تجمع «الأدب في مواجهة الإرهاب» يسعى لإبراز أثر الأدباء بنشر ثقافة التسامح

ينطلق غدا برعاية خادم الحرمين.. ومدير جامعة الإمام: الأدب بحاجة إلى صياغة جديدة سليمة الملامح

تسعى جامعة الإمام محمد بن سعود إلى أبراز الوجه الحقيقي للأديب العربي المسلم («الشرق الأوسط»)
TT

أوضح الرجل الأول في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن هناك حاجة إلى صياغة للأدب، لكي يتلاءم مع متغيرات الزمن تدور به عجلته بطريقة لا يمكن إدراكها، وتلك الصيغة تتواكب مع متطلبات العصر وتحقق المطالب التي يجب أن يقوم بها الأدباء وكذلك المؤسسات المعنية بالأدب.

وبين الدكتور سليمان أبا الخيل مدير جامعة الإمام محمد بن سعود أن تلك الصيغة الجديدة للأدب لا بد أن تقوم على أسس سلمية ورؤى واضحة دون إفراط أو تفريط، أو غلو أو جفاء، وتابع قائلا «إن الصيغة الجديدة تثري جانب حوار الحضارات الذي يقوم على أساس تفكيك ما يسمى صدام الحضارات، إضافة إلى إيجاد حوار عصري يمكن أن يتعايش الناس فيه بسلام».

وقد أتى حديث مدير جامعة الإمام محمد بن سعود خلال مؤتمر صحافي عقد في مقر الجامعة بالعاصمة السعودية الرياض، وأعلن خلاله شمول رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مؤتمر «الأدب في مواجهة الإرهاب» الذي تنظمه الجامعة وتنطلق فعالياته غدا الثلاثاء وتستمر يومين.

وقال مدير الجامعة إن إقامة الجامعة لهذا المؤتمر تأتي استشعارا منها لواجبها تجاه المجتمع من خلال تلمس قضاياه، وخاصة قضية الإرهاب كونها تمس أمن المجتمع واستقراره، وقال إن أهمية المؤتمر تكمن في أن بلادنا واجهت هجمة من أصحاب العقول المريضة التي أنتجت فكرا ضالا، وقد سعى أبناء المملكة الغيورون إلى مواجهته بالحجة والبرهان وبالعقل السليم، متخذين من أجناس الأدب وسيلة لنشر أفكارهم السديدة، وآرائهم النيرة في سبيل خدمة الوطن وأهله وإحقاق الحق ودفع عجلته.

وبيّن خلال المؤتمر الصحافي أن المتعلق بالأدب لو جمع وحقق وجمعت كافة معانيه ودلالاته لعرف العالم أن الأمة الإسلامية أمة الخير والعطاء، وتابع قائلا «إن الأدباء بأقلامهم السيالة، وألسنتهم التي تستطيع أن تزين العبارة وتجمل الكلام، قادرون على أن يوقفوا أي فكر متطرف متشدد، ويبرزوا بصورة فعلية ما يقوم به الأدب والأدباء في مواجهة الإرهاب».

وزاد «كثيرا ما سمعنا عن الروايات وهي جانب من الأدب، انظروا كيف تؤثر، لو أنه خرج من هذا التجمع برواية موجهة يقوم عليها عدد من الأدباء لمكافحة الإرهاب لكفى، والمعول عليه هو أن يضبط الأديب أدبه وفكره، بحيث لا يخل بالاستقامة».

وذكر مدير الجامعة أن هذا التجمع قد يتضمن إطلاق عدد من المراكز المتخصصة في الأدب والمتواكبة مع المؤتمر، فيما تطرق إلى أن التجمع منصب على الجوانب الفكرية، وكيفية طرح الأدباء في مواجهة الإرهاب وتحقيق الأسلوب ووسائل الأمن العقدي الذي يوصل إلى الأمن الحقيقي.

وأشار الدكتور أبا الخيل إلى أن الجامعة ممثلة بكلية اللغة العربية من السابقين الأولين إلى تشجيع هذا النوع من الأدب، الذي يقف فيه الأديب مع الإيمان والوطن والعلم، ضد التطرف والأهواء والجهل والإرهاب، فكان هذا المؤتمر الذي يجمع الأدباء والنقاد، لمدارسة وظيفة الأدب والكلمة الطيبة في مواجهة الإرهاب والفكر المنحرف، ليكشفوا فيه عن أثر الكلمة الطيبة في فضح الكلمة الخبيثة، ويؤكدوا فيه واجب الأديب المنتمي لوطنه تجاه مجتمعه وأبنائه في نشر ثقافة التسامح، ورفض العنف بأشكاله المختلفة، ودعم ثقافة الحوار التي تشجعها المملكة العربية السعودية في كل المجالات.

من جانبه، تطرق الدكتور عبد الله الخلف وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر إلى عنوان المؤتمر الذي اعتبر كل كلمة فيه تحمل الكثير من المضامين والدلالات والمعاني التي تمثل مؤتمرا منفردا بذاته، مؤكدا على دور الأدب في مواجهة الإرهاب والعنف، ونشر التسامح والسلام، وكذلك أهمية أساليبه في تحقيق التنمية المستديمة.

وأضاف الدكتور الخلف أن الجامعة تسعى جاهدة لأن تكون أعمالها ومناسباتها في المستوى المأمول، مشيرا إلى أن الجامعة استعدت لهذا المؤتمر منذ صدور الموافقة السامية على إقامته حيث شكلت اللجان من منسوبي كلية اللغة العربية وعدد من مسؤولي الجامعة لتقيم هذا المؤتمر.

من جانب آخر، أوضح الدكتور محمد بن علي الصامل عميد كلية اللغة العربية نائب رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر ورئيس اللجنة العلمية، أن المؤتمر يهدف إلى بيان أثر الأدب في خدمة المجتمع، وإبراز دور الأدباء في نشر ثقافة التسامح، وإظهار الوجه الحقيقي للأديب العربي المسلم، مبينا أن محاور المؤتمر تشمل الأدب وثقافة المواطنة، والمحور الثاني الأدب وثقافة الأمن، والثالث الأدب وثقافة العنف، والرابع الأدب وثقافة الحوار، والخامس الأدب وآثار الإرهاب على التنمية.

وقال إن اللجنة العلمية أنجزت إصدار الكتب والمطبوعات المتعلقة بالمؤتمر، يأتي في مقدمتها السجل العلمي الذي يتضمن 38 بحثا في 5 أجزاء يشارك بها باحثون وباحثات من داخل المملكة وخارجها، كما أعدت كتابين؛ الأول عن السير الذاتية للباحثين يتضمن تعريفا مختصرا عنهم بترتيب هجائي، والآخر ملخصات البحوث مرتبة حسب محاور المؤتمر الخمسة، إضافة إلى دليل المؤتمر الذي يتضمن التعريف به وتحديد الجلسات ورؤسائها والباحثين.