عاصفة تمنع 14 سفينة من مغادرة جدة وتوقف الحركة في الطريق الدولي للقنفذة

أمطار خفيفة استنفرت الجهات الأمنية.. والدفاع المدني يؤكد جاهزيته

الأرصاد توقعت أن تبدأ اليوم الخميس حالة الاستقرار في الأجواء التي شهدت أمطارا متفرقة وموجة غبار كثيف (تصوير: خضر الزهراني)
TT

استنفرت في جدة أمس كل الجهات الأمنية والخدمية بعد هبوب عاصفة رملية بلغت سرعتها نحو 40 كيلومترا في الساعة، وتبعتها هطول أمطار خفيفة على أجزاء من المحافظة، توقفت على أثرها نحو 14 سفينة عن حركتها الملاحية في ميناء جدة الإسلامي لبعض الوقت.

وانعدمت الرؤية الأفقية في معظم أرجاء المدينة بسبب الرياح المثيرة للأتربة، وأوضح في هذا الشأن الدكتور سعد المحلفي وكيل الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة السعودية لـ«الشرق الأوسط» أن تقلبات الجو في المنطقة الغربية عائد إلى بقايا تأثير الحزام القادم بسبب المنخفض في شمال شرقي البحر الأبيض المتوسط.

وأشار المحلفي إلى أن التوقعات تشير إلى انتهاء الحالة فجر اليوم وعودة الأجواء إلى طبيعتها، بينما توقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن تبدأ اليوم الخميس حالة الاستقرار في الأجواء وتحول الرياح إلى شمالية نشطة نسبيا، تنخفض معها درجات الحرارة بمعدل 3 : 5 درجات على مناطق شمال وشمال غربي وغرب المملكة، في حين تبدأ انخفاضها على مناطق شرق ووسط المملكة مصحوبة بنشاط في الرياح السطحية مثيرة للأتربة والغبار تحدّ من مدى الرؤية الأفقية إلى أقل من ثلاثة كيلومترات، خصوصا على مناطق شرق ووسط المملكة، تشمل الرياض، وتظهر السحب الركامية على مناطق جنوب غربي المملكة، خصوصا المرتفعات منها.

ومن جانبه أكد اللواء عادل الزمزمي مدير الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة استنفار كل الآليات والأفراد تحسبا لأي طارئ متوقع، وأوضح أن الأوضاع مستقرة ولم تتلقَّ إدارته أي بلاغ لأي خطر حتى حينه، مشيرا إلى أنه تم توفير كل الآليات والمعدات اللازمة وتشغيل كل مراكز الإسناد الستة عشر في المدينة بناء على توجيهات ومتابعة الأمير خالد الفيصل أمير المنطقة الذي يتابع الوضع باستمرار.

وعلى الجانب الآخر أكد الكابتن ساهر طحلاوي مدير ميناء جدة الإسلامي توقف الحركة الملاحية في الميناء لبعض الوقت نتيجة الرياح وانعدام الرؤية، الذي أدى إلى تأخر خروج 14 سفينة على مدى اليومين الماضيين واعتماد خطة الطوارئ تحسبا لمثل هذه الأجواء التي ساعدت في عدم تأثر عمليات الرفع والإنزال في الأرصفة وتكدس البضائع حتى حين عودة الوضع إلى طبيعته.

وفي نقس السياق شهدت محافظة القنفذة يوم أمس رياحا شديدة تسببت في موجة كبيرة من الغبار، مما أدى إلى انعدام الرؤية على الطريق الدولي الساحلي إلى مسافة تزيد عن 250 كيلومترا شمال محافظة القنفذة.

ومن جهته أوضح محمد عيسى الحازمي مدير مستشفى القنفذة العام لـ«الشرق الأوسط» أن المستشفى استعد بكامل تجهيزاته لاستقبال الحالات الطارئة من خلال قسم الطوارئ بفرعيه للرجال والنساء، وأضاف: «نعتبر أن تلك الرياح التي هبت أقل وطأة من التي هبت على مدينة جدة»، مبينا أن عدد الحالات المتأثرة بالربو والتي وصلت إلى المستشفى «عدد قليل وروتيني».

وقال العقيد منصور الصاعدي مدير الدفاع المدني بمحافظة القنفذة إن إدارته قد «تأهبت لأي طارئ يحدث لا قدر الله»، لافتا أن إدارة الدفاع المدني بمحافظة القنفذة قد «تم تزويدها بكل المعدات اللازمة لمواجهة الأزمات مثل السيول والحوادث لا قدر الله، ولم تسجل أي حالات إلى حينه ولله الحمد».

من جانبه حذر مصدر من أمن الطرق من السفر في الأجواء الترابية على الطريق الدولي الساحلي بسبب الرياح الترابية الكثيفة التي تسببت في انعدام الرؤية منذ ساعات الصباح وحتى الظهيرة، لافتا أنه على المواطنين التأكد من الطقس على الطرق من خلال الاتصال بالرقم المباشر لأمن الطرق.

وشهدت الكثير من المدارس، وخصوصا في مدينتي جدة والعاصمة المقدسة، انصراف الطلاب والطالبات عند الساعة الحادية عشرة ظهرا؛ تحسبا لهطول أمطار، بعد أن منحت وزارة التربية صلاحيات لمديري المدارس للتعامل مع ظروف كهذه، في إمكانية خروج الطلاب والتنسيق مع أولياء أمورهم.