«التقليد» عدو المشاريع النسائية.. و70% منها يفشل خلال 3 سنوات

في لقاء احتضنته غرفة الشرقية.. خبيرات ينصحن بالتوجه إلى الاستثمار في الاستشارات المالية

الرغبة في تقليد المشاريع دون دراسة كافية من الأسباب المؤدية للفشل (تصوير: بطرس عياد)
TT

خلصت خبيرات في العمل التجاري إلى أن أبرز أسباب فشل العديد من المشاريع النسائية هو الاعتماد على «التقليد» والرغبة في تكرار التجارب المماثلة من قبل معظم المستثمرات، بالإضافة لأسباب أخرى تشمل ضعف التخطيط وسوء الإدارة، جاء ذلك خلال لقاء نظمه مجلس شابات أعمال المنطقة الشرقية مساء الأحد، واحتضنته غرفة الشرقية، تحت عنوان «الاستشارة.. استثمار»، حيث ركز اللقاء على محوري: الاستشارات في الموارد البشرية، والاستشارات المالية والمحاسبية.

وكشفت وفاء النعيمي، وهي عضو تنفيذي في مجلس شابات الأعمال، بأن «70 في المائة من المشاريع التجارية تفشل وتعلن إفلاسها خلال 3 سنوات من بدء نشاطها»، موضحة أن نسبة النجاح والقدرة على استمرار النشاط وتقليل الآثار السلبية للمشاكل المستقبلية ترتفع إلى نسبة 92 في المائة في حال الاعتماد على الاستشارات المالية في اتخاذ القرارات.

وتناولت النعيمي أسباب فشل المشاريع النسائية، بالقول: «بعض المشاريع تبدأ بداية خاطئة، ويتم عملها للرغبة في تقليد مشروع آخر دون أن تكون هناك دراسة كافية للمشروع، وكثير من المشاريع القائمة قد تواجه الأسباب المؤدية للفشل؛ ومنها عدم تمكن الإدارة من التوجيه السليم وأيضا عدم كفاية الموارد المالية».

ولخصت النعيمي أبرز العيوب التي تعاني منها كثير من المشاريع النسائية القائمة، في كونها تشمل «الاختيار الخاطئ للمكان، التوسع السريع والمفرط للمشروع، نقص التخطيط، عدم استخدام التقنية والتكنولوجيا في الإنتاج»، وخلال اللقاء، تم عرض تجربة افتراضية لمشروع تأسيس محل لبيع حلوى الـ(كب كيك) بصفتها أحد أكثر المشاريع التي تلقى رواجا مؤخرا بين شريحة الفتيات.

من جانبها، تحدثت ليلى شربيني، وهي متخصصة في إدارة الأعمال والمشاريع الصغيرة، عن الاستشارات في المجال الإداري التي وصفتها بـ«المهمة جدا»، حيث كشفت عن أنها أقل مجال يتم استخدامه حاليا، بقولها: «عندما أردت عمل مكتب استشارات إدارية؛ لم أجد مكاتب استشارات إدارية نسائية، هناك فقط أقسام نسائية في مكاتب الاستشارات القانونية، أو في الاستشارات الطبية أو التربوية أو التعليمية ونحوها».

ورغم أن اللقاء لم يتطرق إلى جوانب التكلفة المادية للخدمات الاستشارية المقدمة للمستفيدات من سيدات الأعمال والراغبات في دخول قطاع التجارة، فقد تمت الإشارة إلى كون غرفة الشرقية كانت تقدم خدمة الاستشارات المجانية خلال الفترة من عام 2007 إلى عام 2010، وهي خدمة تم التوقف عنها لاحقا، بينما أظهر اللقاء أن العديد من طالبات هذه الخدمة كن يتوجهن إليها دون حاجة فعلية لذلك، بسبب مجانيتها.

وحول سعودة المشاريع النسائية، طرحت شربيني مثالا على أحد المشاريع، موضحة أنه يقع تحت دائرة الاحتمالات التالية: إن كانت نسبة الموظفين السعوديين بين 0 إلى 4 في المائة فهو في منطقة الخطر التي وصفتها باللون الأحمر، وإن كانت النسبة بين 5 إلى 9 في المائة فهي في المنطقة الصفراء التي تعني الحاجة لرفع حجم السعودة، وإن كانت بين 10 إلى 29 فهي في المنطقة الخضراء أو منطقة الأمان، أما إن تجاوزت النسبة حاجز الـ30 في المائة فهذا يعني أن المشروع في المرحلة الممتازة، مضيفة بقولها: «أي مستثمر يستطيع اختيار مشروعه ويحدد من خلال ذلك نسبة السعوديين ليعرف هو في أي نطاق».

وناقش اللقاء الذي استمر نحو ساعتين، إشكالية التسرب الوظيفي للنساء العاملات داخل المشاريع النسائية، حيث كشفت ليلى شربيني أن «الشكوى المتكررة من الموظفات تكمن في عدم التعامل الجيد، وليس من مستوى تدني الرواتب»، مؤكدة أن «التقدير المهني للموظفة ما زال دون المأمول»، في حين أشارت عضو مجلس شابات الأعمال إيلا الشدوي إلى الحاجة الماسة للعدل والمساواة بين جميع الموظفات داخل المنشأة.

يذكر أن اللقاء الشهري لمجلس شابات الأعمال كان قد فتح الباب أمام الحاضرات لعرض مجموعة من الأفكار التجارية والمناقشة حول إمكانية تنفيذها أو تطويرها في حال المشاريع القائمة فعليا، إلى جانب الاستفسار عن عناوين المكاتب الاستشارية التي يمكن للمستثمرات اللجوء لها، والاستفسار عن إشكالية رفع الأسعار وطرق تبريرها للمستهلك، وتناول بعض المخاوف المالية والإدارية التي تواجه الراغبات في الاستثمار.