«التعليم العالي» تخطو للتواصل الإلكتروني مع المبتعثين بإطلاق منظومة «سفير»

للقضاء على الشكاوى عبر 286 خدمة مرتبطة بـ20 جهة ذات علاقة بالابتعاث

تسعى وزارة التعليم العالي للقضاء على الشكاوى وحل المشكلات التي تطال المبتعثين للدراسة بالخارج («الشرق الأوسط»)
TT

بعمل استمر لما يزيد على 4 سنوات، وبخدمات تتجاوز 230 خدمة إلكترونية، وبشعار مستوحى من الكرة الأرضية والقلم وشعار الدولة السعودية، السيفين والنخلة، أطلقت صباح أمس وزارة التعليم العالي، بالعاصمة السعودية الرياض، منظومتها الإلكترونية الجديدة التي حملت اسم «منظومة سفير السحابية»، متطلعة إلى أن تقضي تلك المنظومة الإلكترونية على جميع شكاوى المبتعثين السعوديين بالخارج، من ضعف التواصل مع الملحقيات الثقافية التي يتبعون لها بمختلف أنحاء العالم.

وكشفت وزارة التعليم العالي السعودية كذلك عن إطلاقها منظومة التواصل المجتمعي، التي تهدف إلى توفير بنية إلكترونية من التواصل بين المبتعثين السعوديين بالخارج وقطاعي الأعمال، الحكومي والخاص، بالبلاد، ضمن آلية توفر تقديم فرص العمل لأولئك المبتعثين من قبل قطاع الأعمال من جانب ومن جانب آخر توفر للجهات ذات العلاقة تقديم مقترحاتها بشأن طرح أفكار لمشاكل بحثية تواجهها ليتمكن المبتعثون من إدراجها ضمن خططهم البحثية في دراساتهم العليا بالجامعات التي يتبعون لها.

إلى ذلك، أوضح الدكتور خالد العنقري، وزير التعليم العالي السعودي، أن هدف وزارته من إطلاق تلك المنظومة الإلكترونية يأتي في إطار تسهيل التواصل بين الطلاب والطالبات المبتعثين مع ملحقياتهم الثقافية، بالإضافة لتسهيل الإجراءات الإدارية في ما يتعلق بالتواصل بين وزارة التعليم العالي وتلك الملحقيات الثقافية بمختلف دول العالم، موضحا أن جميع الخدمات التي تقدمها الملحقيات الثقافية وكذلك الوزارة للطلاب والطالبات المبتعثين متوافرة بالمنظومة الإلكترونية.

وشدد العنقري، في كلمته التي ألقاها خلال حفل تدشين منظومة سفير الإلكترونية، ومنظومة التواصل المجتمعي، بمقر الوزارة بالرياض صباح أمس، على أن منظومة سفير الإلكترونية ستمكن وزارته من متابعة أداء الملحقيات الثقافية بشكل يومي، مؤكدا أن توجه وزارته لتلك المنظومة يأتي متفقا مع توجهات الحكومة السعودية نحو الحكومة الإلكترونية.

من جانبه بيَّن الدكتور عبد القادر الفنتوخ، وكيل وزارة التعليم العالي للتخطيط وتقنية المعلومات، أن منظومة سفير تعتمد على المنظومة السحابية، التي تعد حديثة التطبيق كتقنية على مستوى إدارة المواقع وتبادل المعلومات، موضحا أن تلك التقنية تمكن من عمل المنظومة في الوزارة بشكل مركزي، مع وجود بعض الجزئيات منها في الملحقيات الثقافية، لافتا إلى أن وجود بعض الخصائص السحابية في المنظومة، يتناسب مع حجم الخدمات وأعداد المبتعثين والملحقيات الثقافية التي تخدمها في أنحاء العالم، كما تمكّن تلك التقنية من سهولة مراجعتها وصيانتها بشكل دوري.

إلى ذلك، تقدم منظومة سفير الإلكترونية ما يزيد على 286 خدمة من خدمات وزارة التعليم العالي، منها 86 خدمة موجهة للطلاب، ونحو 181 خدمة موجهة للملحقيات، بينما بقية الخدمات بالمنظومة موجهة لعدد من الجامعات والموظفين بقطاعات الوزارة المختلفة.

وكشف الفنتوخ عن أن منظومة سفير الإلكترونية يندرج تحتها عدد من المنظومات الأخرى، من أهمها: منظومة سفير الدراسي، ومنظومة سفير الطلبة، ومنظومة سفير المالي، ومنظومة سفير العمل، مشيرا إلى أن كل منظومة من تلك المنظومات تقدم خدماتها ونماذجها الخاصة بها، بما يمكِّن الطلاب والطالبات المبتعثين من متابعة تواصلهم الإداري وتنفيذ مختلف إجراءات معاملاتهم دون الحاجة لمراجعة مبنى الملحقية الثقافية. وأشار الفنتوخ إلى أن المنظومة استغرقت ما يزيد على 4 سنوات؛ حيث بدأت باستقبال الطلبات وإعلان النتائج عبر الموقع الإلكتروني، ومن ثم أُسس لملف الطالب الإلكتروني الموحد، ثم تم استحداث وتفعيل الكثير من الخدمات الإلكترونية بالمنظومة في ما يخص الطلاب المبتعثين، وفي ختام العمل بالمنظومة تم ربط مختلف الخدمات التي توفرها المنظومة بمختلف قطاعات وإدارات وزارة التعليم العالي، ومختلف الملحقيات الثقافية، مشيرا إلى ربط المنظومة بما يزيد على 20 جهة حكومية ذات علاقة بالمبتعثين ومتابعتهم، تحت علم وتنسيق كاملين من قبل وزارة التعليم العالي.

