مرور جدة لـ «الشرق الأوسط»: النهضة العمرانية والمشاريع سببان رئيسيان للاختناقات المرورية

انخفاض نسبة الوفيات الناتجة عن الحوادث بـ52 حالة عن عام 2010

حل مشكلة اختناقات جدة يتمثل في اكتمال المشاريع ودخول النقل العام بمفهومه الصحيح (تصوير: ثامر الفرج)
TT

أرجع العميد محمد القحطاني مدير إدارة مرور جدة سبب زيادة ازدحام مدينة جدة هذه الفترة تحديدا إلى مشاريع البنية التحتية المنتشرة في كافة شوارعها، وطالب سكان وزوار مدينة جدة بأن يتحلوا بالصبر حتى تنتهي المشاريع التي ستؤدي إلى الحلول الدائمة خلال الفترة المقبلة وستنهي مشكلة الازدحام.

ونفى القحطاني أن يكون سبب الازدحام هو إجازة الربيع التي تتمتع بها أغلب مدن المملكة، أو البرد الذي تشهده مختلف المناطق، وقال لـ«الشرق الأوسط» تعتبر جدة مدينة جذب سياحي على مدار العام، من ناحية السياحة الدينية والمواسم السنوية والمراكز التجارية.

وبين القحطاني أن النهضة الاقتصادية والعمرانية الكبيرة التي تشهدها المملكة على كافة المحاور والأصعدة، إضافة إلى كثرة مشاريع البنية التحتية، ومشاريع حل الاختناقات المرورية كالكباري والأنفاق الموجودة في أهم التقاطعات بمدينة جدة جميعها تترك أثرا سلبيا على الحركة العامة، دون أي إضافات أو زيادة في عدد زوار المدينة، لا سيما ونحن نلحظ هذه الاختناقات المرورية على مدار العام إلا أنها تزداد وتتفاقم في مثل هذه المواسم.

وأضاف القحطاني نلاحظ أن مداخل محافظة جدة الآن والمتمثلة في طريق الحرمين وطريق المدينة وكوبري الخير، جميعها تشهد كثافة عالية خلال أوقات الذروة، مشيرا إلى عدم وجود حوادث أو سيارات تعمل على تعطيل وإيقاف هذه الطرق، موضحا أن السبب الرئيسي لهذه الاختناقات المرورية هو وجود أعداد هائلة من المركبات على كافة المحاور.

وكشف عن إعداد مرور جدة لخطة مرورية تشمل أهم المواقع التي يتم فيها معالجة هذه المشاريع، موضحا أن هذه المعالجة لا تكون نهائية، لأن هذه المشاريع تترك أثرا سلبيا أثناء تنفيذها على الحركة المرورية، فتؤدي إلى ازدحام كبير، الأمر الذي يجعل سكان مدينة جدة وزوارها يذهبون إلى الطرق الحرة كطريق المدينة وطريق الحرمين ويبتعدون عن الطرق الدائرية.

ولفت القحطاني إلى أن جميع طرق جدة هذه الفترة إما مغلقة أو يوجد بها تحويلات بسبب المشاريع، وهذا الأمر فاقم المشكلة أثناء التنفيذ، إلا أنه أوضح أهمية المشاريع وقال: «على الرغم مما لهذه المشاريع من أثر سلبي فإنه لا بد أن نصبر حتى تنتهي لنجني الفائدة المرجوة منها، خاصة لو علمنا أنها مهمة لحل الاختناقات المرورية».

وأشار إلى أن البنية التحتية من مشاريع الصرف الصحي وتصريف السيول جميعها مشاريع ضخمة تتم بشكل كامل على كافة الطرق، الأمر الذي أدى أيضا إلى أن يسلك الناس الطرق الرئيسية (المحاور) كطريق الأمير ماجد وطريق الملك فهد وشارع المكرونة وشارع الأمير سلطان وفلسطين ونجد أن جميعها مقفلة لأنها تقاطعات فيها مشاريع ضخمة، إلا أننا انتهينا من بعضها مؤخرا، مشيرا إلى افتتاح كوبري صاري مع شارع الأمير ماجد خلال الأسبوع الماضي، الأمر الذي أدى إلى تخفيف الاختناقات، كما حررنا قبل فترة قصيرة طريق الملك عبد الله.

