالية لعدم توفر الاستثمارات الكافية مقارنة بمثيلاتها في المدن الرئيسية، مشيرا إلى مراعاة توزيع الدعم المالي السنوي لتلك الجوانب.