جهاز كشف الحريق لا يتجاوز الـ60 ريالا لكنه غائب عن البيوت السعودية

المتحدث الرسمي في الدفاع المدني لـ «الشرق الأوسط» : يوم عالمي عن السلامة المنزلية.. مارس المقبل

خبراء الأمن والسلامة يؤكدون على أهمية وجود أجهزة الإنذار والكشف عن الحريق داخل البيوت
TT

بينما يحرص معظم السعوديين على توفير أنسب الأثاث والمفروشات داخل منازلهم، إلا أن الكثير منهم يغفل عن شراء جهاز كشف الحريق، الذي ما زال يسجل غيابا بارزا في معظم البيوت السعودية حسبما يفيد خبراء الأمن والسلامة، وذلك في ظل معقولية ثمن هذه الأجهزة التي يتراوح سعر بعضها بين 50 و80 ريالا فقط، رغم أهميتها في تحسس الدخان أو الحرارة أو اللهب والقيام بكشف الحريق في بدايته لتتم مكافحته وإخلاء الموقع قبل انتشار الحريق.

ويوضح المهندس يوسف أبوسل، وهو مدير مؤسسة المصنع السعودي لأجهزة الإطفاء (سفيكو)، أن «تركيب أجهزة كشف الحريق داخل المنازل ما زالت ثقافة غائبة لدى كثير من السعوديين، لكون معظمهم يهتم بالجانب الأمني أكثر من الحس الوقائي»، ويؤكد على أن جهاز كشف الحريق الذي لا يتجاوز سعره الـ60 ريالا قادر على العمل بفاعلية وكفاءة، وهو ثمن يصفه بـ«المقدور عليه»، مع إشارته لوجود أجهزة أقل من هذه التكلفة في السوق.

ويفيد أبوسل بأن «أهم معيارين من الواجب أخذهما بالاعتبار عند تركيب جهاز كشف الحريق هما: الموقع ودرجة خطورته، ومساحة المكان»، في حين أشار إلى أن «الشقق السكنية هي أكثر مكان معرض للحرائق، والمطبخ هو الأعلى من حيث الخطورة يليه غرفة الجلوس»، ويتابع حديثه بالقول «أنظمة الإنذار تعتبر أنظمة تنبيه فقط، ولا بد أن يكون بجانبها طفايات حريق حتى تكون هناك آلية للتدخل السريع».

ويبين أكرم محمد، وهو مسؤول في شركة «مركز سلامة لمعدات مكافحة الحريق المحدودة»، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن أجهزة إنذار الحريق موجودة في مختلف المنشآت التجارية لكن حضورها ضعيف داخل البيوت، مؤكدا أن البعض يكتفي بتركيب جهاز صغير في منزله، والبعض الآخر يعتمد على نظام إنذار متكامل، وبسؤاله عن تكلفة هذا النظام يقول «في حال وجود 4 أو 5 غرف داخل المنزل، يتم تركيب شبكة تتضمن جهاز التحكم عن بعد، وهذه تكلف نحو 12 ألف ريال، لكنها شديدة الفاعلية».

في حين ترى نجوى فرج، وهي اختصاصية توعية في مستشفى قوى الأمن بالرياض، خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن «ثقافة السلامة المنزلية ما زالت دون المأمول بين غالبية أفراد المجتمع»، وأضافت قائلة «من المفترض أن تكون شريحة المتعلمين هم أول من يبادر لأخذ احتياطات الأمن والسلامة داخل البيوت، لكن مع الأسف الشديد البعض يعتقد أن أجهزة الكشف عن الحريق مهمة فقط داخل الشركات والمنشآت التجارية، دون البيوت، وهذا أمر خاطئ!».

من جانبه، يشدد لـ«الشرق الأوسط»، المتحدث الرسمي في المديرية العامة للدفاع المدني المقدم عبد الله الحارثي، على أن «جهاز الكشف عن الحريق «ضروري جدا في كل بيت»، ويتابع بالقول «أغلب الحوادث التي حدثت في الشهرين الماضيين كانت بسبب عدم الاستجابة الأولية للدخان وإخراج الأبناء من المنزل، وهذه أول خطوة، فعند الحريق يجب إخلاء البيت من المواطنين ثم يفكر المواطن في الاتصال بالدفاع المدني أو إطفاء الحريق».

