30 بلاغ عنف ضد الأطفال كل ساعة في جدة

رئيسة جمعية حماية الأسرة لـ «الشرق الأوسط»: أغلب حالات العنف التي تمارس على الأطفال «تحرش أو ضرب»

TT

أكد مصدر مسؤول في جمعية حماية الأسرة بجدة ارتفاع حالات العنف التي تصل للجمعية بمعدل 30 اتصالا خلال ساعة أو ساعتين في اليوم الواحد، وأشار إلى أن أغلب الشكاوى التي تأتي للجمعية تخص الأطفال عبارة عن ضرب أو تحرش، الأمر الذي أدى إلى إطلاق الجمعية حملة ضد العنف تشمل مدارس جدة ومن ثم تنطلق إلى مدارس المملكة.

وأوضحت سميرة الغامدي، رئيسة جمعية حماية الأسرة، أن برنامج «مدرستي بلا عنف» انطلق تحديدا بعد قضية مغتصب القاصرات، حيث لاحظت الجمعية من خلال عمليات رصدها لملابسات القضية وأقوال الأطفال أن هناك عدة أسباب أدت إلى انجراف الأطفال وراء المتهم، أهمها الخوف وقلة الوعي والثقة بالشخص. وأضافت: «قررنا أن نعلم الطفل كيف يحمي نفسه، خاصة أنه حال تعلم الطفل حماية نفسه نكون بذلك قضينا 50 في المائة من أهداف الحملة، لذا بدأنا من المدارس لإيصال الرسالة للطلاب والأطفال». وحول الصعوبات التي واجهتهم، بينت الغامدي أنهم وجدوا صعوبة في بداية تنفيذ الأمر في كيفية إيصال الرسالة للأطفال، خاصة الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و5 وقالت: «أول يوم في تنفيذ الحملة وجدنا صعوبة في إيصال الرسالة للأطفال، ولكن تفاجأنا بتفهم الأطفال وتجاوبهم معنا واستيعاب الرسالة. استوعبوا».

وكشفت الغامدي عن توجههم لتثبيت شهادة الطفل قانونيا لدى المحاكم والأخذ بها، معللة ذلك بإدانة مغتصب القاصرات بسبب شهادة إحدى الفتيات القاصرات، وقالت: «الطفل لا يعرف الكذب، لذا طالبنا نحن بالأخذ بشهادتهم وتثبيتها قانونيا»، كما طالبت الغامدي بإصدار قانون لحماية الطفل من الإيذاء، موضحة أنه للآن لم يتم إصدار هذا القانون الذي طالبت به الجمعية منذ فترة طويلة.

وبينت أن الحملة ستنطلق على ثلاث مراحل؛ الأولى من خلال المدارس الحكومية والخاصة، وذلك بإجراء ورش عمل تحت عنوان «مدرستي بلا عنف»، والأخرى تتضمن جميع وسائل الإعلام من خلال ورش عمل تنظمها الجمعية للإعلاميين لمعرفة كيفية تناول قضايا العنف دون إثارة، وبينت أن المرحلة الثالثة تتمثل في حملات توعوية تستهدف المراكز التجارية والأسواق وستنطلق من الردسي مول قريبا.

وكشفت رئيسة جمعية حماية الأسرة أنهم بصدد مخاطبة إدارة التربية والتعليم للتعاون معهم في هذه الحملة وتعميمها على مدارس المملكة، لافتة إلى أن مدارس الحمراء عبارة عن نموذج لتطبيق الحملة مستقبلا على جميع المدارس. كما أشارت إلى أنهم في الأيام المقبلة يسعون إلى مخاطبة الإدارات الحكومية للتواصل مع الجمعية وإطلاق حملة شاملة لجميع مناطق المملكة، إضافة إلى أن الجمعية تدعو من الآن الكوادر التي تجد في نفسها قابلية للعمل معهم في هذه الحملة وستعمل الجمعية على تدريبهم.

وحول حالات العنف التي تأتي للجمعية، كشفت الغامدي أن هناك أكثر من 30 اتصالا يأتي للجمعية للإبلاغ عن وجود حالة عنف خلال عدد قليل من الساعات، مشيرة إلى أن حالات التحرش الجنسي بالأطفال من أكثر الحالات التي تأتي للجمعية، يليها الضرب.

