«جنادرية 27» يناقش إشكالية مشاركة المرأة في القضايا الوطنية

الرئيس الكوري يحضر المهرجان بعد اختيار بلاده ضيف الشرف للدورة الحالية

جانب من المؤتمر الصحافي الذي أعلن خلاله عن رعاية خادم الحرمين الشريفين حفل «الجنادرية 27».. ويظهر نائب رئيس الحرس الوطني وسفير كوريا الجنوبية لدى الرياض (تصوير: مسفر الدوسري)
TT

أعلن في العاصمة السعودية، الرياض، أمس، عن تفاصيل الأنشطة الثقافية للمهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية»، حاملة في طياتها مواضيع حيوية في ظل عام مضطرب سياسيا، إذ سيناقش تحت طاولة مواضيع المثقف العربي والمتغيرات السياسية، وعلاقة العرب بإيران، ضمن سلسلة ندوات العرب والقوى الإقليمية، إضافة إلى موضوع المرأة وإشكالية المشاركة الوطنية الفاعلة.

وعقد مؤتمر صحافي مع قرب انطلاقة المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» في نسخته الـ27، التي سترافق المهرجان، أدار دفته عبد المحسن التويجري، نائب رئيس الحرس الوطني المساعد، أعلن خلاله عن حلول كوريا الشمالية ضيفة الشرف على المهرجان بحضور الرئيس الكوري، كما تصدر المواضيع التي ستطرق قضايا الوسط المجتمع السعودي خلال دورة العام الحالي «الشباب طموحات وتطلعات وتوقعات». إلا أن المنظمين أبرزوا محور «رؤية خادم الحرمين الشريفين في الإصلاح المالي والإداري ومحاربة الفساد» كأحد أهم محاور النشاط الثقافي في «الجنادرية 27»، إضافة إلى الإعلام التفاعلي والشباب والمتغيرات، هذا الملف الذي أولاه رأس الهرم في البلاد، الاهتمام، عبر مكافحة الفساد، والعمل على الإصلاح الإداري والمالي.

أمام ذلك، تحدث عبد المحسن التويجري، نائب رئيس الحرس الوطني المساعد، عن أن نشاطا مخالفا لرجال الدين في «الجنادرية»، بالقول: «لقد تشرف المهرجان بأن يسهم بفعالية في حمل رسالة المملكة الثقافية ويؤسس له، ليضعها في قالب من التمازج والتحاور، فكان إرهاصا لانطلاقات كبرى نحو رصد ثقافي داخلي، يتلوه امتداد عربي إسلامي، ينطلق به لآفاق العالمية، سابقا الزمن في مباشرة القضايا الكبرى، منها الإسلام والغرب، والإسلام والشرق، والحوار الإسلامي - الإسلامي، والغلو والتطرف، وحوار الحضارات، وحوار الثقافات، والمياه، والنفط، غيرها».

وأكد التويجري أن المهرجان الوطني الذي استطاع أن يجمع بين إنماء الثقافة بمعناها الواسع ويمازج بينها وبين المحافظة على مفردات التراث بأجمل صورها ومشاهداتها، وتابع قائلا: «حافظ المهرجان على امتداد الحرفة والصنعة وتبنى الحركة المسرحية، وإعادة رسم لوحة الماضي جميلة بكل معانيها، ولا شك أن وجود الجميع من إمارات المناطق والوزارت انعكاس محمود للوحدة الوطنية».

وبين التويجري خلال رده على أسئلة رجال الصحافة والإعلام على موضوع المضايقات التي قد تصدر من فئات أو رجال دين في القرية التراثية، بالقول: «نحن حريصون على أن لا توجد مضايقات، وندعو للإخوان بالهداية، ونرجو التزام الجميع بالقوانين».

وأشار التويجري إلى أن سلسة انتقادات وصلت إلى الحرس الوطني في الأعوام السابقة، فيما يتعلق بالرجوع إلى النظام القديم في الجنادرية، القاضي بدخول النساء في أيام والرجال في أيام أخرى بالقول: «وصلتنا انتقادات في السنوات الماضية، وعملنا دراسة، وخلصنا إلى الوصول إلى النظام المعمول به، وأفضل شيء أن تدخل الأسرة بأولادهم، ونحن مقتنعون بهذا النظام الحالي».

وبين الموضوع الذي يطرح كل عام، حول تمديد فترة المهرجان، بالتأكيد أن ذلك راجع لقرار خادم الحرمين الشريفين، كما أشار التويجري إلى أن حفل الافتتاح النسائي خلف كثيرا من المشكلات والانتقادات، وتابع بالقول: «إن موضوع حفل الافتتاح خلق لنا حزازيات ولم يتم الإلغاء إلا بعد دراسة وافية من قبل لجنتين، هما اللجنة العليا واللجنة العادية».

وطالب نائب الرئيس المساعد التلفزيون السعودي بتخصيص حيز إضافي من التغطية التلفزيونية، وهو ما أكده الدكتور سليمان العيدي، وكيل وزارة الثقافة والإعلام لشؤون التلفزيون، بتخصيص إحدى القنوات للبث طيلة اليوم.

وضيف الشرف لهذا العام وهو كوريا الجنوبية، سيعرف الزائر للقرية التراثية على الثقافة الكورية، من خلال العروض التي ستقدم في الجناح الكوري وسيتيح الجناح فرصا غنية للتعرف على ثقافة هذه الدولة الصديقة.