وكشف الحارثي أن اليوم العالمي للدفاع المدني والذي يوافق 1 مارس (آذار) المقبل سيكون موضوعه عن السلامة المنزلية، وأضاف قائلا: «نحن نقول للمواطنين إن حياتكم أغلى من عدم شراء جهاز كاشف للدخان تكاد تكون قيمته المادية ضئيلة جدا، فالبعض يعتقد أن تكلفة هذه الأجهزة تماثل تكلفة أنظمة الأمن والسلامة الموجودة في المصانع والمكلفة ماديا، وهذا اعتقاد خاطئ، فما تتطلبه المنازل هو أقل تكلفة من ذلك».

وما يعزز من حديث الحارثي عن تزايد حوادث الحريق خلال الشهرين الماضيين هو التراجع الشديد في درجات الحرارة، وما يتبع ذلك من تزايد استخدام المواقد الكهربائية وإشعال الفحم داخل البيوت، مما يرفع من معدلات الحرائق المنزلية خلال هذه الفترة من العام، حيث تفيد آخر إحصائية للمديرية العامة للدفاع المدني بأنه زادت حوادث احتراق المواقد العام الماضي بنسبة 10% عن العام الذي يسبقه، مسجلة 1493 حادثة.

وتوضح المديرية العامة للدفاع المدني عبر موقعها الإلكتروني أنواع أجهزة الكشف الشائعة، والتي من أبرزها جهاز كشف الدخان، وهو جهاز يستخدم بنسبة عالية جدا في أنظمة الكشف عن الحريق نظرا لتميزه بإمكانية كشف معظم أنواع الحرائق وهي في بدايتها، وتصنف هذه الأجهزة إلى 3 أصناف: جهاز كشف الدخان الأيوني الذي يتحسس الدخان المرئي وغير المرئي، ويستخدم في حرائق الورق، وجهاز كشف الدخان الضوئي الذي يتحسس الدخان المرئي والمعلقات الكبيرة التي تتطاير للأعلى بفعل الحرارة، وجهاز كشف الدخان ضمن مجاري نظام التكييف.

ويوجد نوع آخر من أجهزة كشف الحرائق، وهو جهاز كشف الحرارة، ويركب في الأماكن التي تتعرض لأحد العوامل التي لا تسمح باستخدام جهاز كشف الدخان، مثل: الأبخرة والغازات مما يعطي إنذارات كاذبة إذا استخدمت أجهزة كشف الدخان، إضافة إلى استخدام أجهزة كشف الحرارة في الأماكن التي يمكن أن يحدث فيها حريق سريع الاشتعال دون دخان كثيف. وأخيرا، جهاز كشف اللهب، ويستخدم في الأماكن الخارجية المفتوحة، حيث لا يمكن استخدام أجهزة كشف الدخان أو الحرارة، أو في الأماكن التي فيها غازات أو أبخرة، أو الأماكن ذات الأسقف العالية.

وحسب ما يفيد موقع المديرية العامة للدفاع المدني فإنه لتحديد نوع الكاشف الصحيح والمطلوب يجب تحديد ومعرفة الآتي: نوع الحريق الممكن حدوثه، جغرافية المكان مثل ارتفاع الأسقف وهل المكان مغلق أم مفتوح، الظروف المحيطة مثل درجة الحرارة العادية والمتوقعة ودرجة الرطوبة، وهل هناك تيارات هوائية قوية بالمنطقة أو مجال مغناطيسي قوي أم هل هي معرضة للاهتزاز أو الصدمات، نوع النشاط الذي يمارس في تلك المنطقة، وهل المواد المستخدمة يمكن أن تؤثر على أداء أجهزة الكشف (مثل المواد التي تعطي أبخرة أو غازات أو إشعاعات)، وهل يوجد ضجيج أو أصوات عالية.