دعوات لنشر الوعي حول «ألزهايمر» بين أفراد المجتمع

بعد تقديرات وصول نسبة انتشاره في السعودية إلى 2%

TT

بيّن مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن معدلات الإصابة بمرض ألزهايمر بالسعودية تقدر بـ2%، مؤكدا أن احتمال الإصابة تتزايد لدى كبار السن ممن تجاوزوا الـ65 من العمر، بالإضافة إلى ارتفاع احتمالات الإصابة لدى المرضى ممن يعانون من أمراض مزمنة كالسكري والضغط، وممن سبق لهم حدوث جلطات دماغية، وكل من يتعاطون علاجات طبية لفترات طويلة.

وبيّن الدكتور عبد العزيز المقوشي المشرف العام على المرحلة التأسيسية لـ«الجمعية السعودية الخيرية لمرضى ألزهايمر» أن تلك الإحصاءات لا تعد نهائية، حيث إن جمعيته تقوم على إعداد قاعدة بيانات حول المرض والمرضى بالسعودية، وذلك وفق السجل الوطني، الذي يقوم بعمليات إحصائية للمرضى من خلال العيادات والمراكز الطبية المنتشرة بمختلف مستشفيات البلاد، التي من المتوقع أن ترى النور بنهاية العام الحالي، مشيرا إلى أن النسبة المقررة للإصابة بالمرض في السعودية قائمة على عدد السعوديين ممن تجاوزوا سن الـ65، وفق آخر إحصائيات للسكن بالمملكة.

إلى ذلك تتحضر العاصمة السعودية الرياض لاستضافة مؤتمر ألزهايمر الدولي الأول، الذي يعد المؤتمر الأول من نوعه على مستوى المنطقة، وتنظمه «الجمعية السعودية الخيرية لمرضى ألزهايمر» بمدينة الملك عبد العزيز للعوم والتقنية، وبمشاركة 20 خبيرا دوليا ومحليا، حيث من المقرر أن يعقد خلال الفترة من 20 – 22 فبراير (شباط) المقبل.

وأوضح المقوشي أن المؤتمر يهدف إلى التعرف على آخر ما توصلت إليه الأبحاث العلمية المتعلقة بمرض ألزهايمر، بالإضافة إلى مناقشة التحديات الاجتماعية الناتجة عن زيادة أعداد المصابين بالمرض وكيفية التعامل معهم، وتدريب المتخصصين في المجال الصحي على تشخيص مرض ألزهايمر ومساعدة مقدمي الرعاية، وتبادل الخبرات بين الحضور ومناقشة سبل التعاون المحتملة بين القطاعات المختلفة، وتعميق الاهتمام بالمرض بصورة تساعد على عمل الدراسات وإيجاد معلومات تعتمد على التجربة المحلية.

ويعد مرض ألزهايمر الذي ينسب إلى العالم الألماني الدكتور ألويس ألزهايمر، الذي شخّص المرض لأول مرة عام 1906، خلال معاينته لإحدى مريضاته، التي كانت تعاني من تغيرات في خلايا المخ، مما سبب لها مرضا عقليا تسبب لاحقا في وفاتها.

وكشف المقوشي أن المؤتمر يركز على 4 مجاور رئيسية، موضحا أنها تشتمل على زيادة وعي القطاع الطبي بمرض ألزهايمر، وتحسين قدرة مقدمي الرعاية على العناية بالمرضى، وتنشيط البحث العلمي المحلي، وتعزيز أوجه التعاون مع الجهات المهتمة بالمرض محليا.

ويرتبط مرض ألزهايمر باختلال الذاكرة والتفكير والسلوك، ويبدو على المصاب مظاهر نسيان الأحداث القريبة وصعوبة أداء الأعمال اليومية المعتادة، وبحسب إخصائيين طبيين فإن المرض يختلف عن مرض الخرف، الذي يصيب عادة كبار السن بأعراض مشابهة لمرضى ألزهايمر، حيث يتم تشخيص ألزهايمر من خلال وجود رقع وكتل داخل خلايا المخ، وتتكون تلك الكتل بفعل تشوه يصيب بروتينات الدماغ، مما يفقد المخ مظهره المتجعد.

ومن المقرر أن يشهد المؤتمر إطلاق معرض مصاحب يشارك فيه جميع شركاء الجمعية الاستراتيجيين وشركائها الخيريين، كما سيكون المعرض شاملا لمشاركة داعمي المؤتمر والجمعيات العلمية الطبية، وشركات المستلزمات الطبية عبر منصات عرض لكل شريك، وذلك بالفناء الخارجي لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية.

يشار إلى أن «الجمعية السعودية الخيرية لمرضى ألزهايمر» تأسست عام 2009، وهي أول جمعية تفوز بجائزة شايو المقدمة من المفوضية الأوروبية بالرياض، كأول جمعية متخصصة في هذا المجال تحصل على هذه الجائزة عطفا على قصر عمر إنشائها، وتهدف الجمعية إلى رفع مستوى الوعي العام بمرض ألزهايمر، وتقديم الدعم والمساندة للمرضى وذويهم، وتفعيل الشراكات الاستراتيجية بين الجهات الخيرية والصحية، ودعم الأبحاث والدراسات المتعلقة بالمرض، بالإضافة إلى التعاون مع الجمعيات الإقليمية والدولية من أجل تطوير الخدمات المقدمة من قبل الجمعية.