إجازة منتصف العام تنقذ كساد حملات العمرة وتنعش إيراداتها 60%.. والتنافس على أشده

بعد توقف نشاطها منذ موسم الحج والارتفاع 30%

الإجازة الحالية تعد موسما ذهبيا لتحقيق المكاسب للعاملين في مجال العمرة («الشرق الأوسط»)
TT

حرك حلول إجازة منتصف العام الدراسي التي تنتهي بانتهاء الأسبوع الحالي، سوق حملات السياحة الدينية التي تنطلق من العاصمة الرياض إلى الأراضي المقدسة (مكة المكرمة والمدينة المنورة) عن طريق الحافلات، حيث شهدت تلك المكاتب إقبالا كبيرا من قبل قاصدي المشاعر المقدسة، لزيارتها وقضاء أيام الإجازة في جوارها، حيث أكد الكثير من العاملين فيها أن هناك نسبة ارتفاع تجاوزت الـ60 في المائة، على ما كانت عليه إذا ما قورنت بالأسبوع الماضي الذي استبق حلول الإجازة، وهو الأمر الذي انعكس بطبيعة الحال على أسعارها التي ارتفعت لأكثر من 30 في المائة، بحسب تأكيدات الكثير من القائمين على تلك المكاتب، والذين أرجعوا هذا الارتفاع إلى سوق تجارتهم التي وصفوها بالموسمية البحتة، وتتحكم فيها أيام محددة، وتفرض فيها أسعار مختلفة بحسب أهمية الوقت وفضلة، وتوفر إجازة مناسبة للتوجه إلى الأراضي المقدسة.

وأكد عبد الفتاح عبد الرحمن، مدير إحدى الحملات، أن الإقبال عليهم ارتفع هذه الأيام إلى مستويات ممتازة، حركت على أثرها أدراج محلاتهم بعد خلوها منذ موسم الحج الماضي، والذي يعد الموسم الذهبي الأول لتحقيق المكاسب، مضيفا أن الحجوزات أصبحت شبه ممتلئة، والمقاعد بدأت في الانحسار، في ظل التهافت الكبير على الرحلات المتوجهة إلى المشاعر المقدسة.

وأضاف عبد الفتاح أن هناك تنافسا كبيرا بلغ أشده بين مكاتب خدمات ضيوف الرحمن، لضمان الحصول على أكبر مجموعة ممكنة من العملاء، للاستفادة من الموسم القصير الذي لا يتجاوز الـ10 أيام، وذلك للظفر بأكبر أرباح يمكن الحصول عليها، في الوقت الذي تعتمد فيه تجارتهم على مواسم معينة تجني الأرباح فيها، من بعدها يكون الركود سيد الموقف فيما يتبقى من العام.

وفي صلب الموضوع، حذر محمد الدريهم، صاحب شركة «المشاعر» لخدمات ضيوف الرحمن، من بعض الحملات أو المؤسسات التي توهم العميل بقرب السكن من الحرم وحداثة الحافلات، إلا أنهم يفاجأون بأن السكن بعيد والحافلات قديمة، وبعضها لا تحتوي على تكييف، منوها بضرورة الحصول على تأكيدات بكتابتها على قسيمة الحجز، حتى يتسنى لهم مقاضاتها في حال مخالفتها لأي وعد أطلقته ولم تنفذه.

وحول الرحلات المسيرة إلى المشاعر المقدسة، أكد أن الغالبية العظمى تتوجه إلى مكة المكرمة مباشرة، إلا أن البعض الذين لا يتجاوزن الربع يفضلون الذهاب إلى المسجد النبوي، ومن ثم التوجه إلى مكة المكرمة، لافتا إلى أن معظم هذه الشريحة هم من العمالة الأجنبية الذين ينتظرون إجازاتهم المحدودة للتجول في الرحاب المقدسة.

وعن اتهام البعض تلك المكاتب بتسخير المواسم إلى صالحهم، دافع فهد الرويس وهو مشرف على إحدى الحملات عن هذه الاتهامات، شارحا بأن العملية تحتاج إلى استئجار حافلات حديثة وحجز للسكن ورواتب للعاملين، وجميعها أمور ترتفع عند حلول موسم أو إجازة، والتي تنعكس بطبيعة الحال على ارتفاع سعر التكلفة، والذي يدفع فاتورتها في نهاية الأمر العميل الراغب في الرحلة، مشيرا إلى أن أرباحهم تعد ثابتة إلى حد كبير، وأن الارتفاعات الحاصلة ما هي إلا قيمة التكاليف التي يتحملها المكتب.

وفي تقدير نسبة الارتفاعات الحاصلة حاليا، أكد الرويس أنها تختلف من مكتب إلى آخر، إلا أن معظمها لا يتجاوز الـ30 في المائة، لافتا إلى أن هناك تنافسا قويا بين المكاتب على الرغم من كثرة العملاء، وهو أمر ساهم في محدودية الارتفاع وعدم توسعته ليصل إلى مبالغ كبيرة، مبينا أن حجز المركبة وحجز السكن مقدما أمر يفرض على الحملات ضرورة الحصول على عميل يدفع تكلفتها، لذلك تجدهم مضطرين إلى الالتزام بأسعار متقاربة، لضمان الحصول على عميل يدفع التكاليف ويحفظ لهم الأرباح.