وتمثل العرضة السعودية، التي يرعاها خادم الحرمين الشريفين، أحد أهم نشاطات المهرجان الوطني للتراث والثقافة، التي تعبر عن وحدة الوطن واتحاد الشعب والقيادة، وتمثل تجسيدا لعزة الأمة وقوتها وتماسكها، حيث ستقام العرضة السعودية لهذا العام يوم الثلاثاء 14 فبراير (شباط) المقبل، وذلك في الصالات الرياضية بالدرعية.

وسوف يتخلل البرامج الثقافي للمهرجان في دورته الجديدة مواضيع «المثقف العربي والمتغيرات السياسية»، و«جدلية العلاقة بين السلطة والمثقف في العالم العربي»، و«المثقف العربي والمتغيرات»، و«العلاقات السعودية الكورية وآفاق المستقبل»، إضافة إلى تصدر «رؤية خادم الحرمين الشريفين في الإصلاح المالي والإداري، ومحاربة الفساد».

وتشمل البرامج «العرب والقوى الإقليمية»، و«التحاور حول العرب وإيران.. «محددات العلاقة ومستقبلها»، «العرب وإيران.. فرص الشراكة والتعاون»، «العرب وتركيا.. الأمن الإقليمي»، و«العرب وتركيا.. العلاقات السياسية والاقتصادية»، «العرب وأفريقيا.. والوجود الإسرائيلي»، «العرب وأفريقيا.. والعمق الاستراتيجي».

وعلى جانب قضايا المجتمع السعودي، يبحث موضوع «المرأة.. وإشكالية المشاركة الوطنية الفاعلة»، و«الشباب.. طموحات وتطلعات ومعوقات»، و«الإعلام التفاعلي والشباب والمتغيرات»، «الجيل والإعلام التفاعلي والمجتمع»، وورشة عمل حول: «الإعلام التفاعلي والشباب والمتغيرات».

ويتخلل مهرجان الجنادرية بصفة سنوية سباقات الهجن، إذ يشارك ما يربو على 1200 مشارك في أشواط السباق الستة للهجن، كما يتخلل أجندة الأعمال أوبريت الجنادرية، الذي يأتي من كلمات الشاعرة الراحلة، مستورة ضويعن الأحمدي، والشاعرة نجلاء جمال المحيا (معتزة)، وألحان الفنان خالد العليان، وأداء الفنانين: محمد عبده، راشد الماجد، ماجد المهندس وخالد عبد الرحمن، ويتكون الأوبريت من عشر لوحات غنائية استعراضية يتخللها بعض المشاهد الدرامية، وتقدم في مدة «55 دقيقة تقريبا»، بمشاركة عدد كبير من مجاميع الفرق الشعبية والأطفال.

ويتغنى الأوبريت بحب الوطن والولاء لقادته، مجسدا الوحدة الوطنية والتلاحم بين القيادة والشعب، كما يستعرض مكتسبات ومقدرات المملكة العربية السعودية وما تعيشه من نهضة وما تنعم به من أسباب الأمن والاستقرار والرخاء.

وعلى جانب النشاط المسرحي، سيتم عرض 6 عروض مسرحية للأطفال على مرحلتين، كل مسرحية تقدم عرضين؛ صباحيا ومسائيا، وسيكون المكان هو مسرح مدارس التربية النموذجية بحي الريان، بمشاركة جمعية الثقافة والفنون بأبها، وجمعية الثقافة والفنون بالقصيم، وجمعية الثقافة والفنون بالدمام، وجمعية الثقافة والفنون بالأحساء، وجامعة الملك عبد العزيز، وجامعة شقراء.

وعلى جانب النشاط النسائي في «جنادرية 27»، أولت اللجنة النسائية الاهتمام لكل الأنشطة التراثية النسائية وما يخص المرأة السعودية تراثيا وثقافيا، كما انصبت الأنشطة على المحافظة على التراث وإحيائه، من خلال تنظيم عدة مسابقات متنوعة لتتناسب مع جميع الفئات العمرية لزائرات المهرجان، من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها.

تتنوع المشاركات التراثية بعرض نماذج لنشاطات المناطق وحرفها المتعددة، ضمن نشاطات اللجنة النسائية، في خصوصية تامة تتيح للزائرات حرية المشاركة وتبادل المعلومات والاستفادة من الأنشطة النسائية في أجواء تراثية. كما يحتوي على أركان تراثية شملت عددا من مناطق المملكة؛ بتخصيص مكان لكل منطقة من مناطق المملكة (المنطقة الشرقية والمنطقة الغربية والمنطقة الجنوبية والمنطقة الشمالية والمنطقة الوسطى نجد) لعرض الحرف والمشغولات اليدوية النسائية ومنها صناعة السدو وصناعة الصابون الطبيعي قديما في منطقة الجوف، والحياكة التراثية لملابس منطقة عسير، والمأكولات والأدوات المستخدمة في كل منطقة قديما، والتطورات التي أضيفت إليها بأيدي الفتيات السعوديات ليمثل كل وفد نسائي الأنماط المعيشية المختلفة للمرأة في المملكة. كذلك تشكل السوق الشعبية النسائية نقلا حيا للتراث السعودي، مما يسهم في الإبقاء على هذه الحرف والصناعات الأصيلة، لتعريف الزائرات بالموروث التراثي الشعبي للمهن القديمة لجميع مناطق المملكة، من أجل إعطاء صورة متكاملة عن حياة المرأة على أرض هذا الوطن، بتقديم ألوان من الفلكلور الشعبي، وعادات الزواج قديما.