«باحث متخصص» يطالب الجهات الرسمية باعتماد الوثائق التاريخية بدل النقولات الشفهية

بمحاضرة ثقافية نظمتها مؤسسة التراث.. تناولت «أمراء الرياض في عهود الدولة السعودية»

د. عبد الله المنيف و غلاف كتاب «أمراء الرياض في عهود الدولة السعودية» اعتبر النقولات الشفهية أحد المصادر التي يعتمد عليها في تدوين الأحداث التاريخية (تصوير: خالد الخميس)
TT

طالب باحث متخصص في التاريخ في حديث لـ«الشرق الأوسط» بضرورة الاهتمام بدقة المعلومات التاريخية، فيما يخص التسلسل الزمني لأمراء الرياض في مراحل الدولة السعودية الثلاث، مشددا على أن العديد من المعلومات في ذلك الصدد تعتمد على نقولات شفهية، ووثائق غير معتبرة علميا.

وبين الدكتور عبد الله بن محمد المنيف عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود أن العديد من المعلومات التاريخية المتداولة عبر مواقع الإنترنت والخاصة بجهات رسمية تغفل الحقائق التاريخية التي توثقها الوثائق التاريخية العلمية، مؤكدا ضرورة مراجعة قواعد بياناتها وتصحيح الأخطاء التاريخية الواردة بها.

جاء ذلك خلال محاضرة حملت عنوان «أمراء الرياض في عهود الدولة السعودية»، والتي نظمتها مؤسسة التراث الخيرية، وألقاها الدكتور عبد الله بن محمد المنيف بقاعة الملك عبد العزيز التاريخية بالمربع، حيث تناول المحاضر في محاضرته، كتابه الذي أصدره ويحمل نفس عنوان المحاضرة، وتناول فترات الحكم في الدولة السعودية في مراحلها الأولى والثانية والثالثة، وأبرز الشخصيات السياسية من العائلة الحاكمة، الذين تولوا إمارة الرياض في ذلك الوقت، كما سلط الضوء على ترتيب أمراء الرياض تاريخيا مستندا على الوثائق والمخطوطات والصور التاريخية.

وأشار المنيف إلى أن الكتاب استغرق منه ما يقارب 10 سنوات، لافتا إلى أن الصعوبة التي واجهته كانت في جمع المادة العلمية للكتاب ومقارنة الوثائق التاريخية، مشيرا إلى أن العديد من تلك الوثائق التاريخية متضاربة فيما بينها فيما يخص بداية ونهاية فترة تولي الإمارة بالنسبة لكل أمير من الأمراء.

ونبه المنيف إلى أن فكرة الكتاب لقيت دعما ورعاية كاملة من الأمير سلمان بن عبد العزيز، الذي طالبه بالتوسع في مادة الكتاب ليرصد فيه أمراء الدولة السعودية بشكل كامل، لافتا إلى أن، وضعية الإمارة اختلف بين المراحل الثلاث للدولة السعودية، حيث كانت الإمارة في الدولة الأولى يقصد بها الإمامة، وفي الدولة السعودية الثانية تعددت الإمارة بين الأمراء حيث تكرر تولي الشخص الواحد الإمارة لأكثر من مرة، وفي الدولة السعودية الثالثة كان الملك عبد العزيز يعرف في بداية عهده بالإمام إلى حين أصبح مسماه ملكا.

ولفت عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود ومؤلف كتاب «أمراء الرياض في عهود الدولة السعودية»، إلى إمكانية الاعتماد على المعلومات الواردة في الكتاب لتعديل الأخطاء الواردة في تسلسل أمراء الدولة السعودية، مؤكدا على كون الكتاب تم اختصاره في حدود موضوعه، حيث ركز على من تولى الإمارة بشكل رسمي.

وناقش في كتابه مسميات بوابات منطقة الرياض «نجد» وتطورها عبر الزمن مستندا على خرائط فيليب والمصادر الأخرى ومن أبرزها «بوابة الثميري» والتي تعد أقدم بوابة في مدينة الرياض، إضافة لبوابة «الظهيرة» والتي سميت فيما بعد «بوابة الشميسي»، وكذلك «بوابة السويلم».

وفي ذات السياق ناشد الدكتور نبيل عشري من جامعة الملك سعود في مداخلته بإبراز الجوانب التراثية والثقافية، والتي احتواها الكتاب من خلال استثمارها سياحيا بتحويل بعض أحداث الكتاب لواقع مشاهد وملموس.

فيما ذهب عبد الرحمن الجساس مدير الهيئة العليا للسياحة والآثار بمنطقة الرياض إلى المطالبة بنشر الكتاب عبر إيصاله لمؤسسات التعليمية العام والعالي، مبينا رغبتهم في الهيئة بالتواصل مع المؤلف لمشاركة في برامج تتبناها الهيئة حول إحياء التراث المكاني، وطلب إضافة معلومات حول مقار إمارات أمراء الدولة السعودية بالكتاب.

يشار إلى أن مؤسسة التراث الخيرية، تتولى تنظيم منتدى التراث الثقافي، وقد وصل في محاضرته تلك الليلة دورته الرابعة، وتعمل مؤسسة التراث الخيرية، وهي مؤسسة لا تهدف للربح، وتعمد للاهتمام بالتراث الثقافي لمختلف مناطق السعودية، حيث تعمل حاليا للانتهاء من إعداد مشروع التوعية التراثية، والموجهة للبعثات الدبلوماسية العاملة بالمملكة، وتأتي تلك المبادرة بالتعاون مع الهيئة العليا للسياحة والآثار.