ولفت إلى أن الخطط القادمة التي ستنفذ طوليا - من الشمال إلى الجنوب - تحرير شارع الأمير ماجد وطريق الملك عبد العزيز، وبالنسبة للمشاريع التي تحررت عرضيا - من الشرق إلى الغرب - طريق الملك عبد الله الذي حررناه جزئيا، أي أنه تم إلغاء التقاطعات وإنشاء كوبري أو نفق مكانه حتى تكون بلا توقف.

وأشار إلى أن شارع فلسطين الآن يشهد مشروعا قائما لتحريره حتى البحر إضافة إلى عدة مشاريع أخرى قائمة، من بينها شارع التحلية وشارع صاري الذي يوجد به أكثر من مشروع، مبينا أن هذه المشاريع الضخمة التي تشمل كافة التقاطعات الرباعية تؤدي إلى ازدحام كبير جدا أثناء التنفيذ.

وأوضح أنه وبعد الانتهاء من هذه المشاريع إلى جانب وجود النقل العام الذي لا بد أن يتوافق مع هذه المدينة الكبيرة والمزدحمة بحسب المفهوم الصحيح للنقل العام من قطارات وحافلات راقية ستحل مشكلة الاختناقات والازدحام المروري الذي نعاني منه.

وحول الخطط التي وضعها مرور جدة لحل مثل هذه الاختناقات بيّن أنه تمت تهيئة الدوريات حتى توجد في المحاور المزدحمة، وقال: «حددنا 150 موقعا تكثر فيها الحوادث الخطرة، كما ركزنا على تخفيض السرعة في هذه الأماكن للتقليل من الحوادث، إضافة إلى أننا ركزنا على ضرورة أن نخفض من السرعة في هذه المواقع للتقليل من الحوادث»، مشيرا إلى أن نسبة حوادث الوفيات للعام الماضي 2011 انخفضت بما يقارب 52 حالة عن العام السابق 2010، وأن الحوادث تقسم إلى حوادث تلفيات بسيطة ومتوسطة وحوادث إصابات وحوادث وفاة.

وأوضح القحطاني أن الشاحنات والوايتات التي تسير بشكل يومي في شوارع جدة لها دور سلبي في الازدحام وتعطيل الحركة المرورية من خلال اختلاطها بالمركبات ووقفها بشكل غير حضاري على الطرقات وفي الأحياء، واستطرد «على الرغم من آثارها السلبية فإن سبب وجودها هو حاجتنا لها، لا سيما مع عدم اكتمال البنية التحتية»، مشيرا إلى أنه حال توفر الصرف الصحي ومياه الشرب لما احتجنا لها.

وأضاف: «بالنسبة لوجود الشاحنات التي تنقل مواد البناء وغيرها، ذكرت في بداية الحديث أن جدة تشهد نهضة عمرانية كبيرة للبنية التحتية ونهضة عمرانية كبيرة لحل الإشكاليات المرورية وغيرها من المشاريع التي هي بحاجة لوجود هذا الكم الهائل من الشاحنات لتوصيل مثل هذه المواد التي تقوم عليها المشاريع».

واستطرد: «لا نستطيع أن نجبر المرور على منع هذه الشاحنات من المرور في الطرق والشوارع والأحياء السكنية، ولكن خاطبنا أمانة محافظة جدة لتقوم بتحديد مواقع لحجز هذه الشاحنات ومنعها من الدخول في أوقات معينة، إلا أن الكثير من هذه المشاريع تحتاج إلى أن تعمل على مدار 24 ساعة كالمياه والصرف الصحي لا يمكن أن نربطها بوقت معين، لذا فالمرور يعي أهمية وجودها وحاجة السكان لها».