باحثات سعوديات يثبتن قدرة الشاي في القضاء على البكتيريا

عبر دراسة بحثية في جامعة الملك عبد العزيز

الطالبات أجرين تجارب مخبرية في المعمل على أنواع مختلفة من البكتيريا والفطريات
TT

كشفت دراسة علمية أجريت في كلية العلوم الطبية التطبيقية بجامعة الملك عبد العزيز في جدة أن الشاي يعد مادة يمكن استخدامها في القضاء على العديد من أنواع البكتيريا المعوية، وبخاصة العنقودية والسالمونيلا والكوليرا والفطريات.

وبينت شريفة اليامي، طالبة في كلية العلوم الطبية التطبيقية من قسم تقنية المختبرات الطبية، أنها قامت وزميلتاها، فدوى الكشي ومشاعل بغلف، بإجراء هذه الدراسة التي بينت مدى قدرة الشاي على القضاء على البكتيريا، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «قمنا بإجراء التجربة على أنواع مختلفة من البكتيريا والفطريات، واستخدمنا في دراستنا أنواعا مختلفة من البكتيريا والفطريات (السالبة والموجبة)، و13 نوعا من الشاي الموجود في الأسواق التجارية مثل (الليبتون) و(البنتليز) و(الشاي الأبيض الصيني) و(الشاي الأحمر) و(شاي الأعشاب).. وغيرها من الأنواع التي تنتجها عدة شركات».

وأشارت إلى أن الهدف من الدراسة لم يكن قياس مدى تأثير الشاي ولكن هل للشاي تأثير في القضاء عليها أم لا، من خلال غلي الماء ووضع الشاي فيه وتركه لمدة بسيطة حتى يبرد، ومن ثم إجراء التجارب المختلفة عليه.

وأضافت: «كانت نتيجة التجربة أنه تم القضاء على أنواع مُمْرضة بدرجة قوية من البكتيريا، بأنواع من الشاي الذي تم استخدامه»، مؤكدة إعادة إجراء التجربة أكثر من مرة بطرق مختلفة إحداها خلال تحضير البكتيريا مع الشاي، حيث أثر على تركيبة شكلها وجدارها وامتصاصها للصبغة، والمرة الأخرى من خلال وضع البكتيريا في طبق وتوزيع الشاي عليه، واتضح أثر الشاي عليها بمنع نموها في المكان الذي يوجد به.

وأوضحت اليامي أن سبب اختيار الشاي هو أن الإنسان بات يعاني اليوم من عدم فعالية بعض المضادات الحيوية، وعدم قدرت هذه المضادات على قتل البكتيريا، لا سيما مع طول فترة استخدامها، حيث إنها تصبح بلا تأثير وتكون مقاومة للمرض، وبالتالي لم يعد بمقدور الإنسان أن يستمر في استخدام هذا المضاد كعلاج.

واستطردت: «بسبب عدم فعالية بعض المضادات والأدوية يبحث الناس في الوقت الحالي عن العلاج بالأعشاب»، لافتة إلى أن الدراسة تعد من مفاتيح طب الأعشاب، وقالت: «أتمنى أن نتخلص من جميع المضادات الحيوية وتأثيراتها السلبية، حيث أشارت الدراسات إلى أن المضاد الحيوي، وإن كان بسيطا، لا بد أن يؤثر تأثيرا سلبيا على بعض أجهزة الجسم، كالكبد والكلى، مع استمرار استخدامه، بعكس الشاي والأعشاب».

وبينت أن «نوع البكتيريا الواحد تتفرع منه فصائل مختلفة، لذا فإن هذه التجربة التي أقمناها على فصيلة وأثبتت فاعليتها عليه قد تكون لا تناسب الفصائل الأخرى التي تتفرع منها، لذلك قمنا بتحديد ماهية الأنواع التي أثبت الشاي فاعليته بالقضاء عليها»، مشيرة إلى أنه لو كانت هناك دراسات متقدمة تشمل جميع الفصائل التابعة لهذا النوع من أنواع البكتيريا في هذه الأثناء لأمكننا إثبات مدى فعاليته، ولكن هذا غير متاح لنا الآن، ولكن مستقبلا قد نعمل على إجراء دراسات كهذه حال توفرت الظروف، كما أتمنى أن أجري تجارب على سلالات مختلفة لمعرفة مدى تأثير الشاي عليها في حال كان مركزا أو خفيفا.