غبار الرياض يشغل أقسام طوارئ المستوصفات بنسبة 100%.. وأقسام الأطفال الأشد ازدحاما

الذبحة الصدرية والربو أهم الأسباب.. والبعض رفض استقبال المزيد منهم

TT

تسببت موجة الغبار التي طغت على الأجواء العامة للعاصمة الرياض، في تكدس أعداد كبيرة من المواطنين والمقيمين، على حد سواء، في أقسام طوارئ المستشفيات والمستوصفات، خصوصا المصابين بأمراض الذبحة الصدرية والربو على حد سواء، الذين تدفقوا إليها من أجل الحصول على كميات من البخار ومن أجل العلاج والمساعدة على تنقية وتفتيح مسارات التنفس، بعد أن أغلق بعضها بسبب الازدحام، كما شهدت أقسام الأطفال مزيدا من المراجعين الذين امتلأت بهم جنبات المستوصفات.

وهو الأمر الذي انعكس على إيرادات المستشفيات التي ارتفعت نتيجة هذا الإقبال الذي شغل أقسام طورائها إلى 100 في المائة، وتم على أثر ذلك تم استدعاء بعض العاملين في المستوصفات لتغطية الطلب المتزايد، كما تم رفض انتهاء عمل بعض الممرضين والممرضات، وخيروهم بين العمل لساعات إضافية مقابل مبالغ إضافية الأمر الذي لقي قبولا إيجابا بالنسبة إليهم.

وقال عبد الله العتيق وهو مدير مناوب في أحد المستوصفات الأهلية، إن موجة الغبار تسببت في إغلاقهم لقسم الطوارئ بعد أن تسبب الازدحام في عدم قدرة المستوصفات على خدمة المزيد من المرضى الذين بدأوا بالتوافد بأعداد كبيرة طلبا للعلاج، خصوصا لأخذ الأكسجين الذي استخدمت كل الكميات المتوفرة منه، من أجل تغطية الأعداد المتزايدة.

ويضيف العتيق أنه على أثر ذلك، تم استدعاء بعض الممرضين والممرضات الذين انتهى عملهم إلى العودة والمساعدة في العمل في استقبال المراجعين، وخدمة أكبر عدد يمكن استقباله، مقابل مبالغ مالية أو ما يسمى بخارج الدوام.

من جانبه، أكد الدكتور محمود الربيعي، المتخصص في قسم الأطفال، أن أكثر المتضررين من هذه الموجة الغبارية هم الأطفال الذين لا تتحمل صحتهم وقلة نموهم تغير الأجواء، مما تسبب في ازدحام المستشفيات بأولياء أمور الأطفال وأبنائهم، أمام غرفة علاج الأطفال، والتي شهدت إقبالا كبير، خصوصا الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم السنة الواحدة وهم الشريحة الكبرى ممن استقبلتهم المستوصفات.

وفي صلب الموضوع قدر فهد العبيدي، مدير أحد المستوصفات الأهلية أن نسبة الأشغال التي حققتها قسم الطوارئ التابع لهم لامست الـ100 في المائة، بعد أن استقبلوا عشرات الحالات على مدار ساعات طويلة، داهم فيها الغبار العائلات في عطلة نهاية الأسبوع، وحول وجهتهم من المتنزهات والأماكن الترفيهية إلى المستوصفات والمستشفيات.

وتضرر الكثير من العائلات بشكل مباشر من هذه الموجة مما حدا بهم إلى الاستعانة بالمستوصفات لمساعدتهم على التنفس وتفتيح مسارات التنفس، كما تم تحويل الكثير من الحالات إلى المستشفيات الحكومية لعجز المستوصفات عن تلبية جميع الطلبات، أو عدم تجهيزها بالشكل الذي يمكنها من علاج جميع الحالات.

وفي الاتجاه الآخر، أكد محمد الخنفري، الذي يعمل في القطاع الحكومي، أن المستوصف الذي أجرينا اللقاء معه فيه، هو الثالث الذي يلجأ إليه ويتم رفض استقباله بسبب الازدحام وارتفاع أعداد المراجعين، ناهيك عن تردي خدمات بعض أقسام الطوارئ نتيجة ارتفاع أعداد المرضى، بسبب مفاجئة موجة الغبار لهم، الأمر الذي أربك العاملين فيها، والذين لم يعتادوا على مثل هذا الإقبال الكبير وتسبب في تخبط أداء بعض المستوصفات وعجزها عن تقديم الخدمات بالشكل المطلوب.