صالح كامل: سوق السياحة السعودية تلامس سقف الـ80 مليار ريال

جدة تتأهب لإطلاق معرضها الثاني للسياحة والسفر

TT

أكد مصدر مسؤول في الغرفة التجارية الصناعية بجدة ارتفاع حجم سوق السياحة في السعودية، ليلامس سقف الـ80 مليار ريال، الأمر الذي يؤكد أن صناعة السفر والسياحة صناعة كبيرة وهامة للاقتصاد الوطني ومستقبله، واعدا بتوفير فرص وظيفية للشباب السعودي من خلال التعاون مع مؤسسات القطاع الخاص بعد تأهيلهم وتدريبهم في المعاهد وكليات السياحة التي تقدم التخصصات التي تحتاجها سوق العمل في هذا القطاع.

وبين صالح كامل، رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة، أن النمو المتسارع الذي يشهده القطاع السياحي في المملكة والذي تقدر معدلاته بنسبة 30 في المائة، يعكس بيئة المملكة الاستثمارية المثالية القائمة على دعائم قوية من الاستقرار السياسي والانتعاش الاقتصادي والثقل الدولي الذي تتمتع به، وهو ما انعكس في نمو حجم الاستثمار بكل مجالاته، وشجع المستثمرين السعوديين والعرب والأجانب على التوجه باستثماراتهم السياحية إلى المملكة، وخاصة أن السائح السعودي يعد عنصرا مهما في الصناعة السياحية على مستوى المنطقة العربية والعالم ككل.

جاء ذلك أثناء التجهيز لانطلاق معرض جدة للسياحة والسفر الثاني تحت شعار «بوابة العبور للسياحة»، برعاية الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز، في الأول من مارس (آذار) المقبل الذي يستمر ليومين، بتنظيم مجموعة الـ«فور إم» بالتعاون مع غرفة جدة والهيئة العامة للسياحة والآثار وأمانة محافظة جدة.

ولفت كامل إلى أن معرض جدة للسياحة والسفر في نسخته الثانية يبرز التنوع السياحي الذي تعيشه المملكة، لامتلاكها عددا من المناطق والمحافظات الجميلة ذات الطقس المتنوع والجاذب للسائحين من كل أنحاء العالم، عادا المعرض فرصة للفئات المستهدفة في قطاعات السياحة المختلفة، التي تمثل قطاع الإيواء والتسوق والترفيه وقطاع السفارات والقنصليات وقطاع سياحة الصحة والاستشفاء ووكالات السفر والسياحة وقطاع التطوير العقاري للمنشآت السياحية والاتصالات ومقدمي الخدمات السياحية ولجان تنمية السياحة.

وأشار إلى أن المعرض الذي يتخذ من «بوابة العبور للسياحة» شعارا له، ناجم عن فكر ووعي كامل بما أصبحت عليه السياحة من مستوى متقدم يختلف عما كانت عليه في السابق، فهي من المقومات الاقتصادية والتنموية للدول، وهذا مما يدلل عليه المعرض في ظل وجود الشركات السياحية بشكل مكثف باعتباره سوقا للتعريف بمنتجاتها واستثماراتها وإظهار مناطق الجذب السياحي للزوار والسياح لمدينة جدة على وجه الخصوص، حيث تمتلك شواطئ جميلة وكورنيشا طوله 48 كيلومترا يعتبر أكبر كورنيش على المستوى المحلي إن لم يكن عالميا، كما تضم 360 مجمعا تجاريا وسوقا شعبية، فضلا عن أن جدة بوابة للحرمين الشريفين.

وأوضح كامل أن مفهوم السياحة لا يعني التخلي عن العادات والتقاليد أو الخروج عن المبادئ والمرتكزات التي حث عليها الدين الإسلامي الحنيف، وإنما هو مفهوم حضاري وثقافي من أجل إبراز جوانب حضارة المدن السعودية كتراث وحضارة وثقافة. وفي السياق نفسه بينت مايا حلفاوي، رئيسة اللجنة المنظمة للمعرض، أن المعرض الذي تنطلق فعالياته بفندق هيلتون جدة ويستمر على مدى ثلاثة أيام، أقيم على مساحة تقدر بنحو 4800 متر مربع، ويستقطب أكثر من 200 عارض من كبرى الشركات المتخصصة في القطاع السياحي، ويتوقع أن يتابعه أكثر من 10 آلاف زائر لما يلعبه المعرض من دور في تشجيع السياحة الداخلية والنهوض بها وغرس ثقافة السياحة الداخلية لدى الأجيال، وتعريف المواطن السعودي بتنوع السياحة الداخلية وما تمتاز به من مناطق أثرية وتاريخية ودينية.

وأشارت إلى أن المعرض يجسد أهمية السوق السياحية السعودية التي تعد من أضخم الأسواق في منطقة الشرق الأوسط، وفق ما تؤكده الإحصائيات السياحية، كما أن معرض جدة للسفر والسياحة يمثل إضافة جديدة لقطاع سياحة المؤتمرات والمعارض، لكونه من أوائل المعارض المتخصصة في مجال السياحة والسفر والخدمات السياحية التي تقام بالمملكة، منوهة بأن أهمية هذا المعرض تتضاعف في ظل تزامن موعد إقامته مع بدء برامج الترويج والتنشيط السياحي.

وبينت رئيسة اللجنة المنظمة للمعرض أن المعرض وضع جملة من الأهداف الجوهرية لإبراز الخدمات السياحية في المنطقة والإسهام في التنمية السياحية، وتسليط الضوء على أحدث المستجدات في القطاع الخدمي والسياحي، بالإضافة إلى استقطاب أكبر عدد من السياح من الداخل والخارج، وإتاحة الفرصة للشركات السياحية والسفر للترويج لبرامجها وعروضها السياحية من خلال المعرض، وإبراز صناعة السياحة من خلال تقديم المنتجات السياحية الجديدة وتفعيل تبادل الخبرات بين أصحاب هذه الصناعة.

وأضافت: «يواكب المعرض التطورات التي تشهدها مدينة جدة بداية من التنوع في مختلف أنواع السياحة»، مشيرة إلى وجود المستشفيات والمراكز الطبية المتطورة، إلى جانب وجود المحميات الطبيعية في بعض مناطق المملكة والسواحل الموجودة على البحر الأحمر وضفاف الخليج.

وأوضحت أن مدينة جدة تتميز بأنها مدينة المؤتمرات والمنتديات والمعارض الدولية على مستوى المنطقة، وكذلك إقامة المناسبات الرياضية ووجود مراكز وأسواق دولية منتشرة في كل مكان، حيث يمثل المعرض إضافة نوعية لما تشهده المملكة من نمو واضح في مجال سياحة المعارض والمؤتمرات خلال السنوات القليلة الماضية. وتوقعت حلفاوي أن تشهد السياحة السعودية في السنوات المقبلة مزيدا من التنوع والازدهار بقيادة القطاع الخاص، لا سيما أنها تتميز بقدرتها على إحداث التنمية بالمناطق المختلفة في بيئتها ومميزات جذبها، مما جعلها متنوعة في تقديم منتجاتها السياحية، مشيرة إلى أن المشاريع السياحية الجديدة ستساهم في تطور هذا القطاع بشكل لافت من خلال تأسيس وافتتاح عدد من المشاريع التي يرغب فيها المجتمع السياحي في ظل ما سخرته الهيئة العامة للسياحة والآثار من مناخات ملائمة لإقامتها، والتعريف بالفرص الاستثمارية في المرافق والخدمات السياحية بدعم ومتابعة وتوجيهات من الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار.