84 متحدثا من 27 دولة يناقشون في جدة مخاطر الزلازل على المنطقة

الملتقى الخليجي السابع للزلازل يمهد لربط شبكات الرصد في دول الخليج

الخبراء يسجلون زيارة علمية إلى حرة رهاط شمال المدينة المنورة («الشرق الأوسط»)
TT

كشف مصدر مسؤول في اللجنة المنظمة للملتقى الخليجي السابع للزلازل أن الملتقى الذي سينطلق اليوم بمشاركة 84 متحدثا من 27 دولة، يمهد للتعاون بين دول الخليج لربط شبكات الرصد ببعضها البعض، بهدف تحديد أدق لمواقع الزلازل في مناطق حدوثها الأمر الذي يساهم بشكل كبير في عمل دراسات متكاملة لتقييم الخطورة الزلزالية بمنطقة الخليج بشكل خاص والمنطقة العربية بشكل عام.

وأوضح أحمد العطاس رئيس اللجنة المنظمة للملتقى الخليجي السابع لـ«الشرق الأوسط» أن الملتقى الذي ينطلق لأول مرة بمدينة جدة سيشارك فيه نخبة من العلماء والمفكرين وكذلك من المختصين المحليين والعالميين في الزلازل والبراكين، سيناقش أهم المخاطر الجيولوجية ومدى تأثيرها على البنية التحتية والمنشآت، إضافة إلى تأثير السيول على البنى التحتية، كما سيتطرق إلى تحديث كود البناء السعودي وتنقيحه استنادا على المعلومات والمستجدات، خاصة فيما يتعلق بالنشاط الزلزالي الحديث الذي شهدته منطقة العيص، وكذلك السيول التي اجتاحت جدة في السنوات الماضية.

من جهته أوضح الدكتور زهير نواب رئيس هيئة المساحة الجيولوجية رئيس اللجنة العليا بالملتقى أن الهيئة نظمت في اليوم الأول 3 ورش عمل متخصصة في مجال الزلازل والبراكين الأولى تحت مسمى تقييم المخاطر الزلزالية شمال غربي المملكة، خاصة منطقة تبوك حيث يتم عمل سيناريوهات للخسائر المتوقعة حال حدوث زلزال لا قدر الله.

ووصف نواب الورشة الثانية بالهامة جدا تحت عنوان: «ميكانيكية حدوث الزلزال باستخدام متجه العزم الانعكاسي»، حيث سيتم فيها تحليل الموجات الزلزالية لكل هزة أرضية باستخدام نموذج لتوزيع سرعات الموجات السيزمية في طبقات القشرة الأرضية ويتم الحصول على نوعية الصدع المسبب للهزة عما إذا كان طبيعيا أو معكوسا أو صدعا ذا إزاحة أفقية جانبية، وكذلك تحديد قيم طاقة العزوم في الاتجاهات الرئيسية، التي تعتبر من البيانات الهامة في فهم وتفسير أسباب الزلزال.

فيما تتطرق ورشة العمل الثالثة إلى «النشاط البركاني في المملكة» وطبيعة ونوعية البراكين في المملكة ودراسة كافة الظواهر والمعالم الجيولوجية المصاحبة لها، وإلقاء الضوء على البراكين أحادية الثوران والتحليل الجيوكيميائي والحركي لهذا النوع منها.

وأشار نواب إلى أن الملتقى سيناقش الكثير من الأبحاث المتعلقة بالزلازل حيث يلقيها الكثير من الخبراء الأجانب من أميركا وأوروبا واليابان ونيوزيلندا، وسوف يشارك 13 باحثا من نيوزيلندا لتقديم الأبحاث الخاصة بهم في مجال البراكين كما يشاركون في ورشة العمل التي تنظمها الهيئة في مجال البراكين لنقل الخبرات وتبادل المعرفة في هذا المجال، وفي مجال علم الزلازل سوف يقدم البروفسور معاوية برازنجي من جامعة كورنال بالولايات المتحدة الأميركية بحثا عن الوضع الحركي (والتكوتني) للصفيحة العربية وطبيعة النشاط الزلزالي المؤثر على المنطقة، وأهمية التعاون بين دول المنطقة وأوروبا وأميركا لفهم طبيعة ومسببات هذا النشاط وذلك من خلال التعاون مع الدول الخليجية والعربية بهدف نقل المعرفة والخبرات من الدول المتقدمة التي لها باع طويل في هذا المجال.

