«سور الأزبكية».. أول معرض لبيع الكتب المستعملة في جدة

أعلى سعر لكتاب 100 ريال.. وأقل سعر 3 ريالات

كميات هائلة من الكتب المستعملة وصلت للمعرض (تصوير: عبد الله بازهير)
TT

شهدت إحدى المكتبات السعودية بمدينة جدة الأسبوع الماضي إقبالا واسعا من قبل مختلف فئات المجتمع، خاصة الطلبة والطالبات وهواة القراءة، حيث شغل عدد كبير من الكتب المستعملة حيزا كبيرا من طاولات هذه المكتبة.

الفكرة جاءت من قبل مجموعة من الشباب والفتيات السعوديين، يبلغ عددهم خمسة أشخاص، قرروا إقامة معرض لمدة أسبوع يهتم ببيع الكتب المستعملة، حتى يستفيد منها الغير بدلا من تخزينها في المكتبات المنزلية والأرفف.

وبينت فاطمة النقيب، المنسقة الثقافية في مكتبة «جسور» الثقافية، أن إقامة مثل هذه المعارض تعتبر جديدة على المجتمع السعودي، لا سيما أنها تتيح الفرصة لكثير من الشباب والفتيات الفرصة لشراء الكتب القديمة والغنية بسعر رمزي. ولفتت إلى أن الكتب القديمة دائما تجد من يشتريها لأنها تحمل معنى كبيرا، إضافة إلى أن الكثيرين يجدون المعلومات القيمة والغنية في هذه الكتب القديمة التي قد لا يجدونها في الكتب الحديثة والمكتبات الخاصة.

وأشارت إلى أنهم أطلقوا على المعرض معرض «سور الأزبكية» نسبة إلى سور الأزبكية، ذلك المكان الشهير بجمهورية مصر العربية منذ أكثر من مائة عام، حيث يتردد عليه القراء والأشخاص المهتمون بالكتب سواء الأثرية أو النادرة القيمة، إضافة إلى الصفحات القديمة التي لم تعد متوافرة، أو أنها لم تعد تطبع، فمن الممكن أن تكون موجودة في سور الأزبكية. وأضافت «من هنا انطلقت فكرة المعرض، وأطلقنا عليه (سور الأزبكية) حتى يصل مفهومه للناس، وبالفعل وجدنا إقبالا كبيرا وترحيبا من الأشخاص الذين لديهم مجموعة من الكتب القيمة القديمة والتي لم يعودوا يستخدمونها ويرغبون ببيعها ليستفيد الآخرون منها».

وأوضحت أنهم نتيجة الإقبال الشديد على المعرض يفكرون في إقامته بشكل مستمر كل ستة أشهر حتى تكون الكتب موجودة بصفة مستمرة، لافتة إلى أن «هذه التجربة الأولى كانت عبارة عن تجربة والحمد لله نجحت، ووجدنا تقبلا كبيرا من المجتمع السعودي».

وحول زوار المعرض بينت النقيب أنه كان يزور المعرض ما يقارب 200 شخص يوميا، ويصلهم ما يقارب 600 كتاب، وأضافت «في اليوم الأول تحديدا كانت نسبة المبيعات كبيرة جدا والطاولات خالية من الكتب»، مؤكدة أنهم يستقبلون مجموعات من الكتب المستعملة حتى الآن، الأمر الذي دعاهم للتفكير في عمل معرض آخر. وأضافت «نفكر في إقامة المعرض بشكل أكبر في الأيام القادمة، حال توافر الدعم، لأن مكتبة (جسور) صغيرة، وكان الإقبال كبيرا جدا»، مبينة «استقبلنا أنواعا مختلفة من الكتب التاريخية والدينية والأدبية والعلمية القديمة، والحمد لله جميعها بيعت».

واستطرد «نظرا لكثرة الكتب التي أحضرها الناس اضطررنا لتمديد فترة استقبال الكتب حتى وقت إقامة المعرض، حيث وصلنا الكثير منها أثناء الافتتاح، فقمنا بفرزها وتسعيرها». وأوضحت أن هذه الكتب تعتبر نادرة وقديمة، حيث أحضرها الأشخاص عندما كانوا يدرسون في الخارج، ولم تعد تباع الآن، لكنها مطلوبة. وحول مصادر هذه الكتب بينت أن هناك كتبا من مصر ولبنان والجزائر وكثير من الدول العربية والغربية النادرة، وقالت «حتى مجلات وكتب الأطفال وصلتنا كميات رائعة وهائلة مختلفة اللغات، فكان المعرض مبهرا».

وقالت «لم نعتد على مشاهدة هذا التنوع والكمية الكبيرة من الكتب في مكان واحد، لأن هذه الفكرة غير موجودة في السعودية، لذلك أنا أعتبر أن هذه التجربة غنية ولا بد من تكرارها»، وأضافت «هناك كتب كثيرة بيعت فور وصولها، منها ما يتحدث عن تاريخ السعودية»، وأشارت إلى بيع كتاب يتناول في مضمونه مراسلات بين الملك عبد العزيز والملك حسين، وكتب تتحدث عن الأسر السعودية والشخصيات القديمة فيها.

وحول أسعار هذه الكتب بينت أن صاحب الكتاب يضع السعر الذي يرغب في بيعه به، وهناك أشخاص يتركون لهم تقييم الكتاب وتسعيره، لافتة إلى أن أعلى سعر لكتاب لا يتجاوز الـ100 ريال، وأقل سعر 3 ريالات، وأشارت إلى وجود كتب مقدمة من بعض الجمعيات الخيرية يقومون ببيعها مقابل 20 ريالا.

وبينت أن أغلب الأشخاص الذين يقومون ببيع كتبهم إما أن يكونوا شبابا مبتعثين لا يستطيعون أن يصطحبوا كتبهم معهم، أو أن يكون أحد الأشخاص ورث مكتبة غنية عن أبيه أو جده وهو غير مهتم بالقراءة فيقوم ببيع هذه الكتب، والبعض الآخر لديه نسختان من الكتب، أو أنه لم يقرأها فيبيعها كي يستفيد منها الآخرون.