إجازة الربيع تصادف موجة برد موسم «الشبط»

الأهالي يتجهون صوب المنخفضات

TT

تمثل إجازة الربيع القصيرة همّا لدى معظم سكان المرتفعات الغربية والجنوبية في السعودية بسبب برودة الأجواء التي تتزامن مع نهاية اختبارات الفصل الدراسي الأول وبداية إجازة الربيع التي تتوافق مع دخول موسم «الشبط» شديد البرودة والذي يسمى في الخليج «برد البطين»، أي شدة البرد. وتحتار الأسر في تلك المناطق لعدم كفاية الخيارات للتنزه والترفيه بسبب حالة الركود الشتوي الذي يجتاح المناطق المرتفعة ويشل الحركة السياحية والترفيهية، فيكون الخيار الأوحد السفر للمنخفضات، ومنها مكة المكرمة وجدة لأهالي الطائف، وتهامة وجازان لأهالي الجنوب. وعبر عدد من أهالي الطائف عن غياب ثقافة السياحة الشتوية عن المستثمرين في هذا القطاع وكذلك عن محركي المناشط السياحية من هيئة وإمارة وبلدية، مما يضطرهم للنزول للمنخفضات. وقال فهيد العتيبي، أحد المهتمين بالجانب السياحي ومن هواة السفر، إن هناك دولا تشتهر بالسياحة الشتوية ومنها تركيا ولبنان، وأضاف أن الطائف والباحة وأبها لديها مقومات سياحية تصلح لجميع فصول السنة ولكنها لم تستغل ولم تستفد من تجارب الدول الشهيرة بالترويج السياحي في الشتاء، مطالبا في الوقت ذاته بتعدد الخيارات السياحية أمام الأهالي واستثمار الأماكن القريبة من الطائف نزولا ومنها البهيتاء وأسفل الهدا، وتفعيلها بالبرامج الترفيهية.

وفي السياق ذاته، أكد محمد الصغير مدير متنزه ونزل «القرية الخضراء» أنهم في القطاع السياحي يواجهون صعوبة بالغة في موسم الشتاء بسبب برودة الأجواء وضعف الترويج للمنطقة، وبين الصغير أنهم بوصفهم مشغلين لقرى سياحية يحاولون جذب الأسر بعدة عروض؛ منها التخفيضات، وفتح المتنزهات من دون رسوم، وبعض البرامج الترفيهية لكسر حالة الركود. وأضاف ناصر الغضبان، المشرف العام على فندق «بهادر - الهدا» بقوله إن «أجواء الهدا السياحية في هذه الأيام خلابة بسبب الضباب الذي يكسوا المكان معظم الأوقات، ومع ذلك، هناك عزوف من الزوار عن ارتياد الأماكن السياحية، مع العلم بأن معظم الدول لا تقوم إلا على السياحة في وقت الشتاء، لكن ما توارثه الناس بأن فصل الشتاء لا يصلح للخروج والنزهة، أثر على القطاع السياحي وسبب له خسائر كبيرة تقدر بالملايين».

من جهته، أوضح طارق محمود خان المدير التنفيذي المكلف لفرع هيئة السياحة والآثار بالطائف، أن هناك عدة برامج وفعاليات تقيمها الهيئة مع شركائها لتحريك النشاط السياحي في الطائف بموسم الشتاء، ومنها استغلال متنزه البهيتاء البري القريب من مركز السيل الكبير لاعتدال الأجواء به ومناسبة ذلك للزوار والأهالي. وأفاد مدير هيئة السياحة بالطائف أن تلك البرامج تتمثل في خيمة للتسوق بالقرب من فندق «إنتركونتيننتال»، ومسرح للعرائس، وألعاب ومسابقات وشخصيات كرتونية وأمسيات شعرية وفرق فنون شعبية تقدم عروضا من الفلكلور الشعبي ومسابقات مخصصة للأسرة والطفل وعروضا وألعابا نارية.