باعة متجولون يروجون بضاعة رديئة بأسعار عالية عبر منصات غير قانونية

استغلوا شعار «تحطيم الأسعار» بحذر.. واستخدموا المساجد لتصريف منتجاتهم

الطرق والمساجد أصبحت المواقع الأهم لدى الباعة المتجولين لتصريف بضاعتهم («الشرق الأوسط»)
TT

وأنت تسير في بعض الطرق الرئيسية في العاصمة السعودية الرياض تلاحظ سيارات منتشرة أمام الطرق تقف بجوار الطريق، تحمل أنواعا من الخضار والفواكه يعمل على بيعها عدد من الوافدين، وذلك عبر الإشارة للمارة بالطريق، بدوام يومي يصل في الغالب إلى 12 ساعة منذ الصباح وحتى دخول المساء.

وقد لاحظ الكثير أن أسعار الخضار لدى البائعين المتجولين أعلى منها لدى أصحاب المحال التجارية، ورغم ذلك يجدون إقبالا كبيرا، الأمر الذي أثار حفيظة الكثير من زوارهم.

وحول ارتفاع الأسعار قال محمد كاظمي، أحد الباعة المتجولين في الطريق الدائري الشرقي في مدينة الرياض، بعد سؤال «الشرق الأوسط» له عن صحة ما ذكر حول شكاوى العملاء من زيادة أسعار الخضار لديهم مقارنة بالمحال التجارية: «بضاعتنا طازجة وغير مخزنة في البرادات كما يفعل الكثير من محلات الخضار، وليس لدينا أماكن تحفظها كما هو الحال في المحلات، ونقوم ببيعها في نفس اليوم حتى لا تفسد».

ويبين كاظمي أن البضاعة الباقية يتم تصريفها عبر المساجد والجوامع، خصوصا القريبة من مراكز صيانة السيارات المنتشرة في أحياء العاصمة، وذلك لوجود عدد كبير من العمالة الوافدة التي تقبل على شرائها بنصف سعرها، الذي كانت عليه في السابق، والتي لاقت إقبال المصلين بعد خروجهم على شرائها بشكل سريع بحكم أنها أقل مما كان يباع في بداية اليوم.

ويضيف راشد الغامدي، الموظف في القطاع الخاص، أن بعض السعوديين أخذ انطباعا عن الباعة المتجولين برخص الأسعار، مما دفع الكثير من الباعة إلى استغلالهم واللعب بالأسعار دون رقيب.

وتتمثل هذه الظاهرة من خلال منصة تعرض عليها الخضروات أمام المساجد، والتي تستمر في غالب الأحيان لساعة أو ساعتين بعد الصلوات، خصوصا صلاة الجمعة التي تعتبر أهم الأوقات لديهم، لعرض ما لديهم من خضراوات وفواكه، وبعض المنتجات، مثل الأحذية البلاستيكية والمساويك وبعض المنظفات والخردوات، ويعتقد الكثير أن أسعارها منخفضة وأقل من سعر السوق، وتعتبر منفذا جيدا لمعظمهم، خصوصا العمالة الذين يقبلون عليها.

بعض المستهلكين يفضلون الشراء من هؤلاء الباعة نظرا لأسعارها المعقولة ولا ينظرون إلى جودتها، والبعض الآخر ينظر إليها على أنها تكفيهم الذهاب إلى مراكز التسوق التي تبيع السلعة بضعف سعرها من الباعة الجائلين.

وهنا يقول أحمد العابس، أحد المتسوقين لدى الباعة المتجولين: «إن الخضراوات في الغالب تكون مع الباعة جديدة وغير مخزنة في البرادات، لعدم وجودها لدى الباعة، وكذلك أسعارها مناسبة، فالبائع لا يتحمل إيجارا ويهمه أن يبيع بضاعته بأسرع وقت ولو بهامش ربح بسيط، وأنا يهمني السعر المناسب بالدرجة الأولى».

ويوضح العابس أن «ربطة الخس الحجم الكبير لا يتجاوز سعرها ريالين لدى البائع المتجول، في حين يقوم صاحب المحل بتقسيم الربطة إلى أكثر من خمس ربطات وبيع كل واحدة بريال واحد، فأنا في هذه الحالة أوفر ثلاث ريالات، وقس على ذلك». ومن جانبه يقول سعيد الغامدي، موظف حكومي: «بالنسبة للسلع غير المهمة مثل الأحذية البلاستيكية التي تستخدم في دورات المياه أو بعض الأشياء الاستهلاكية التي لا تدخل في الطعام مثل المناديل الورقية وأكياس النفايات وغيرها فإنني أفضل أن أشتريها من الباعة المتجولين نظرا لانخفاض سعرها مقارنة بالمحلات».

من ناحية أخرى يوضح عبد العزيز العثمان، أحد المشترين، أن «الباعة المتجولين دائما يكفون المستهلك عناء الذهاب للتسوق، خصوصا الخضار والفواكه، فإنني أفضل أن أشتريها بعد الصلاة نظرا لسعرها المناسب الذي ينخفض أكثر من 50% عن أسعار المحلات».