فيما بين المهندس هاني زهران مدير عام المركز الوطني للزلازل والبراكين والمشرف العام على الملتقى لـ«الشرق الأوسط» أن الهيئة تقدمت بـ10 بحوث متخصصة في مجال الزلازل والبراكين والسيول وتتعلق كلها بمحاور الملتقى، حيث يتم التعريف بالشبكة الوطنية للرصد الزلزالي للمشاركين من حيث أهدافها والمخرجات الخاصة بها، إضافة إلى عدد محطات الرصد المنتشرة في المملكة، وكذلك الشبكات المحلية في كل من حرة الشاقة وحرة رهاط وحرة خيبر، وتوزيعات محطات الشبكة الوطنية لقياس عجلة التسارع الأرضية، والبرامج المستخدمة في استقبال وإرسال البيانات، وبرامج التحليل اليومي.

وأضاف: تتناول ورقة العمل الثانية مناقشة وعرض الوضع البركاني والزلزالي في حرة الشاقة، وعدد الزلازل المسجلة، ونوعيتها، والانتفاخات والتشققات الناتجة عن هذا النشاط، والإجراءات التي اتخذتها الهيئة في هذا المجال، كما تناقش ورقة عمل أخرى النشاط الزلزالي الحديث في المملكة، حيث تناقش معظم الزلازل التي تم تسجيلها منذ إنشاء الشبكة الوطنية، وتم الإحساس بها من قبل الأهالي في كل من منطقة تبوك، النماص، القنفذة، خليص، والمنطقة الشرقية.

فيما تلقي إحدى ورقات العمل الضوء على تقييم الخطورة الزلزالية بالمملكة وتحديد قيمة عجلة التسارع الأرضية، ثم تتعرض ورقة بحثية أخرى للدراسة التي قامت بها الهيئة في منطقة تبوك، وهي من الدراسات الجيوتقنية الحديثة، وتعتمد على قياس الشوشرة السيزمية عند كل 500 متر في كل من مدينة تبوك، مقنا، بدع، حقل، لتحديد معامل التكبير للتربة والترددات السائدة، كما تم استخدم طريقة المسح السيزمي الضحل حيث تم أخذ قياسات عند كل 1000 متر للوصول حتى عمق 30 مترا لتحديد سرعات موجات القص في المدن المشار إليها، ومن ثم تحديد نوعية وطبيعة التربة فيها، ومن ثم إدخالها كأحد أهم البيانات في برنامج متخصص لعمل السيناريوهات المتوقعة حال حدوث زلازل لا قدر الله، وتتعرض ورقة أخرى للسيول التي داهمت مدينة جدة في الآونة الأخيرة وعرض الدراسات التي تمت في هذا الخصوص.

وأشار العطاس إلى أن هيئة المساحة الجيولوجية السعودية سوف تنظم في يوم الأربعاء 25 يناير (كانون الثاني) 2012 رحلة علمية حقلية باستخدام الطائرات المروحية الخاصة بها إلى حرة رهاط شمال المدينة المنورة للاطلاع على أحدث البراكين والتشققات الموجودة بالمنطقة، وكذلك الكهوف والحمم البركانية الحديثة التي تدفقت من آخر ثوران بركاني في جزيرة العرب عام 1265 ميلادية، مما يمكن المشاركين في الملتقى من الاستفادة العلمية الناتجة عن المناقشات والحوار والاحتكاك المباشر بالخبراء والمختصين مما يكسبهم مزيدا من الخبرات في هذا المجال.