وتوفر المنظومة إمكانية تقديم إحصاءات وتحليل بيانات للأداء المتعلق بعمل جميع الملحقيات الثقافية بالخارج؛ حيث تمكن وزارة التعليم العالي من متابعة تلك الملحقيات بشكل دائم وشبه يومي؛ حيث تستطيع الوزارة التعرف على جميع المعاملات المنجزة خلال يوم واحد وتقييم أداء عمل الملحقية، والتعرف على المعاملات المتأخرة وأسباب التأخر في إجراءاتها.

وتم توحيد الإجراءات في ما يخص إدخال البيانات من قبل وزارة التعليم العالي والملحقيات الثقافية لتفادي حدوث الازدواجية في تلك البيانات وتضاربها، كما عملت المنظومة لتوفير حماية أمنية لمعلوماتها؛ حيث تمت إحاطتها بسياج من أمن شبكات المعلومات، يوفر حماية قصوى للمنظومة من الاختراقات أو العبث بمعلوماتها وبياناتها، وتمكنت المنظومة من حصد شهادة الأيزو العالمية في ما يخص أمن المعلومات الإلكترونية.

وكشف وكيل وزارة التعليم العالي للتخطيط وتقنية المعلومات عن أن منظومة التواصل المجتمعي تمكن من عرض القدرات والخبرات العلمية والسير الذاتية للطلاب والطالبات المبتعثين، وتستطيع جميع قطاعات الأعمال الحكومية والخاصة بالسعودية الاطلاع على قدرات تلك المنظومة. وبيَّن أن المنظومة تسمح للقطاعين العام والخاص بأن يعرضا ما لديهما من وظائف وتوصيف تلك الوظائف ومميزاتها، وتسمح كذلك بأن تقوم مختلف الجهات الصناعية بعرض ما لديها من مشاكل بحثية توجه للطلبة الدارسين في الدراسات العليا، ليتم تركيز أبحاثهم في الماجستير والدكتوراه لحل تلك المشاكل واقتراح الحلول لها، لافتا إلى أن المنظومة أتت كمبادرة من وزارة التعليم العالي.

وشدد الفنتوخ على أن المنظومة أخذت بعين الاعتبار أي مشاكل يتعرض لها الطالب أو الطالبة مع الملحقية الثقافية أو مع المشرف الدراسي، بسبب سوء التواصل أو ضعف المعلومة بين الطرفين، مؤكدا أن المنظومة تمكن من القضاء على تلك المشاكل من خلال ما توفره من إمكانية التواصل المباشر مع الملحق الثقافي دون الرجوع للمشرف الدراسي، مضيفا: «بل إنها تمكنه كذلك من تقديم الشكوى بشكل مباشر إلى وزير التعليم العالي في حال عدم التجاوب مع شكواه المقدمة للملحقية الثقافية التي يتبع لها».

وأشار إلى أن المنظومة تقضي على المشاكل والشكاوى من جهتين، مؤكدا أنها تقضي على شكاوى الطلاب من جهة، ومن جهة أخرى تعالج شكاوى المشرفين الدراسيين، ممن يشتكون من ضعف تواصل المبتعثين معهم في متابعتهم دراسيا؛ حيث توفر تلك المنظومة حفظا للحقوق عبر توثيقها مختلف المخاطبات والإجراءات الإدارية بين المبتعث والمشرف الدراسي.

من جانبه، بيَّن سلطان العتيبي، مدير عام تقنيات المعلومات بوزارة التعليم العالي، تأهيل وتدريب المبتعثين والموظفين للتحول من النمط التقليدي في التعامل مع الإجراءات الإدارية إلى النمط الإلكتروني، موضحا أن وزارته قامت ببناء استراتيجية تدريبية للتوافق والتعاطي بشكل إيجابي مع تلك المنظومة، لافتا إلى إقامة أول دورة تأهيلية أولية بالنمسا؛ حيث تم جمع مختلف الموظفين السعوديين والأجانب من العاملين بالملحقيات الثقافية بأوروبا؛ حيث ضمت تلك الدورة 37 متدربا على مدى أسبوعين. وأشار العتيبي إلى تقديم ما يقارب 6 دورات في جميع القارات؛ حيث تمت تغطية جميع الملحقيات السعودية، مضيفا أنه تم إنشاء وحدة التعاملات الإلكترونية في كل ملحقية، من خلال تزويدها بعدد من الشباب السعودي المؤهل والمدرب على التعامل التقني مع المنظومة الإلكترونية.