من جهتها، أوضحت إلهام عزي، مديرة مدارس الحمراء الأهلية بجدة، لـ«الشرق الأوسط» اكتشافهم لحالات عنف لدى الطالبات من خلال سلوكهن مع المعلمات وتعامل الطالبات مع المعلمات أو صديقاتهن، وأشارت إلى وجود سلوكيات كثيرة تجعلهم يكتشفون هذه الحالات لديهن، من بينها تراجع مستواها الدراسي، أو تعاملها بعنف مع زميلاتها أو معلمتها، ورمي الأدوات المدرسية وغيرها من هذه السلوكيات التي تشير إلى وجود مشكلة بحاجة إلى علاج.

وأضافت: «على الرغم من قلة عدد حالات العنف التي اكتشفت مؤخرا، فإننا ما زلنا نتبع عدة خطوات للتأكد من تعرض الطالبة للعنف داخل المنزل، حيث تقوم المعلمة بعمل تقرير أسبوعي أو شهري عن كل طالبة يوضح مدى التغيرات التي تطرأ عليها وعلى سلوكها ومستواها الدراسي وعند ملاحظة أي تراجع نقوم بمتابعة هذه الطالبة ومن ثم نستدعي والدتها». وحول مدى استجابة الأسرة للتعاون مع المدرسة في علاج الطالبة المعنفة وإبعاد العنف، بينت أن 80 في المائة من الأسر تتعاون مع المدرسة، وقالت: «بالنسبة للأسر التي لا تتعاون مع المدرسة، نحن نضطر إلى الاستغناء عن الطالبة لأن عدم علاج الطالبة ورفع العنف عنها يصبح لدى الطالبة تنفيس غير مباشر عن هذا العنف في المدرسة سواء مع الطالبات أو المعلمات».

وبينت عزي أن حالات العنف الأسري التي تمارس على الطالبات متنوعة، حيث قالت: «وجدنا حالات عنف كثيرة من بينها حالات تحرش، ولكن الأكثر تتمثل في الضرب والألفاظ السيئة» وأضافت: «جميع هذه الأمور تترك أثرا سلبيا على سلوك الطالبات»، لافتة إلى وجود حالات عنف تمارسها الأمهات على بناتهن دون أن يشعرن بذلك، معتبرات أن العقوبة التي تتمثل في منع الفتاة من الخروج أو عدم التحدث معها لساعات معينة أو أيام، هو نوع من التربية، وهذا أمر خاطئ لأنه يترك أثرا سلبيا على الطالبة يظهر في تصرفاتها مع زميلاتها ومعلماتها.

وأشارت مديرة مدارس الحمراء إلى أنه في حال عدم تجاوب الأسرة لعلاج الطالبة تمتنع المدرسة عن استقبالها وإبقائها في المدرسة وقالت: «في حال عدم تجاوب ولي الأمر مع المدرسة وفقا للخطة العلاجية الموضوعة للطالبة، فالمدرسة تضطر إلى عدم إبقاء الطالبة داخل المدرسة، لأن وجودها سيؤثر سلبا على الطالبات الأخريات».

وأكدت أن مدارس الحرمين استغنت عن بعض الطالبات بسبب عدم تعاون أسرة في برنامج علاج الطالبة، لافتة إلى دور الأسرة المهم في تلك الحالات، لا سيما أن المدرسة لا تستطيع أن تعيد تأهيل الطالبة دون دعم أسرتها.

وحول برنامج «مدرسة بلا عنف»، بينت عزي أن هذا البرنامج مهم جدا ونظمته جمعية حماية الأسرة بهدف توعية الطالبات بماهية التصرف السليم حال تعرضن للعنف، وذلك من خلال ورش عمل ودورات تدريبية تقدمها الجمعية للطالبات والمعلمات، ولفتت إلى الاستعانة بخبيرات واختصاصيات حتى يتمكن من توصيل الرسالة للطالبات وفقا للمستوى العمري، لا سيما المرحلة الابتدائية والروضة.