استشاري: الأطباء يفتقدون للوعي والمعرفة بمرض ارتفاع ضغط الدم الرئوي

في ظل انعدام إحصائيات لانتشاره محليا.. وصعوبة تشخيصه وتشابهه مع أمراض رئوية

TT

أفصح مصدر طبي متخصص لـ«الشرق الأوسط» عن نقص الوعي لدى الكادر الطبي السعودي في تشخيص مرض ارتفاع ضغط الدم الرئوي، والذي يرى فيه أنه أكثر خطورة من عدد من أمراض السرطان المعروفة، مرجعا نقص ذلك الوعي لصعوبة التشخيص الطبي (الإكلينيكي) لأعراض المرض وتشابهه مع عدد من الأمراض التي تصيب الرئتين لدى الإنسان.

وأكد الدكتور عمر التميمي استشاري ضغط الدم الرئوي والقسطرة التدخلية، واستشاري أمراض القلب عند الأطفال بمدينة الملك عبد العزيز الطبية بالحرس الوطني، على أنهم لاحظوا كما في بقية دول العالم أن معظم المرضى يشخصون في حالات متقدمة من المرض، والتشخيص الأولي للمريض لا يكون دقيقا في العادة، حيث يمر المريض في بعض الأحيان بأربعة أطباء ليتم تحديد المرض بدقة، في وقت تحتاج تشخيص المرض لقدرة عالية في التشخيص من قبل الطبيب المعالج.

وأوضح أن 50 في المائة من الحالات التي تصاب بمرض ارتفاع ضغط الدم الرئوي لدى الأطفال، تفارق الحياة في غضون 8 أشهر، فيما تكون فترة البقاء على قيد الحياة لمن يصابون بذات المرض لدى الكبار لا تتجاوز السنتين والنصف، حيث إن المرض لا تتوفر له أي إحصاءات رسمية بالسعودية.

وأشار التميمي إلى أن جمعية الضغط الرئوي السعودي، وهي إحدى الجمعيات الطبية العاملة تحت مظلة جمعية الأمراض الصدرية السعودية شرعت في وقت قريب إلى إجراء مسح إحصائي، لتحديد مدى انتشار المرض محليا، ومشيرا إلى أنهم لا يزالون في المراحل الأولية لتلك العملية الإحصائية للمرض.

وحول أسباب مرض ارتفاع ضغط الدم الرئوي، أكد التميمي أن المرض، ينقسم إلى 4 أنواع، موضحا أن النوع الأول يتصدر أسبابه أمراض غير معروفة السبب أو يكون نتيجة لأمراض وراثية، أو بسبب أمراض خلقية في القلب، وكذلك ذو علاقة بأمراض الروماتيزم، فيما النوع الثاني يكون نتيجة لأمراض القلب، والنوع الثالث لأمراض الرئة، والنوع الرابع نتيجة للتجلطات الدموية المزمنة، والنوع الأخير لأسباب مرضية متنوعة.

وكانت الشؤون الصحية للحرس الوطني نظمت في 15 يناير (كانون الثاني) الحالي، فعاليات المؤتمر الأول لرعاية مرضى ارتفاع ضغط الدم الرئوي، بالتعاون مع جمعية الضغط الرئوي السعودي، وذلك على مدى يومين بحضور 18 متحدثا ومشاركا من السعودية ومن خارجها.

وبين الدكتور عمر التميمي، الذي كان مديرا للمؤتمر أنهم هدفوا من تنظيم هذا المؤتمر إلى نشر الوعي لدى الناس، وبهدف إكساب الأطباء والممرضين خبرة إضافية في هذا المجال، ومشيرا إلى أن معظم الدراسات تؤكد أن تشخيص وعلاج مرض الضغط الرئوي يتأخر كثيرا مما يؤثر على المرضى على المدى البعيد، ولافتا إلى أن المرض لا يوجد له علاج ناجع في الوقت الحاضر، حيث تقتصر كافة العلاجات الحالية على تخفيف الأعراض الناجمة عن المرض لدى المصابين به، بالإضافة لمحاولة إطالة فترة بقاء المريض على قيد الحياة.

وكشف التميمي عن قيام جمعيته بتنظيم الكثير من المؤتمرات والورش الطبية التدريبية لعدد من الكوادر الطبية في وقت سابق، مشيرا إلى أن هذا المؤتمر هو المؤتمر الأول الموجه لرعاية المرضى المصابين بالمرض، لافتا إلى اعتزام جمعيته الاستمرار في إقامة المؤتمر بشكل سنوي في يناير من كل عام.

وحول النصائح الطبية التي يوجهها للأفراد حول التعاطي مع المرض، يؤكد التميمي ضرورة إجراء الفحص الدوري وخصوصا لدى الأشخاص المصابين بأمراض الروماتيزم، لكون احتمال إصابتهم بمرض ارتفاع ضغط الدم الرئوي عالية مقارنة بغيرهم، فيما شدد على ضرورة أخذ الحيطة والحذر من قبل المرضى المصابين بأمراض رئوية، وأن يبادروا بالخضوع لفحص واختبارات محددة للتأكد من خلوهم من الإصابة بالمرض.

يشار إلى أن المؤتمر تناول خلال يومين الوضع العام لمرض ارتفاع الضغط الرئوي في المملكة، كما ناقش المجتمعون أحدث التقنيات في مجال التشخيص والطرق الأساسية في التواصل مع المرض، كما تمت مناقشة الخيارات الجراحية وآخر ما توصلت إليه الطرق العلاجية للمرض وطرق رعاية المرضى بعد زراعة الرئة.